زمنيّة الحرب وفكرة السلام

زمنيّة الحرب... وفكرة السلام

زمنيّة الحرب... وفكرة السلام

 العرب اليوم -

زمنيّة الحرب وفكرة السلام

بقلم : فهد سليمان الشقيران

ليس سراً أنَّ المحاولات الحثيثةَ اليوم بغية إطفاء نيران الحرائقِ لها أسبابُها التنموية مع الإرادات السياسية. دولٌ انشغلت برؤىً تنموية، وحقَّقت أهدافَها الاقتصادية في زمنٍ قياسي لا تريدُ أن تنموَ في إقليمٍ يحترق.

القوى الصَّاعدة تنموياً لا تريد لأي حربٍ أن تمتد، ولا لأي أزمةٍ أن تتفاقم. المبادرات المطروحة جدّية؛ خلاصتها أن تتجاوزَ الدولُ خلافاتِها بالوقت المحدد. وما كانت الضربات المتضادة بين أطراف النزاع إلا وسيلةً لصناعة حل، أو لتأسيس نقاشٍ وتفاوض.

بالأمس كتب الدكتور رضوان السيد في هذه الجريدة مقالةً مهمة بعنوان: «هل انتهت حرب فارس والروم؟». فيها سأل الأستاذ: «هل انتهت الحرب، أو الحروب، كما ذكر ترمب؟ إيران شديدة التعب والإرهاق في بناها العسكرية والنووية والأمنية والعلمية، وقد جُرّدت أيضاً من أذرُعها التي بنتها بصبرٍ على مدى عقود. أما إسرائيل المرهقة جداً من «حروب الانتصار»، فيغلب على الظن أن تستكين أيضاً إذا أمنت من جهة لبنان. لكن ستبقى لديها مشكلات إذا رأت أن ترمب سيمضي بعيداً في احتضان إيران...».

ثم ربط الحدث بتاريخيته حين قال إن «التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه، وفق كارل ماركس، إذا حصلت تشابهات فإن المأساة (التراجيديا) تختلط فيه بالكوميديا».

نعم، للحروب وظيفتها؛ كما أن للسلام دوره وأثره، وعبر التاريخ أخذت الحروب حيزها من الدرس والتحليل، فالحرب ذروة قصوى من ذروات التاريخ على أثرها تتشكل جغرافيا جديدة، وتوضع على الأرض إمكانات مختلفة، وتتحول مسارات عديدة، فالحروب هي الوسيلة الأجدى أحياناً من أجل صناعة السلام.

والدراسات التي تتحدث عن الحرب والتاريخ والإنسان عديدة، وهي تتراوح بنتائجها بين القبول والرفض، لذلك يمكن تلخيص قصة الموقف من الحرب بأنها صراع بين مقولتين، ونظريتين، فاليونانيون عاشوا الحروب الطاحنة وخبروا الحرب، ولذلك عتدّها هيراقليطس «ربة الأشياء»، فهو فيلسوف الصيرورة والنار، ولذلك يرى في الحرب وسيلة فاعلة في تصيير الأشياء وتسريع حركة التاريخ، على نقيضه عدو الحرب كانط، الذي ألّف كتيبه الشهير «نحو سلام دائم»، به يعرض خطة لإنهاء فكرة الحرب واستبدال أفكار أخرى أخلاقية بها، يمكنها جعل الصراع بين الأمم أكثر تطوراً من فكرة الحرب.

الخلاصة؛ أن الحروب لها هدف وزمن. ولكل طرفٍ أوانه للدخول في السلام. وما كانت مبادرة ترمب إلا نصيحة لإنهاء حرب يُراد لها أن تكون قصيرة. والتاريخ لا يعيد نفسه لأن التاريخ متزمّن ولا يعود. بيد أن القوّة في اغتنام فرص الانتقام في حينها، وفرص السلام في أوانها.

arabstoday

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

ملكة القنوات

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان و«ضربة معلم»

GMT 16:35 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

نقش «سلوان» وعِراك التاريخ وشِراكه

GMT 16:33 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان... تحالف جاء في وقته

GMT 16:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

أين تريد أن تكونَ في العام المقبل؟

GMT 16:30 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

افتح يا سمسم

GMT 16:29 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

مأزق الليبرالية البريطانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمنيّة الحرب وفكرة السلام زمنيّة الحرب وفكرة السلام



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 18:52 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث
 العرب اليوم - دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث

GMT 11:05 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

شيرين عبد الوهاب أمام القضاء بتهمة السبّ والقذف

GMT 03:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab