النفط والسيادة الكعكة المبرَّدة لصيف ساخن

النفط والسيادة: الكعكة المبرَّدة لصيف ساخن!

النفط والسيادة: الكعكة المبرَّدة لصيف ساخن!

 العرب اليوم -

النفط والسيادة الكعكة المبرَّدة لصيف ساخن

بقلم - يوسف الديني

من السياسة إلى السيادة قصة نجاح كبيرة يقودها وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، على أكثر من مستوى، مما يقودنا إلى قراءة جديدة لمفهوم «دبلوماسية الطاقة» التي عززها حضور الأمير وإجاباته الدقيقة الواضحة، والأهم محاولته الحثيثة خلق حالة إجماع وتوافقية لأعضاء «أوبك بلس»، رغم كل التحديات الشائكة والتي تشمل حالة هلع تعيشها منصات الإعلام الغربية من التشكي إلى ادعاء المظلومية، ثم محاولات دق إسفين الخلاف وليس الاختلاف بين أعضاء «أوبك»، إلى درجة تشبه قصص الخيال العلمي!

في خضم ذلك أثبتت دبلوماسية النفط بقيادة السعودية أنها قادرة على احتواء تلك المخاوف، من خلال قرار خفض إنتاج النفط الجديد بعد اجتماع كبار المنتجين، بهدف دعم الأسعار رغم مخاوف من حدوث ركود. ورغم المفاوضات الشاقة والصعبة، فإن قيادة السعودية للملف بعيداً عن التجاذبات السياسية إلى مسائل تتعلق بمصلحة البلدان بالأساس «السيادة»، ساهمت في الخروج بتلك النتيجة التي وصفتها «بلومبرغ» بعنوان كاشف: «السعودية تعيد النفط إلى المستقبل»، أو بحسب تعبير الخبير النفطي في «UBS»: لقد أظهروا مرة أخرى أنهم يعملون معاً... في نهاية المطاف، يتعلق الأمر بما يتفقون عليه... الجزء المهم هو إظهار الوحدة والاتفاق.

هذا الاتفاق يقودنا إلى قراءة مخاوف الضفة الأخرى مع ازدحام الحركة المرورية والتنقلات في الولايات المتحدة، إلى قراءة ازدحام من نوع آخر في التقارير والأخبار والمقالات والمخاوف؛ لأن زاوية النظر ضيقة لا تنظر أبعد من مصلحة الناخب، وهو ما يستلزم بالتالي، محتوى من نوع آخر يعتمد على محاولات قراءات غير دقيقة لمقاربة ملف النفط ورؤية «أوبك بلس»، وهو ما رد عليه وزير النفط السعودي ببراعة؛ إذ قال إنه لن يكشف أوراقه، محذراً من صناعة الأوهام والانسياق حول توقعات وتحليلات يعوزها المنطق وقراءة دقيقة للمشهد النفطي وملف الطاقة.

يمكن القول بثقة كبيرة، خصوصاً مع المتابعة والاهتمام الكبير في المنصات السعودية، والمراقبين الذين يتداولون مقاطع وزير النفط بابتهاج وفخر كبير، إن دبلوماسية النفط متوافقة مع إطار أكبر وهو «رؤية المملكة»، فالسعودية واضحة تماماً حول رغبتها في ثبات الأسعار وارتفاعها بما يلائم الخطط الطموحة لتمويل برامج ومشاريع الرؤية، والتي ستساهم في حالة التحول الكبرى من خلال تمويل المشاريع العملاقة، وبحسب العبارة الواضحة لوزير النفط: «على الجميع أن يكفوا عن محاولات التنبؤ بما نقوم به... خطتنا واضحة... هذه السوق تحتاج إلى الاستقرار».

وبإزاء الوضوح السعودي هناك مؤشرات يتم تجاهلها في العادة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في أسعار النفط في المرحلة القادمة، من احتمال عودة انتعاش الاقتصاد الصيني، أو ملف سقف الديون لدى الولايات المتحدة.

ما فعلته السعودية اليوم هو محاولة لعب دور «ضابط إيقاع» في أوركسترا النفط التي تسعى للسيادة، وليس إلى نشاز السياسة ومصالحها الضيقة ودفعها باتجاه المستقبل. هذا التناغم رغم الاختلافات يعني أن هناك استراتيجية استباقية ووقائية، من شأنها تحديد مستهدف جديد للإنتاج النفطي مع بداية 2024، بالتزامن مع خطة الخفض الطوعي القابل للتمديد كجزء أيضاً من مسؤوليتها تجاه استقرار السوق وضبطها.

«كعكة مبردة» بانتظار مستقبل سوق النفط، كما قال الأمير عبد العزيز الذي وضع حداً للابتزاز السياسي بتصريحاته القوية والمباشرة، وفي ذات السياق جددت تلك التصريحات الرسالة السياسية الواضحة من الاستراتيجية الجديدة للسعودية في مقاربتها لملف الطاقة من زاوية، مفادها أن استقرار السوق وأمن الإمدادات رؤية مضادة لا تكترث بالأصوات المعارضة والمحاولات النفعية والانتهازية، للضغط على زيادة معدل الإنتاج من دون الالتزام برؤية واضحة حول التهديدات تجاه الصناعة ذاتها، لمجرد تخفيف الألم تجاه ضغط المستهلكين في الغرب، وتحول النقص إلى سلاح مضاد للمواقف السياسية.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النفط والسيادة الكعكة المبرَّدة لصيف ساخن النفط والسيادة الكعكة المبرَّدة لصيف ساخن



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 01:56 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس السوري أحمد الشرع يجتمع بمسؤولين سعوديين في الرياض

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نوارة الغزاوية... وفلسطين الدُمية

GMT 08:03 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يصعد بعد تراجع مخزونات الخام الأميركية اليوم الأربعاء

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 14:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ساناي تاكايتشي تستعد لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يوجّه رسالة لمنة شلبي ويكشف عن مفاجأة

GMT 12:49 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يمتدح إيلون ماسك بعد خلاف طويل ويؤكد حبه الدائم له

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab