«مصرُ» و«غزة» التاريخُ يشهدُ بما يُغنينا عن الكلام

«مصرُ» و«غزة»... التاريخُ يشهدُ بما يُغنينا عن الكلام

«مصرُ» و«غزة»... التاريخُ يشهدُ بما يُغنينا عن الكلام

 العرب اليوم -

«مصرُ» و«غزة» التاريخُ يشهدُ بما يُغنينا عن الكلام

بقلم : فاطمة ناعوت

شكرًا للرئيس السيسى على الكلمة الكاشفة التى ألقاها قبل يومين حول الأوضاع المأساوية الراهنة فى «غزة» الحبيبة، والتى وجهها أولا: للشعب المصرى، وثانيًا: لكل من يهمه الأمر من شرفاء العالم. والحقُّ أن ما قاله الرئيسُ هو عينُ ما يعلمه كلُّ شريف واعٍ من أبناء مصر والعالم. لكن كلمة الرئيس فى هذا التوقيت جاءت؛ لتقطع السُّبلَ على المتنطعين الكذبة الذين لم يجدوا فى تاريخ مصر إزاء القضية «ماءً عكرًا» يتصيّدون فيه، فدنّسوا بزيف ألسنهم وسواد قلوبهم البِركَ الصافية، حتى تتعكر المياهُ؛ ثم راحوا يتصيّدون منها. فما عاد إليهم إلا دنسُهم الذى صنعوه بأيديهم.

فالشاهدُ لكل قارئ تاريخ وكل متابع مُنصِف أن موقف مصر تجاه «قضية فلسطين» منذ عام ١٩٣٦، قبل قيام الكيان الصهيونى عام ٤٨، ومرورًا بجميع الحروب التى خاضتها مصر ضد إسرائيل، ومنذ ٧ أكتوبر وحتى اليوم وحتى انتهاء الاحتلال الصهيونى بإذن الله فى ساعة فرج، أو حل الدولتين كما نرجو، أو حتى قيام الساعة، موقفٌ مشرّفٌ وكريمٌ، شريفٌ وأخلاقى، ناصعٌ وحاسم، مؤازرٌ وإنساني؛ ومن ثّم لا مجال للمزايدة عليه من قِبَل أية دولة فى العالم، ولا من قِبل أى لسانٍ كذوب، يكره مصر ويروم، عبثًا، تشويه صورتها المشرقة سواءً فى أعين بعض أبنائها من غير العارفين، أو فى عيون العالم.

«سِهامهم رُدَّت إلى نحورهم»، والضميرُ يعود إلى أعداء مصر من الجماعات الانتهازية الكذوب التى لم تحقق فى مصر مآربها الاستعمارية، فحاولت حينًا تطبيق سياسة «حرق الأرض» بتدنيس أرض مصر بالعمليات الإرهابية، وحين تصدت لها قواتنا المسلحة الباسلة، حاولت تطبيق خُطة «شقّ الصف» لتفتت تماسك الشعب المصرى بدس الفتن بين المسلمين والمسيحيين، فخاب سعيُها كذلك؛ لأننا شعبٌ ذكيّ لا يقع فى الفخاخ. والآن لم يعد أمامهم إلا تشويه سمعة مصر، زورًا وبهتانًا، بإطلاق الشائعات الرخيصة حول تخلّى مصر عن دورها المؤازر لشعب غزة الحبيبة تجاه ما يحدث لها اليوم من تصفيات وتجويع ومحاولات تهجير قسرى، من قِبل الكيان الصهيونى المجرم.

لكن التاريخَ يشهدُ بما يُغنينا عن الكلام. فمعظم الدمِ الذى أُريق من أجل استقلال دولة فلسطين الغالية وتحقيق الأمان والرخاء لشعبها هو الدم المصرى الشريف. والسعى الدؤوب الذى لم تتوان عنه مصرُ من أجل قضية فلسطين، لم يبدأ اليوم ولا الأمس ولا حتى فجر اليوم الأسود الذى وُلِد فيه النبتُ الإسرائيلى الأشوه عام ١٩٤٨، بل قبل ذلك باثنى عشر عامًا، حين أيقظت الوعى القومى العربى تجاه فلسطين عام ١٩٣٦، بدعمها الثورة الفلسطينية الكبرى التى اندلعت ضد الاستعمار البريطانى والهجرة الصهيونية لأرض فلسطين، وكانت واحدة من أطول وأعنف الثورات فى فلسطين قبل النكبة. حيث أطلق الفلسطينيون نداء «الإضراب العام» الذى دام ستة أشهر، وكانت مصرُ أول المتجاوبين مع الثورة رسميًّا وشعبيًّا، سياسيًّا ولوجستيًّا. ثم شاركت مصرُ فى مؤتمر «بلودان» بسوريا عام ١٩٣٧ كأول محاولة عربية رسمية لحشد دعم جماعى لفلسطين ورفضها مخططات التهويد والتقسيم. وكانت مصرُ من أولى الدول الداعية له والفاعلة فيه. وأطلقت «جامعة القاهرة»، وكان اسمها آنذاك: «جامعة فؤاد الأول» مظاهرات طلابية وشعبية ضخمة دعمًا لفلسطين، رفع فيها المصريون شعار: «فلسطينُ قضيةُ مصرَ». ودُشِّنت حملات تبرعات كبرى فى الشارع المصرى لدعم الفلسطينيين بالمال والسلاح والغذاء، رغم التضييق البريطانى، وتطوّع مقاتلون مصريون للصفوف الفلسطينية، وكتب الصحفيون مقالاتهم النارية، والشعراء قصائدهم الحماسية دفاعًا عن فلسطين الحبيبة. فتكرّس منذ عام ١٩٣٦ فى وعى التاريخ إن مصر هى الحارسُ الأهم لقضية فلسطين. ولم تتزعزع هذه الصورة بل تكرّست خلال جميع الحروب التى خاضتها مصرُ ضد إسرائيل (٤٨- ٥٦- ٦٧-٧٣ ) دفعت خلالها دمَ مئات الآلاف من شهدائها الأبرار. ففى كل حارة مصرية وفى كل حيّ صورة على جدار موشاة بشريط الحداد لشهيد كريم أردته رصاصة صهيونية، دفاعًا عن شرف فلسطين وحريتها.... ففيمَ المزايدات الرخيصة؟!

موقفنا واضح وجليّ نحن الشعب المصرى والقيادة المصرية، نرفضُ التهجير لأنه قضاءٌ مبرم على القضية الفلسطينية إذ لا قضيةَ دون وطنٍ، ولا وطنَ دون شعبٍ، ولا شعبَ دون أرضٍ، ولا أرضَ دون أهلها، ولا أهلَ دون جذور. تهجيرُ أهل غزة معناه تفريغ القضية وتسليم فلسطينَ للعدو الصهيونى وأمريكا «تسليم مفتاح». ومصر والمصريون والقيادة السياسية المصرية لن يسمحوا بهذا، ولن يقبلوا أن يكونوا جزءًا من عبثية هذا المشهد المظلم. رفعت الأقلام وجفت الصحف.

فلسطين ليست قضية جغرافيا، بل قضية شرف. ومصر لا تبيع شرفها، ولا تساوم على حق فلسطين فى دولة حرّة مستقلة.

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مصرُ» و«غزة» التاريخُ يشهدُ بما يُغنينا عن الكلام «مصرُ» و«غزة» التاريخُ يشهدُ بما يُغنينا عن الكلام



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 01:07 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 14:40 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"غوغل" تتطلع للفضاء لبناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي

GMT 05:52 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انقطاع الكهرباء في أوكرانيا بعد هجوم روسي

GMT 14:34 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

5 أطعمة ومشروبات تجنبها مع البيض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab