ليبيا إنَّ العينَ لتدمع

ليبيا: إنَّ العينَ لتدمع

ليبيا: إنَّ العينَ لتدمع

 العرب اليوم -

ليبيا إنَّ العينَ لتدمع

بقلم : جمعة بوكليب

 

من الممكن القول، إن حالة الغضب في ليبيا، هذه الأيام، لا تختلف عن مستوى ارتفاع الماء في أوانٍ مستطرَقة؛ أي إنّها متساوية: شرقاً وغرباً وجنوباً.

قضيتان برزتا على السطح فجأة، وكانتا بمثابة شرارتَيْن أشعلتا حريقَيْن شعبيَّيْن هائلَيْن. الأولى تمثّلت في ظهور شريط مرئي في الإنترنت لنائب برلماني من شرق البلاد، مختطف منذ عام، اسمه إبراهيم الدرسي. الشريط المرئي مثير للغثيان ومدعاة للحزن، قيل إن مصدره صحافي بريطاني معروف، وإنّه صُوّر بعد أيام قلائل من اختطاف النائب، حيث ظهر فيه عارياً، إلا من سروال داخلي، ومقيداً بسلاسل حديدية من رقبته، كما كان يُفعل بالعبيد في زمان مضى. القضية الثانية تمثّلت في قنبلة فجّرتها وكالة «رويترز» للأنباء، تتحدث عن مباحثات سرّية، جرت بين مسؤولين أميركيين ونظرائهم من ليبيا بهدف ترحيل مجرمين من السجون الأميركية إلى ليبيا!

الشريط المرئي أثار حالة غضب في ليبيا غير عادية، كما أثار استياء في العالم، وصدرت بيانات تنديد من منظمات حقوقية دولية، منها منظمة العفو الدولية، تطالب بالإفراج الفوري عن النائب المختطف. رئيس حكومة بنغازي أسامة حمّاد، ظهر على شاشة التلفزيون معلناً أن الشريط من صنع الذكاء الاصطناعي. جهاز الأمن الداخلي الليبي، هو الآخر، توصل إلى النتيجة نفسها، وأصدر بياناً بالخصوص. وبدلاً من التساؤل عن النائب المختطف، ودوافع الاختطاف، والجهات التي تقف وراءه، ولماذا ظهر الشريط الآن، والهدف من وراء ذلك، انشغل المسؤولون بالنقاش حول أصالة الشريط من عدمها!

وكما هو متوقع، نقلت وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت اجتماعات قبلية في شرق البلاد، تطالب حكومة بنغازي بالسعي والإفراج عن النائب المختطف. وفيما بعد، ظهر شريط مرئي، مأخوذ من كاميرات المراقبة في الشوارع، يصور النائب المختطف يغادر في سيارته المكان الذي كان فيه ببنغازي قبل اختطافه، وتتعقبه سيارتان.

القضية الأخرى جاءت مباشرة بعد ظهور شريط النائب المختطف، وكانت بمثابة سكب المزيد من الكيروسين على النار المضرمة، خاصة بعد شيوع أخبار عن وصول طائرة عسكرية قادمة من إيطاليا، ونزولها في مطار القاعدة الجوية بمصراتة.

ومنذ ظهور الخبر، كان أصبع الاتهام موجهاً إلى رئيس حكومة طرابلس، رغم أن الخبر الذي بثّته وكالة «رويترز» اقتصر على ذكر اجتماعات بين مسؤولين ليبيين وأميركيين، ولم يحدد الجهة التي ينتمون إليها من البلاد.

آمر القاعدة الجوّية في مصراتة ظهر على القنوات التلفزيونية، مؤكداً أن وفداً عسكرياً إيطالياً كان على متن الطائرة العسكرية القادمة من إيطاليا، وأنّه لا صحة مطلقاً لخبر وصول مُرحّلين من أميركا. ورئيس حكومة طرابلس عبد الحميد الدبيبة نشر على الإنترنت صوراً لاجتماع منعقد بين ضباط ليبيين وإيطاليين، وكتب تعليقاً تحت الصور، يسخر ممن وصفهم بـ«ذوي الكتب الصفراء».

ويظل من المفيد التذكير بأن السيد عبد الحميد الدبيبة كان قد نشر تكذيباً على الإنترنت يوم 31 أغسطس (آب) 2023، ينفي فيه نفياً قاطعاً حدوث لقاء بين وزيرة الخارجية في حكومته نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي في روما. وتبيّن فيما بعد، أن الأمر كان على العكس تماماً، حسب اعترافات وزيرة الخارجية في مقابلة تلفزيونية. الإدراج ما زال موجوداً على الإنترنت، ويمكن الرجوع إليه للتأكد، لمن أحبَّ.

من جهة أخرى، ظهر رئيس حكومة طرابلس في وسائل الإعلام يُدلي بتصريح يُشير فيه إلى أشخاص ليبيين وصفهم بأنّهم غير رسميين، التقوا مسؤولين أميركيين حول موضوع ترحيل مساجين إلى ليبيا بصفة مؤقتة خدمة لمصالح ليبية. الرئيس الأميركي دونالد ترمب حين سُئل من قِبل صحافي في البيت الأبيض عن الموضوع، قال إنه لا علم له به، ومن الأجدى للصحافي التوجه بالسؤال إلى وزير الأمن الداخلي. في حين أن وسائل الإعلام الأميركية نقلت خبراً يتحدث عن رفض قاضٍ في محكمة أميركية المصادقة على ترحيل مساجين إلى ليبيا، ومطالباً الحكومة بتوجب ترحيلهم إلى بلدانهم. وأشارت صحيفة أميركية إلى أن المسؤولين الليبيين الذين التقوا مسؤولين أميركيين كانوا بدعم من حكومة طرابلس، وأن الصفقة تقوم على استقبال المُرحّلين مقابل تقديم واشنطن الدعم إلى حكومة طرابلس. الصحيفة الأميركية نفسها قالت إن خطط الترحيل فشلت بسبب رفض الحكومتَيْن في ليبيا استقبال المرحّلين. وحسب تقديري الشخصي، فإن فصل الصيف يبدو أنه سيكون مميّزاً جداً، وسخونته سياسياً ستحرق أسماء عديدة.

arabstoday

GMT 01:50 2025 الأحد ,11 أيار / مايو

جولة ترامب… وقمّة بغداد

GMT 01:42 2025 الأحد ,11 أيار / مايو

رئاسة منذ الطفولة

GMT 01:39 2025 الأحد ,11 أيار / مايو

حرائق الشرق ومياه الماضي

GMT 01:35 2025 الأحد ,11 أيار / مايو

بالعودة إلى اتّفاقيّة أوسلو (1)

GMT 01:32 2025 الأحد ,11 أيار / مايو

ترمب ثانيةً... السعودية هي الوجهة الأولى

GMT 01:28 2025 الأحد ,11 أيار / مايو

هل نحن جاهزون لتقبّل تاريخنا البديل؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا إنَّ العينَ لتدمع ليبيا إنَّ العينَ لتدمع



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 السبت ,10 أيار / مايو

فيلم منى زكي يحصد جوائز المركز الكاثوليكي
 العرب اليوم - فيلم منى زكي يحصد جوائز المركز الكاثوليكي

GMT 05:25 2025 السبت ,10 أيار / مايو

قراءة لزيارة الرئيس ترمب للخليج

GMT 14:13 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج السرطان الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج القوس الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 14:10 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الجوزاء الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 14:30 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 14:32 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الحوت الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 14:16 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الأسد الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 14:24 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab