أنف نجمة وقلوب سوداء

أنف نجمة وقلوب سوداء

أنف نجمة وقلوب سوداء

 العرب اليوم -

أنف نجمة وقلوب سوداء

بقلم - طارق الشناوي

نجمة شابة جميلة أجرت جراحة في أنفها فلم تعد ملامحها كما كانت، لا يهم في الحقيقة سواء أجرتها بعد سقوطها من على الحصان أثناء التدريب كما تقول هي، أو لأنها اعتقدت - مثل قسط وافر من النساء - أن تلك العملية سوف تضفي عليها جمالاً وجاذبية.
التغيير الذي حدث بيد الجراح لم يكن أبداً لصالحها، إلا أنه لم يفقدها جمالها، ولعبت بعدها بطولة عدد من الأفلام، التقيتها قبل نحو أقل من عامين في مهرجان (مالمو) بالسويد، وجرى بيننا حوار عابر، ولاحظت إلى أي مدى تتمتع بصدق وعفوية وتلقائية، وهي صفات باتت نادرة جداً بعد أن أصبح التصنع هو حالياً العنوان.
قبل أيام كتبت هذه النجمة على مواقع التواصل الاجتماعي لتكشف قسوة الوسط الفني، فهي لم تعد تستمع إلى رنين التليفون، لا أحد يطلبها من شركات الإنتاج، ولكن ما هو عذر الأصدقاء؟
النجمة الشابة بتلقائيتها المعروفة فتحت قلبها وقالت كل شيء، فهل هناك من يشعر الآن بالخجل؟ لا أظن.
الحياة قطعاً بها قسوة، ولا ننتظر جرعات مجانية من الدفء والحنان، تذكروا قصة يوسف السباعي (أرض النفاق) التي تحولت في الستينات إلى فيلم سينمائي لعب بطولته فؤاد المهندس، وقبل بضع سنوات شاهدناها في مسلسل تلفزيوني بطولة محمد هنيدي، جاءت نهايتها لتؤكد أن النفاق سيستمر، المثل المصري الشهير يقول (كلب العمدة مات ذهب الجميع لتقديم واجب العزاء للعمدة، مات العمدة، لم يأتِ أحد)، النفاق هو الوجه الآخر للتجاهل، نافقوا العمدة عندما مات كلبه، فمن ينافقون بعد موت العمدة؟
مع سقوط فنان، أجد أن الزملاء عادة ينسحبون، كم قرأنا نجوماً مثل جورج سيدهم والمنتصر بالله بعد أن أقعدهم المرض يتساءلون أين الأصدقاء؟ تابعنا فناناً قديراً بحجم عبد الرحمن أبو زهرة وهو يبث شكواه عبر الفضائيات في رمضان الماضي، مؤكداً أن ما يعرض عليه مجرد أدوار هامشية لن يرضى أبداً بها.
قالت لي الفنانة الكبيرة سناء جميل قبل رحيلها ببضع سنوات إنها تواصلت مع المسؤولين عندما وجدت أنها أصبحت خارج الخريطة، ولا تعرض عليها أعمال فنية، فلم يتحرك أحد، طلبت من عادل إمام وأحمد زكي أن تشاركهما البطولة، وهو بالفعل ما حققه لها أحمد زكي بفيلمي (سواق الهانم) و(اضحك الصورة تطلع حلوة).
الفنان يعاني التجاهل عندما يكبر في العمر، أو عندما يفقد لياقته الإبداعية، ولكن من الممكن أيضاً أن نجد فناناً في عز العطاء ولسبب أو لآخر توضع أمامه العراقيل.
نتذكر الرسالة الحزينة التي كتبها إسماعيل ياسين على صفحات الجرائد نهاية الستينات مستجيراً بالدولة، طالباً للعمل رغم أن أفلامه التي لعب بطولتها في الأربعينات والخمسينات حققت أعلى إيرادات في تاريخ السينما، ومات إسماعيل بحسرته بعدها بسنوات قليلة.
عبد الفتاح القصري عاش أواخر أيام عمره في (بدروم)، يقتات من المارة قوت يومه بعد أن أصيب بفقدان الذاكرة، فاطمة رشدي التي أطلقوا عليها (سارة برنار الشرق) كثيراً ما كانت تشكو من العوز، عماد حمدي قال في آخر حوار تلفزيوني إن معاشه من نقابة الممثلين لا يكفي لشراء سجائره.
الحياة قاسية، هذه حقيقة، ولكن من خلال رصدي لكثير من الحكايات، أستطيع أن أقول إن الوسط الفني هو الأشد قسوة، لأن أغلب من ينتمون إليه باتت قلوبهم سوداء.

 

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنف نجمة وقلوب سوداء أنف نجمة وقلوب سوداء



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:07 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

سماع دوي انفجار في رفح جنوب قطاع غزة

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 16:30 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

رئيس الإمارات يستقبل سلطان عمان في أبوظبي

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 18:53 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

اعتقال 3 ألمان للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab