تضحكنا آه الجنة لا

تضحكنا (آه).. الجنة (لا)!

تضحكنا (آه).. الجنة (لا)!

 العرب اليوم -

تضحكنا آه الجنة لا

بقلم - طارق الشناوي

نحبهم ويسعدوننا فى الدنيا، وبمجرد الرحيل، نستمع إلى أصوات تنضح بالشر، تقول المغفرة لا، الرحمة لا، الجنة لا.من الذى يغفر ويرحم سوى الله عز وجل!، تجدهم يقولون لماذا تدعون لهم بالجنة وهم لا يدينون بالإسلام؟.. ترد عليهم، لأننا ندعو للجميع، خاصة من أسعدونا فى الدنيا فيصبح الواجب مضاعفا، إلا أنهم يعودون بنا دائما للمربع رقم واحد، قائلين لم يسبق لهم أن أعلنوا الشهادتين.

مع رحيل مشاهير الأقباط، خاصة الذين تقف أسماؤهم فى منطقة محايدة لا تشى مباشرة بالديانة، ويكتشف المتزمتون هوياتهم الدينية عند الصلاة عليهم فى الكنيسة، على الفور يملأون (النت) بكلمات نارية تحرمهم حتى من حقوقهم كبشر، عتبة الجنة لا يمكن أن يقطعها من لا يحملون وثيقة الإسلام، وننسى أن المسلمين بكل طوائفهم لا يشكلون أكثر من 20% من سكان المعمورة، فهل نعتقد أن الله يُقصر جنته فقط على هذا العدد الضئيل من البشر؟!.

عندما نحب فنانًا مسيحيًا، ويعزّ علينا عدم دخوله الجنة، نعلن على الفور أنه أشهر إسلامه قبل الرحيل، مثلما قالوا عن نجيب الريحانى، فهم لا يريدون عقابه بالنار، وفى نفس الوقت لديهم قناعة بأن مواصفات دخول الجنة لا تنطبق عليه، وهنا يعلن البعض حلًا توافقيًا، أنه أسلم قبل أن يأتى إليه عزرائيل بلحظات، كان الريحانى يتبرك بالمصحف الشريف ووجدوه بجواره عند الرحيل، فقالوا إنه أسلم رغم أنه عاش ومات مسيحيًا كاثوليكيًا.

قبل بضعة أشهر، امتلأت (الميديا) بالهجوم الضارى لكل من دعا لإبراهيم نصر بالجنة، وامتد الأمر لجورج سيدهم والمنتصر بالله، وقبلهم المايسترو ميشيل، وغيرهم.. تسألهم ألم يُدخلوا إلى قلوبكم البهجة؟ تأتى الإجابة نعم، ثم يضيفون وكأنهم مبرمجون على الإجابة: غير المسلم يأخذ نصيبه فى الدنيا، متجاهلين مثلا أن جورج سيدهم عاش أكثر من عشرين عاما فى مأساة صحية، والمنتصر بالله اثنى عشر عاما يعانى من تبعات جلطة المخ، وإبراهيم نصر كان غير قادر على الحركة فى سنواته الأخيرة.. هل يتعذبون رغم أنهم أسعدونا دنيا وآخرة؟!.. إنها الثقافة المريضة التى تربينا عليها، مثلما ندعو بالشفاء للمسلمين فقط، بدلا من أن يمتد الدعاء للبشر أجمعين.

بعض معلقى مباريات الكرة، عند إصابة أى لاعب، نجدهم يقولون (اللهم اشفه واشف كل المسلمين)!!.

الدرس يجب أن يبدأ من البيت والمدرسة، هل نحن نربى أولادنا حقًا على التسامح مع الأديان.. هل نحن تربينا أساسا على هذه القيم؟!.. أتحدث عن المسلم والمسيحى.. هل السماح بتقبُّل المختلف دينيا فضيلة نؤمن جميعا بها؟، تلك هى عمق الحكاية التى عايشناها، لم يدرك أغلبنا أن ما نعيشه من تدهور يأتى أساسا من غياب فضيلة التسامح، يظل دور الأغلبية أهم فى زرع أفكار التسامح، أعلم أن الأمر له علاقة وطيدة وجذرية بالمؤسسات الدينية الرسمية، فهى لم تتحلَّ بعد بالمرونة الكافية لتقبل المختلف دينيًا.

عندما نحب إنسانًا، نتمنى أن يدخل الجنة، هذا هو الجانب الإيجابى من الصورة.. الجزء الثانى هو أن مفتاح الجنة والنار عند الله عز وجل، المطلع فقط على القلوب، ولهذا ندعو بالرحمة والمغفرة والجنة للبشر أجمعين.

arabstoday

GMT 12:32 2025 الأحد ,08 حزيران / يونيو

أي رسالة إسرائيلية للعهد بعد غارات الضاحية؟

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تضحكنا آه الجنة لا تضحكنا آه الجنة لا



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
 العرب اليوم - جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab