مرض الحماقة الخالد

مرض {الحماقة} الخالد

مرض {الحماقة} الخالد

 العرب اليوم -

مرض الحماقة الخالد

بقلم - مشعل السديري

قرأت مقالاً قديماً للأستاذ توفيق الحكيم، نقلاً عن الفيلسوف الصيني لي هنز هذه الأسطورة المملوءة بالحكمة، حيث يقول: في غابة نائية، كان يعيش رجل شيخ مع ابن له وجواد، ففي ذات صباح هرب الجواد واختفى فأقبل الجيران على الشيخ يعزونه في نكبته بفقد جواده، فقال لهم الشيخ: ومن أدراكم أنها نكبة؟!، فصعقوا وانصرفوا واجمين، ولم تمضِ أيام حتى عاد الجواد إلى صاحبه من تلقاء نفسه، مصطحباً معه عديداً من الخيول البرية، فعاد الجيران إلى الشيخ فرحين مهنئين بهذا الغنم الوفير، وهذا الحظ السعيد، فنظر إليهم الشيخ بهدوء وقال: ومن أدراكم أنه حظ سعيد؟!، فسكتوا مذهولين وانصرفوا، ومرت الأيام وجعل ابن الشيخ يروض الخيول البرية، فامتطى منها جواداً جامحاً، فسقط من فوق صهوته إلى الأرض فكسرت ساقه، فذهب الجيران مرة أخرى إلى الشيخ محزونين يبدون الألم لما وقع لولده، ويعزونه في هذا الحظ العاثر، فقال لهم الشيخ برفق: ومن أدراكم أنه حظ عاثر؟!، فانصرفوا صامتين ومضى العام وإذا حرب تقوم وجند الشباب وأرسلوا إلى الميدان فلقي أكثرهم حتفه إلا ابن الشيخ فإن العرج الذي بقدمه أعفاه من الذهاب إلى الحرب، وأنقذه من ملاقاة الموت.

ويعلّق الحكيم قائلاً: إلى هنا تنتهي رواية الفيلسوف الصيني، ولو أنه استرسل فيها لما فرغنا من تعاقب السعد والنحس على الحادث الواحد، وذلك لأن لكل شيء نهاره وليله.

وكلام ذلك الفيلسوف الصيني وتعليق الحكيم عليه هما عين الصواب، ومن وجهة نظري فإن ذلك ينطبق بشكل أو بآخر على (جائحة «كورونا») - ولا أدري من هو أول من أطلق على ذلك الفيروس كلمة جائحة -، وهي مشتقة من الاجتياح، وما أكثر اجتياحات الأوبئة التي تعاقبت في التاريخ على مسيرة الإنسان، غير أنه استطاع بتحديه الانتصار عليها باختراع الأمصال والأدوية.

ومنها الطاعون، والجدري، والسل، والحمى الصفراء، والكوليرا، والإنفلونزا الإسبانية، وإنفلونزا الخنازير، والإيدز، وإيبولا، والآن آخر العنقود «كورونا».

ولكن مثلما قال الشاعر:

لكل داءٍ دواءٌ يُستطاب به

إلا الحماقة أعيت من يداويها

ومرض الحماقة ليس مقتصراً على إنسان معين، فقد يقع فيه الجاهل والمتعلم، والفقير والغني، بل وقد يقع فيه الزعماء أنفسهم، ولولا ذلك الداء اللعين لما وقعت الحربان العالميتان، ولما وقعت في العالم العربي حرب 67.

 وغزو الكويت.

فلا تخافوا من مرض «كورونا» فسوف يأتي له العلاج، والخوف كل الخوف من مرض (الحماقة) الخالد.

arabstoday

GMT 18:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 05:17 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 05:14 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

GMT 05:10 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

بورصة أسماء الوزراء

GMT 05:07 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

الرد على الرد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرض الحماقة الخالد مرض الحماقة الخالد



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 23:10 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 21:15 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab