هل تخرج عن السيطرة

هل تخرج عن السيطرة؟

هل تخرج عن السيطرة؟

 العرب اليوم -

هل تخرج عن السيطرة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تشهد العلاقات بين الهند وباكستان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا يعيد إلى الأذهان أسوأ محطات التوتر بين الدولتين النوويتين، وسط مخاوف متزايدة من خروج الصراع عن السيطرة وتحوله إلى مواجهة شاملة. وبينما يتبادل البلدان القصف والاتهامات، يتجدد السؤال القديم الجديد: هل تنزلق المنطقة إلى حرب كارثية لا يمكن احتواؤها؟

اندلع التصعيد الأخير إثر هجوم دموى استهدف سياحًا هنودًا فى الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، قُتل فيه 26 شخصًا. حملت الهند جماعة مرتبطة بباكستان المسؤولية، وردّت بضربات جوية استهدفت مواقع وصفتها بـ«البنية التحتية الإرهابية» داخل الأراضى الباكستانية. باكستان ردّت بإسقاط خمس طائرات هندية وقصف أهداف عسكرية فى كشمير الهندية.

ليست هذه المواجهة الأولى. فمنذ انفصالهما عام 1947، خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب، اثنتان منها بسبب إقليم كشمير المتنازع عليه. ولا يزال يشكّل جوهر التوتر القومى والدينى بين البلدين.

يميّز النزاع بين البلدين أن كلا الطرفين يمتلك ترسانة نووية ضخمة تتراوح بين 170 و180 رأسًا حربيًا، وهو ما يفرض قيودًا استراتيجية على أى تصعيد شامل. هذه الأسلحة النووية لا تُستخدم للهجوم، بل للردع وخلق حالة من «التدمير المتبادل المؤكد»، ما يدفع البلدين إلى ممارسة قدر من الحذر وتجنب تجاوز «خط اللاعودة».

ورغم أن القدرات النووية غير مُعلنة بالكامل، إلا أن عدم امتلاك أى من البلدين قدرة مؤكدة على «الضربة الثانية»، أى الرد النووى بعد التعرض لهجوم، يجعل الأزمة شديدة الحساسية.

فى ميزان القوى التقليدية، تتفوق الهند بشكل واضح. ميزانية الدفاع الهندية لعام 2025 حوالى 74.4 مليار دولار، مقابل 10 مليارات فقط لباكستان. وتملك الهند ضعف عدد الجنود النظاميين. ورغم فاعلية الجيش الباكستانى وخبرته فى حرب العصابات، فإن هذا التفاوت يخلق فجوة استراتيجية تقلص هامش المناورة أمام إسلام آباد.

رغم شراسة التصعيد، تشير المؤشرات إلى أن الطرفين يحاولان حصر العمليات فى نطاق محدود. الضربات تُنفّذ ليلًا أو فجرًا، وتستهدف مواقع حدودية نائية، بما يقلّل من الخسائر البشرية ويترك مجالًا للتهدئة. هذه المواجهات غالبًا ما تحمل رسائل سياسية موجهة للرأى العام المحلى، ولا تعبّر عن نية للغزو أو السيطرة على أراض جديدة.

رغم التصعيد الدموى واللغة الحادة، لا يبدو أن الطرفين يسعيان إلى حرب شاملة. الأسباب متعددة، أبرزها: الرادع النووى، التوازن الإقليمى، الضغوط الدولية، وتكلفة الحرب الباهظة. لكن بقاء النزاع الكشميرى دون حل، واستمرار وجود جماعات مسلحة على الأرض، وغياب آلية دبلوماسية دائمة للتفاوض، تجعل من كل مواجهة محدودة فرصة محتملة لانفجار غير محسوب.

الصراع بين الهند وباكستان يشبه رقصة على حافة بركان: كل طرف يدرك خطورة السقوط، لكنه لا يتوقف عن الاقتراب أكثر من الحافة. الإجابة عن السؤال: «هل تخرج الحرب عن السيطرة؟» تعتمد على ما إذا كانت الحكمة ستنتصر على الغضب، والدبلوماسية على الرصاص.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تخرج عن السيطرة هل تخرج عن السيطرة



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab