جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل

جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل!

جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل!

 العرب اليوم -

جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل

بقلم - طارق الشناوي

قبل نحو عشر سنوات، أعلن ابن شقيق عبد الحليم حافظ أنَّه شهد جثمان عمه، واكتشف أنَّه لم يتحلّل مثل سائر البشر، وأعادها مجدداً قبل أيام مع الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية (إم بي سي).
عبد الحليم رحل عن عالمنا قبل نحو 44 عاماً، إلا أنه بعد أن تردد عن وجود مياه جوفية اخترقت عدداً من مقابر حي (البساتين) بالقاهرة وبينها مقبرة حليم، فقرر الورثة نقل رفاته إلى مكان آخر أكثر أماناً، وكانت المفاجأة أنَّ الأرض في تلك المقبرة تحديداً، محصنة هندسياً ضد تسلل المياه، والمفاجأة الأكبر أنَّها محصنة أيضاً ضد تحلل جسد عمه. استمع ابن شقيق عبد الحليم، في البداية إلى تكبيرات حفاري القبر، نزل ليعرف السر، فاكتشف أنَّ كل ملامح وجه عمه وجسده أيضاً لم يتحلل مثل سائر البشر!!
الأساطير عادة نبحث لها دائماً عن حالة أسطورية أثناء الحياة وبعدها. المتطرفون دينياً الذين يكفرون الفن ملأوا العالم الافتراضي، بصور زعموا أنَّها من العالم الآخر، قالوا فيها إن أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش وأسمهان وغيرهم من أساطين النغم في النار، ووضعوا شواهد القبور تمتلئ بالنيران مع مؤثرات صوتية، على سبيل بث الرعب في قلوب الناس للتأكيد أن هذا هو حال من يحترف الغناء.
أحياناً نجد قصصاً مختلقة عن الموتى من الشخصيات العامة، أتذكر منذ نحو ثلاثين عاماً أن الناس كانت تتحدث عن عودة الفنان صلاح قابيل من الموت، وأنهم قد فتحوا المقبرة بعد أيام من دفنه، عندما سمعوا ضجيجاً وصوت استغاثة تحت الأرض، واكتشفوا أن صلاح حي يرزق!!
أسهم في ترويج الإشاعة حوار صحافي نشرته مجلة (الإذاعة والتلفزيون) المصرية مع صلاح، وعلى الغلاف صورته مرتدياً (البيجامة)، ما يوحي أن الحوار أجري بعد عودته مجدداً إلى البيت، وكان صلاح يروي كيف أنه أصيب بغيبوبة مؤقتة، واعتقدوا أنه مات ودفنوه، وبعد أيام أفاق وعاد للحياة، ولم يقرأ أحد الحديث كاملاً، لأن الصحافي في السطر الأخير، أكد أن هذا الحوار لم يحدث وأن صلاح مات والموتى لا يعودون، وأنه فقط كان يريد مداعبة القراء للتأكيد على أن هذه مجرد خزعبلات.
الأمر لو أخضعناه للمنطق كان ينبغي أن ينتهي في اللحظة نفسها التي بدأ فيها، ولكننا تعودنا أن نسترسل، خصوصاً أن شاهد الإثبات واحد من ورثة العندليب، ولديه تفويض من العائلة بالحديث عن عمه في كل أجهزة الإعلام، وتمثيلها أيضاً من الناحية القانونية في حالة وجود منازعات قضائية.
في حياة عبد الحليم قطعاً لم يكن قد تداولنا بعد توصيف (تريند)، ولكن كان عبد الحليم هو (تريند) في الصحافة، وأخباره تحتل القسط الأكبر من الاهتمام، ولا يزال عبد الحليم يشغل (الميديا) أيضاً، ولا يمكن أن تخلو أي قناة فضائية مسموعة أو مرئية من حضور فيلم أو أغنية أو حتى مناقشة حول إبداع العندليب.
هذه المرة عاد بقوة، أتصور أنه لا شعورياً، وتحت تأثير ضغط اللحظة نفسياً قد يتخيل البعض رؤية أشخاص، فيقطعون المسافة بين الخيال والواقع فهي أقرب لأحلام اليقظة.
الأسطورة تحيا في الوجدان، واستطاعت أجهزة الإعلام أن تمنح الراحلين من الكبار حياة أخرى ممتدة عابرة للأجيال، تتجاوز سنوات بقائهم على الأرض، فهم بيننا مهما باعدت السنين، إلا أننا أحياناً من فرط الحب، نعتقد أنهم ليسوا بشراً مثلنا، وفي موتهم كما في حياتهم كانوا استثناء وأساطير، تتحدى حتى فناء الأجساد!

 

arabstoday

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 04:15 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

الانقسام الإسرائيلى

GMT 04:13 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

هذه التمثيلية المحبوكة

GMT 04:10 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

(الكبير قوى)... حان وقت الوداع!!

GMT 04:07 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

اليوم العالمى للتوحد... من «دفتر المحبة» (٥)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل جسد عبد الحليم حافظ لم يتحلل



نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 09:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
 العرب اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 01:15 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل... رسائل النار والأسئلة

GMT 23:23 2024 الأحد ,14 إبريل / نيسان

الاحتلال الإسرائيلي يقتحم جنوب نابلس

GMT 21:10 2024 الأحد ,14 إبريل / نيسان

وفاة المخرجة إليانور كوبولا عن عمر 87 عاماً

GMT 07:47 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

مصرع 12 شخصاً وفقدان آخرين جراء أمطار سلطنة عمان

GMT 10:18 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

الخطوط الجوية الهندية تعلق رحلاتها إلى تل أبيب

GMT 16:34 2024 الأحد ,14 إبريل / نيسان

سيمون تكشف عن نصيحة ذهبية من فاتن حمامة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab