«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 5

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (5)

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (5)

 العرب اليوم -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 5

بقلم: مشعل السديري

قال خالد القسري للأمير الزاهد سريع الدمعة من شدة التأثر (عمر بن عبد العزيز): من كانت الخلافة زانته فقد زينتها، ومن كانت شرفته فقد شرفتها، فأنت كما قال الشاعر:
وتزيدين أطيب الطيب طيباً/ أن تمسيه أين مثلك أينا
وإذا الدر زان حسن وجوه/ كان للدر حسن وجهك زينا
فقال عمر: إن صاحبكم أعطى مقولاً، ولم يعط معقولاً. ثم سأله: من سيد قومك؟ قال: أنا، فرد عليه عمر: لو كنت كذلك لم تقله.
وعن عطاء، قال: دخلت على فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة زوجها عمر بن عبد العزيز، فقلت لها: يا بنت عبد الملك أخبريني عن أمير المؤمنين، قالت: أفعل، ولو كان حياً ما فعلت، إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس، كان يقعد لهم يومه، ثم أقعى واضعاً رأسه على يده تسابل دموعه على خده، يشهق الشهقة فأقول: قد خرجت نفسه، أو تصدعت كبده، فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح، ثم أصبح صائماً، قال: إني نظرت إلي فوجدتني قد وليت هذه الأمة صغيرها وكبيرها، وأسودها وأحمرها، ثم ذكرت الغريب الضائع، والفقير المحتاج، والأسير المفقود، وأشباههم، في أقاصي البلاد وأطراف الأرض فعلمت أن الله سائلي عنهم، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم حجيجي فيهم، فخفت أن لا يثبت لي عند الله عذر ولا يقوم لي مع رسول الله حجة، فخفت على نفسي خوفاً دمعت له عيني، ووجل له قلبي، فأنا كلما ازددت لهذا ذكراً ازددت منه وجلاً، وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعيني – انتهى.
وفي إحدى الليالي كاد السراج يخمد في مجلسه، فوثب إليه رجاء بن حيوة ليصلحه، فأقسم عليه عمر فجلس، ثم قام إليه عمر فأصلحه، فتعجب منه رجاء، وقال: أتقوم وأنت أمير المؤمنين؟! فرد عليه: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز، ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز.
وفي إحدى الوقائع: قيل إن بعض وفود العرب قدموا على عمر بن عبد العزيز وكان فيهم شاب فقام وتقدم وقال: يا أمير المؤمنين أصابتنا سنون ثلاث، سنة أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم، وسنة أذابت العظم، وفي أيديكم فضول أموال فإن كانت لنا فعلام تمنعونها عنا؟ وإن كانت لله ففرقوها على عباده، وإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا، إن الله يجزي المتصدقين.
فقال عمر بن عبد العزيز: ما ترك الأعرابي لنا عذراً في واحدة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 5 «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 5



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:07 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

اعوجاج العمود الفقري ما أسبابه وكيف يعالج

GMT 03:01 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

استشهاد 70 شخصًا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة

GMT 12:53 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

أزمة “الحزب” شيعيّة… وليست في مكان آخر!

GMT 00:58 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

أوغندا تعلن السيطرة على تفشي وباء إيبولا

GMT 02:57 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

الطيران الأميركي يستهدف السجن الاحتياطي

GMT 02:45 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 06:14 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

يقول كتاب السياحة

GMT 01:04 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

قصف مبنى في ضاحية بيروت عقب تحذير إسرائيلي

GMT 08:22 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

هل يوجد توقيت غير مريب لبث الاعترافات؟

GMT 12:56 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإعلام.. المهم ما بعد التهاني!

GMT 06:18 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (104).. يوسف صديق وجزاء سنمار

GMT 08:16 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

تسريب ناصر والقذّافي وتبرؤ «الإسكندرية»!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab