هل ترضى إيران من الغنيمة بالإياب

هل ترضى إيران من الغنيمة بالإياب؟

هل ترضى إيران من الغنيمة بالإياب؟

 العرب اليوم -

هل ترضى إيران من الغنيمة بالإياب

بقلم : نبيل عمرو

هذا قولٌ يصلح لأن نصف به كلّ من يسعى إلى غنيمة ولا يطالها، ولكي لا يواصل سعيه وتزداد خسائره، بينما غنيمته تبدو مستحيلة، فالأفضل له أن يتراجع عن مسعاه، فيكون بذلك قد أنقذ نفسه بالإياب.

ينطبق هذا القول أيضاً على قادةٍ عظامٍ لم يهزموا الخصم في معركة كبرى، إلّا أنّهم حقّقوا لجيشهم انسحاباً أنقذه من هزيمة محقّقة، وسُجّل لهم إنجازٌ ينطبق عليه القول “رضي من الغنيمة بالإياب”.

حتّى الدولتان العظمَيان في القرن العشرين الاتّحاد السوفيتي وأميركا، اللتان قامتا بغزوات ضخمة، ارتضتا لنفسيهما من الغنيمة بالإياب حين لم تحقّقا ما سعتا إليه، وآخر من انطبق عليه هذا القول في زمننا الهروب السوفيتي من أفغانستان، والهروب الأميركي من المكان نفسه.

حتى نحن العرب راودتنا أحلام إمبراطورية، ورفعنا من أجلها شعار الوحدة كما لو أنّنا نستنسخ ولو بالتمنّي إمبراطوريّاتنا الغابرة كالإمبراطوريّتين الأمويّة والعبّاسيّة، وحين صدمتنا الوقائع القاسية التي تجهز وحدها على الخيالات، رضينا من الغنيمة الإمبراطورية بالإياب، وها نحن نرى حالنا، وقد ينطبق علينا القول: “إنجُ سعد فلقد هلك سُعيد”.
حتّى الدولتان العظمَيان في القرن العشرين الاتّحاد السوفيتي وأميركا، اللتان قامتا بغزوات ضخمة، ارتضتا لنفسيهما من الغنيمة بالإياب حين لم تحقّقا ما سعتا إليه

هرولة خلف السّراب

إخوتنا الإيرانيون كانوا مثلنا أصحاب إمبراطورية عظمى، انطبق عليها القانون الحتمي، فسادت ثمّ بادت، إلّا أنّ الحلم الإمبراطوري لم يفارق الشاه “ملك الملوك”، الذي سعى إلى حلمه إلى أن عاجلته الأقدار بسقوطه وتصفية نظامه، ويرثه الثوّار الذين تغلّبوا عليه… لم يرثوا حكماً وحسب، بل وحُلْماً أيضاً، وكأنّ التطلّع إلى استنساخ إمبراطوريّات ذوت أشبه بفيروس لا علاج له يصيب مجتمعات ونظماً ودولاً، وقد أصاب إيران، إذ أدخلها في صراع مرير ومكلف بين الحلم الموروث والوقائع المضادّة، وبوسعنا تقدير كم خسرت إيران في هذا الصراع، وبناءً على النتيجة ينهض السؤال الكبير: هل ترضى إيران من الغنيمة المستحيلة بالإياب؟ كيف ومتى؟

في وقتنا الحاضر يُفترض أن تتساءل إيران بعد كلّ الذي حدث، ما الذي يتعيّن عليها أن تفعله؟ أما تزال تراودها الأحلام الإمبراطوريّة؟

منذ نجاح ثورة الخميني في إطاحة نظام الشاه، واعتناقها شعار تصدير الثورة، دخلت الدولة الإيرانية حروباً مباشرة، وأخرى من خلال الأذرع، وأنفقت عليها مبالغ ضوئية على حساب اقتصادها وتنميتها. كانت شعارات حروب إيران مستحيلة التحقّق، ولم يكن صنّاع القرار فيها يصغون للتحذيرات من داخلها ومن حولها من أنّ ما هي ماضيةٌ فيه أشبه بجري وراء سراب، فكلّما بدا أنّها تقترب منه كان يبتعد إلى أن جاءت جردة الحساب الأخيرة.

في زمن قياسي خسرت الدولة الإيرانية جميع مقوّمات نفوذها الذي كان هشّاً في الأساس. كان ذلك بديهيّاً لافتتاحها حروب الأذرع من دون توافر الحدّ الأدنى من التوازن مع الخصم، الذي هو أميركا وأذرعها وكلّ من معها من دول الأطلسي.

كانت سماء إيران مكشوفة لأحدث وأقوى طائرات حربية من كلّ الأجيال، وداخلها مخترق حتّى النخاع، وكلّ ما حولها قلقٌ منها ومن تطلّعاتها التوسّعية. أمّا الأذرع التي جرت المراهنة عليها لتعظيم النفوذ، فقد جرى الاستفراد بها الواحدة تلو الأخرى، حتّى أعلنت هي ذاتها فكّ الارتباط المفترض بينها، وإن بقي بعضٌ منه، فلا أثر له في إحداث توازن الحدّ الأدنى الذي يديم حرباً ويحقّق نتائج سياسية.
في زمن قياسي خسرت الدولة الإيرانية جميع مقوّمات نفوذها الذي كان هشّاً في الأساس

الجواب لدى المرشد

الآن… الأذرع التي أُنفق الكثير عليها إن قاتلت دفاعاً عن نفوذها المحلّي فهي تقاتل بلحمها الحيّ، وبأجنداتٍ تراجعت إلى ما دون حدّها الأدنى، ولم تعد إيران عرّابة الأذرع بقادرة على تقديم اليسير ممّا كانت تقدّم في زمن ازدهار وهم النفوذ. ففي غزّة مثلاً… ما الذي يمكن أن تقدّمه لها إيران حين تبدأ إعادة الإعمار؟

في لبنان حيث “الحزب” وحاضنته الجريحة في كلّ مكان على أرض البلد، يُطرح السؤال نفسه: ما الذي في وسع إيران تقديمه لإعادة البلد إلى بعض ما كان عليه قبل الحروب، وآخِرتها لم تتوقّف بصورة نهائية بعد؟

أمّا اليمن فقد تمّت مغادرته ليواجه أقداره بلحمه الحيّ.

يبدأ اليوم التفاوض مع أميركا، إن لم يكن تحت النار المباشرة فتحت التهديد بها، وإيران تفاوض عزلاء عن الجغرافيا السورية الثمينة التي كانت بحوزتها، وعن الأذرع التي بُترت في كلّ مكان، فهل في إيران من يفكّر جدّياً في ميزة الرضا من الغنيمة بالإياب؟ لا أحد يعرف غير المرشد!

arabstoday

GMT 11:21 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظ أفضل وراحة بال

GMT 11:19 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

صوت الجندي المكتوم في قارورة بحرية!

GMT 11:17 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الجفاف يجتاح إيران وحرب مياه في أفق المنطقة

GMT 11:13 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سقوط الفاشر... هل يُكرر السيناريو الليبي؟

GMT 11:10 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سرقة متحف اللوفر

GMT 11:06 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

السيدة المعجزة

GMT 10:57 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وحلم الولاية الثالثة

GMT 10:55 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ساركوزي ولعنة ليبيا والقذافي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ترضى إيران من الغنيمة بالإياب هل ترضى إيران من الغنيمة بالإياب



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 23:17 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتسلم رفات رهينتين من حماس عبر الصليب الأحمر
 العرب اليوم - إسرائيل تتسلم رفات رهينتين من حماس عبر الصليب الأحمر

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نوارة الغزاوية... وفلسطين الدُمية

GMT 20:23 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة إلى سموتريتش: السعودية دولة تملك التاريخ والجغرافيا

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 11:57 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

يتيمة العصر

GMT 09:54 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك... المُطلق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab