** فى 28 ديسمبر 2024 وضع أبطال الإسكواش المصرى ضمن قائمة أفضل الرياضيين المصريين فى مائة عام، وهم الذين صنعوا مجد اللعبة حتى أصبحت مصر سيدة الإسكواش فى العالم، وصنع عبدالفتاح عمرو بك الدبلوماسى المصرى فى سفارة المملكة المصرية فى ذاك الوقت ثم، سفير مصر فى لندن فيما بعد حتى عام 1952 شعلة الإسكواش المصرى الأولى، فى تاريخ المصريين فى اللعبة بفوزه ببطولة بريطانيا المفتوحة فى الثلاثينيات من القرن الماضى، وكانت بمثابة بطولة عالم، وذلك فى سنوات 1933، 1934، و1935، و1936، و1937 و1938. وهناك عشرات الأبطال المصريين فى تاريخ اللعبة، ومنهم محمود عبدالكريم وأبوطالب وإبراهيم أمين، وجمال عوض، وأحمد برادة وكريم درويش، ورامى عاشور، والأخوين الشوربجى وعمر البرلسى، وعمرو شبانة أحرف اللاعبين وقد وصف بأنه ميسى الإسكواش، وتحتكر مصر بطولات جميع المراحل السنية للفرق رجالًا وسيدات وناشئين، ويتصدر التصنيف العالمى.

** هذا العام احتكر الإسكواش المصرى بطولات العالم لجميع المراحل السنية سيدات ورجال وفرق أيضًا، والاحتكار تضمن الفوز بالمركز الأول والثانى فى كل مسابقة، ولذلك أبطال الإسكواش المصريون سيدات ورجال يعتبرون ظاهرة رياضية عالمية. وعندما فاز رامى عاشور ببطولة إنجلترا المفتوحة للإسكواش عام 2013 أنتجت إذاعة بى بى سى البريطانية برنامجًا عنه، وتساءلت هل هو أعظم لاعب فى تاريخ الإسكواش؟ وفى كتابه «الطلقة والشبح».. كتب جيمس ويلستروب أحد أبرز لاعبى الإسكواش والمصنف الأول سابقًا على العالم.. كتب عن رامى عاشور، يقول: «إنه بلا شك واحد من أعظم الرياضيين على هذا الكوكب، وبالتأكيد هو الأكثر موهبة فى الإمساك بالمضرب على مستوى الجيل الحديث من لاعبى الإسكواش».

أكدت نيويورك تايمز أن لعبة الإسكواش فى مصر، تعد نموذجًا جيدًا لصناعة الأبطال فى لعبة فردية، وكما قال الكاتب الأمريكى دانيال كويل فى كتابه «شفرة الموهبة: The Talent Code»: «إن اللاعبين الطامحين فى نجاحات عليهم أن يتعلموا من أساتذة سبقوهم».. وفى تاريخ الإسكواش المصرى عشرات الأساتذة وأصحاب مدارس أيضًا.. وبدا الأمر فى تقرير نيويورك تايمز أن تفوق المصريين فى الإسكواش من الألغاز خاصة حين قارن التقرير بين عدد الملاعب وعدد لاعبى الإسكواش فى أمريكا وبين عدد الملاعب وعدد اللاعبين فى مصر.. ففى الولايات المتحدة 1.7 مليون لاعب و3500 ملعب وفى مصر 10 آلاف لاعب و400 ملعب.. فكيف يحدث فارق التفوق بين البلدين؟

** وأتوقف عند اعتزال بطل مصرى فى اللعبة وأظن أنه لم يلقَ الاحتفاء اللازم. ففى شهر مايو الماضى أعلن على فرج، نجم الإسكواش المصرى، اعتزاله فى سن 33 عامًا، وهو بطل العالم مرات وبطل العالم للفرق 4 مرات، والمصنف الأول عالميًا سابقًا، وفى لحظة قرار الاعتزال كان على فرج فى المركز الثانى فى التصنيف العالمى خلف مصطفى عسل المصنف الأول. وكان شارك فى فوز مصر ببطولة العالم السادسة للفرق قبل الإعتزال فى هونج كونج.

** ظل على فرج فى صدارة التصنيف العالم للاعبى الإسكواش لمدة 238 أسبوعًا بين 2019 و2025، وهو خامس أكثر لاعب يتصدر التصنيف العالمى للرجال لفترة طويلة، بعد جهانجير خان وجانشير خان وبيتر نيكول وجيف هانت. وأحرز أول بطولة له فى نهائى أمريكا المفتوحة عام 2017، وفى نفس البطولة حققت زوجته نور الطيب لقب السيدات وكانا أول زوجين يفوزان باللقب فى التوقيت نفسه. ومن أسباب قرار الاعتزال أنه رب أسرة (الزوجة وفتاتين). وعليه التفرغ لرعاية أسرته بعيدًا عن أجندة بطولات إسكواش المحترفين المزدحمة وبطولات العالم.

** وعلى فرج خريج جامعة هارفارد له موقف سياسى رائع، فحين توج ببطولة إنجلترا، ووقف فى الملعب الزجاجى لتسلم كأس البطولة وإجراء حوار تقليدى مع مذيع الحفل، بادر المذيع بسؤاله عن رأيه فى حرب روسيا على أوكرانيا، فكان رد على فرج اليوم ترغبون فى التحدث بالسياسة وسط حدث رياضى، حسنًا، أرفض الحرب والإعتداء فى اى مكان، لكننى أود الحديث عن حرب إسرائيل على غزة، وعن معاناة الشعب الفلسطينى لأكثر من 75 عامًا، وهو ليس حديثًا عن حرب لكنه حديث عن حق شعب.. ويومها صفق الجمهور الإنجليزى كثيرًا وطويلًا للبطل المصرى الذى ساعدته ثقافته فى التعبير عن رأيه السياسى.