جنين اقتتال داخل سجن مغلق

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

 العرب اليوم -

جنين اقتتال داخل سجن مغلق

بقلم : نبيل عمرو

يدخل الفلسطينيون عاماً جديداً يبدو من خلال مقدماته أنه استمرار للعام الذي مضى. غزة لا تزال تحارب تحت النار، من دون ظهور مؤشرات ولو ضعيفة لانطفائها، والضفة تُحارِب وتُحارَب كونها الهدف الأساسي لحروب الجبهات السبع.

الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين تترافق مع اشتعالاتٍ تشمل مناطق عديدة من الشرق الأوسط، ما أدى على نحو أولي، ولكنه قاطع، إلى إنهاء مشروع السلام الذي انتظر منه الفلسطينيون دولة.

مآلات الحرب على غزة وإن لم تتبلور بصورة نهائية، إلا أنها تُقرأ على ضوء تطورات الميدان، بأنها ستعيد غزة بعد دمارها إلى وضع أقسى بكثير مما كانت عليه قبل الحرب الراهنة، من حصارٍ خانق، وانتقالها من حربٍ عسكرية مباشرة، رأينا مفاعيلها على مدى خمسة عشر شهراً، إلى ما هو أشد صعوبة وهو إعادة البلد المدمر إلى الحدود الدنيا لصلاحية العيش فيه.

الحالة الفلسطينية تدخل العام الجديد وكل ما حولها يعمل ضدها، والأشد إيلاماً في ذلك هو العجز المطلق عن مساعدتها في الحرب الشرسة التي تتعرض لها، ما منح الاستفراد الإسرائيلي بها فرصاً ثمينة لتحقيق أجنداته، ليس في النطاق الفلسطيني وإنما في ما هو أوسع بكثير أي الشرق الأوسط والعالم.

ما يحيط بالحالة الفلسطينية بكل سلبياته هو أمرٌ متعودٌ عليه، إلا أن ما هو أشد إلحاقاً للأذى بهم وبقضيتهم هو وضعهم الداخلي الذي تجتمع فيه وتتداخل أزمات منها القديم ومنها المستجد، وفي كل الحالات لا حلول.

اللافت للنظر ويمكن اعتباره أزمة مستجدة، هو ما يجري في جنين من اقتتال ذي تسميات وعناوين مختلفة، تسمية السلطة له أنه عملية أمنية لإنهاء حالة الخروج عن القانون، ويسميه المقاتلون على الجهة المقابلة، معركة بقاءٍ للمقاومة، وبعضهم يذهب إلى اعتبارها معركة مصير قوى الممانعة ووحدة الساحات!

المأساوي في الحالة هذه هو أن دماً فلسطينياً سال فيها، وليس بفعل إسرائيلي، وكذلك طول مداها الزمني، إذ توشك على دخول شهرها الثاني، أو أنها دخلته بالفعل، أمّا مأساة المآسي فتجسدها طبيعة الدور الإسرائيلي فيها، الذي يتربص بمجرياتها، ومهما كانت نتائجها فهو أكثر المستفيدين منها، ما دام بوسعه التدخل وقتما يشاء وكيفما يشاء، ويقرر الخلاصات النهائية بقوة السلاح.

الشعب الفلسطيني بإجماله يبدو محيداً عن أي دورٍ في هذه المأساة، فلا برلمان يمثله في معالجتها ولا فاعلية للمبادرات التطوعية التي قامت بها قوى المجتمع المدني، رغم تنامي الخوف من أن تمتد الحالة المأساوية وتتسع لتطال مناطق أخرى من الضفة.

في جنين ومخيمها المكتظ يجري اشتباك بين طرفين مخذولين كلٌّ منهما بلا حلفاء ولا داعمين قريبين، السلطة تعمل في جنين تحت ضغطٍ إسرائيلي مكثف، يريد إنهاء المهمة للانتقال إلى مكان آخر، مع تواصل إجراءاته الهادفة إلى تقويض إمكاناتها، بما يفقدها دعم شعبها وتأييده ويفقدها ما هو أهم، أي الهيبة.

ومن تصفهم بالخارجين عن القانون فيعيشون عزلة عن الجهات التي تدعمهم وتتبنى جهدهم وتموله، وتراهن عليه، والذي يُشار إليه في هذا الصدد منظمة «الجهاد الإسلامي»، التي إن وصل مالها إليهم فلا مجال لمدهم بما هو أهم... العنصر البشري.

«الجهاد» ومن معها من فصائل حليفة يرون في الضفة وإشعالها تعويضاً عن الخسارات التي تكبدوها في غزة وغيرها.

إن ما يجري في المخيم يشبه صراعاً بين اثنين داخل سجن مغلق بإحكام، في حالة كهذه ليست مهمة الشعارات والتسميات، فالمهم بل الأهم أن خلف الأبواب والجدران تقف إسرائيل، التي أبادت غزة كي تنهي وضع الضفة، والهدف الرئيس من كل ذلك منع قيام دولة فلسطينية.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنين اقتتال داخل سجن مغلق جنين اقتتال داخل سجن مغلق



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab