** «صناعة كرة القدم».. كم مرة سمعت أو قرأت هذا الوصف للعبة الشعبية الأولى؟ وكم مرة شعرت بأنها حقًا صناعة كبيرة ومهمة فى مصر؟
** البطولات تساوى أموالًا. والنقاط تساوى جوائز. والفرق فى عالم اللعبة الاحترافى أصبحت تجرى نحو البطولة، وتسعى إلى جمع النقاط، للفوز بعوائد مالية ضخمة تساهم فى حجم الإنفاق الهائل على اللعبة، سواء عقود اللاعبين والمدربين أو الصفقات الشتوية والصيفية التى باتت توصف بأنها نافذة الشتاء ونافذة الصيف، التى تطل منها الأندية على أصحاب المهارات وفقا للاحتياجات الفعلية، ففى الغرب حيث الاحتراف الحقيقى والحساب الحقيقى يعمل المدير الرياضى على توفير احتياجات المدير الفنى بما يتوافق الاستراتيجية المالية للملاك أو لأعضاء الإدارة، فالصفقات هناك ليست مثل تلك الصفقات التى تجرى أحيانا فى ملاعبنا توزن بالكيلو.
** الميزانيات والإيرادات هناك واضحة ومعلنة. ففى الموسم الماضى، حصد كل فريق من فرق الدورى الإنجليزى الممتاز ما بين 175.9 مليون جنيه إسترلينى و109.7 مليون جنيه إسترلينى لمشاركته فى ما يُسمى أقوى دورى فى العالم. وهذه الإيرادات تحسب وتوزع وفقا لكل شىء بدءًا من مركز الفريق فى الدورى، وعدد المباريات التى تُبث على التلفزيون، والإيرادات التجارية، بالإضافة إلى عوامل أخرى. مثل إيرادات التذاكر والانتقالات وصفقات الرعاية. وفى الموسم الماضى، جمع مانشستر سيتى 56.4 مليون جنيه إسترلينى كجوائز مالية صافية، بالإضافة إلى 86.9 مليون جنيه إسترلينى كمدفوعات متساوية من حقوق البث المحلية والدولية. كما أُضيف مبلغ 24.4 مليون جنيه إسترلينى إلى رصيد مانشستر سيتى من عائدات البث بناءً على عدد المباريات التى بثّها فى المملكة المتحدة على مدار الموسم (يُطلق الدورى الإنجليزى الممتاز على هذه المبالغ «رسوم المرافق»). وبلغت حصة مانشستر سيتى من الإيرادات التجارية الرئيسية للدورى 8.2 مليون جنيه إسترلينى، ليصل إجمالى مدفوعاته إلى 175.9 مليون جنيه إسترلينى، متفوقًا على أى فريق آخر فى الدورى. كما أن الفوز باللقب يمنحه فرصة التأهل إلى دورى أبطال أوروبا فى الموسم التالى، مع تأهل بقيمة 15.7 مليون جنيه إسترلينى، قبل احتساب 1.8 مليون جنيه إسترلينى لكل فوز فى مرحلة الدورى.
** قيمة البطولات الكبيرة، يمكن اختصارها فى الجملة التالية: «إذا لم تكن الأول، فأنت الأخير». إلا إذا أنهيت الدورى فى المراكز المؤهلة لدورى أبطال أوروبا (من الأول إلى الرابع، أو الخامس حسب تصنيفات الاتحاد الأوروبى لكرة القدم)، ففى هذه الحالة ستحصل على مكافأة جيدة جدًا. لكن المراكز فى البريميرليج تساوى الكثير من المال أيضا، ففى الموسم الماضى، حصل أرسنال على ما يسمى «رسوم المرافق» أكثر من مانشستر سيتى الموسم الماضى - 26.9 مليون جنيه إسترلينى، حقق آرسنال أرباحًا أقل بمقدار 0.4 مليون جنيه إسترلينى فقط (175.5 مليون جنيه إسترلينى إجمالًا) من أبطال الدورى. كما حصل ليفربول، صاحب المركز الثالث (25.2 مليون جنيه إسترلينى)، على «رسوم مرافق» أكثر من مانشستر سيتى؛ حيث جمع 171 مليون جنيه إسترلينى إجمالًا.
** دعكم من المراكز الأولى والمتوسطة، فالمراكز المتأخرة تربح أيضا الكثير من المال، ففى الموسم الماضى، حصل شيفيلد يونايتد على 109.7 مليون جنيه إسترلينى لاحتلاله المركز الأخير. وحصل بيرنلى على 110.1 مليون جنيه إسترلينى.
** هل تصدقون هذه الأرقام؟ كيف تحصل الفرق على تلك المبالغ؟
** حقوق البث الجماعية تحقق للأندية ما يقرب من 6 مليارات دولار فى ثلاث سنوات، بخلاف الحقوق التجارية لكل نادٍ. فالدورى الإنجليزى يبث فى أكثر من 200 دولة وشعبية الفريق باتت عالمية، والأمر نفسه فى الدورى الإسبانى؛ حيث كشفت الرابطة أن البطولة حققت إيرادات عامة اقتربت من 5 مليارات يورو. بجانب حقوق تجارية وصلت إلى مليار يورو، وهذا الإعلان عن جوائز وإيرادات الأندية الإنجليزية أو إيرادات رابطة الدورى الإسبانى تكشف أن الصناعة هناك قوية وعادلة ومربحة للغاية..