بقلم - حسن المستكاوي
** على مدى عقود صدّر البعض للرأى الرياضى العام صورة مشوهة للتمثيل المشرف. وفى الوقت نفسه تاجر البعض الآخر بالتمثيل المشرف، وأصبح تعريف هاتين الكلمتين محيرا، بين مايسمى مكافأة إجادة رغم الهزيمة، فيما عرفناه بمكافآت الهزيمة. وفى الطرف الآخر للمقص اختلط الأمر فى تقييمات خبراء ومدربين وإعلاميين للتمثيل المشرف، لاسيما فى الألعاب الأوليمبية، لعدم إدراك أن المركز الرابع أو الخامس فى أية منافسة أوليمبية فردية يعد تمثيلا مشرفا جدا، والأمر يسير على بطولات العالم فى مختلف اللعبات الجماعية والفردية . وكنت أشرت إلى أن الرياضيين من أكثر من 200 دولة يشاركون فى الألعاب الأوليمبية ويحصل قرابة الألف من 11 ألف رياضى ورياضية على ميداليات، ومع ذلك لا تنصب مشانق النقد والتحقيق والتنكيل بالرياضيين الذين لم يحرزوا ميداليات؟
** قد تكون المستويات الأوليمبية والعالمية غامضة للبعض، لكن فى كرة القدم لعبة الأمم والشعوب يتوارى هذا الغموض.. وعلى سبيل المثال شارك منتخب مصر الأول لكر ة القدم فى كأس العالم ثلاث مرات، 1934، 1990، و2018. وكان التمثيل مشرفا فى مباراة واحدة فقط وهى مباراتنا مع هولندا. وفى روسيا لا يمكن وصف أداء المنتخب بأنه مشرف ، لكن فى المقابل كانت الكثير من مشاركات الأهلى فى كأس العالم للأندية مشرفة، وخاصة حين حصل على المركز الثالث، بينما فى المشاركة الأخيرة لعب الفريق مباراة قوية أمام بورتو وخرج الفريقان معا، وانتهى الأمر برحيل مدرب بورتو مارتن أنسيلمى وتعيين فرانشيسكو فاريولى مدربا جديدا للفريق بعقد يمتد لعامين.
** التمثيل المشرف يخضع لتقييم الأداء فى الألعاب الجماعية، وليس ربط التمثيل المشرف بالمراكز، ولذلك تحظى منتخبات كرة اليد المصرية بالتقدير لكونها فى دائرة قمة اللعبة، بمراكز تتراوح بين السادس والثامن، وهو تقييم يستند على الأداء، وعلى الندية والقدرة التنافسية. بينما فى بطولة واحدة ومن فريق واحد يمكن أن نرى التناقض بين التمثيل المشرف والتمثيل الهزيل فى واحدة من أعاجيب الكرة المصرية، وذلك فى كأس القارات 2009 فى جنوب إفريقيا، فخسرنا من البرازيل 3/4 بعد مباراة رائعة ومشرفة جدا وهزمنا إيطاليا حاملة لقب كأس العالم ثم خسرنا أمام أمريكا مباراة لم يكن من اللائق أن نخسرها..
** وأضرب مثالا مهما وهو منتخب مصر فى كأس الأمم الإفريقية الأخيرة لم يكن أداء المنتخب مشرفا ولم تكن نتائجه مشرفة وفى بطولة 2017 صعد الفريق للمباراة النهائية، وكان ذلك بحسابات النتائج مشرفا؛ إذ يحلم أى منتخب بلعب المباراة النهائية ومع ذلك لم يكن الأداء مشرفا، حيث كان سلاح لاعبى المنتخب هو الدفاع، والنضال، إزاء العجز عن رد محاولات المنافسين بهجوم ومحاولات مضادة.. ولم يكن شكل الأداء مشرفا ولا لائقا بمنتخب مصر وتاريخ الكرة المصرية..
** التمثيل المشرف يستحق تقييما عميقا للمستوى وللأداء وللخطط والتكتيك. ولا تكفى النتيجة لوصف مشاركة فريق بأنه تمثيل مشرف، فالمهم كيف يلعب الفريق؟ وكيف يصارع منافسيه؟ وكيف يمتع جماهيره على اختلاف شكل التكتيك الممتع؟
** اختصارا على مدى سنين حدث تشويه للتمثيل المشرف. وحدث غياب فى تقييم المستويات القارية والدولية والعالمية والأوليمبية، فما كان مشرفا فى بطولات وصف بأنه غير مشرف بسبب هذا الغياب!