أميركا وإيران التفاوض وإحراق الأتباع
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

أميركا وإيران: التفاوض وإحراق الأتباع

أميركا وإيران: التفاوض وإحراق الأتباع

 العرب اليوم -

أميركا وإيران التفاوض وإحراق الأتباع

بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

 

التغيير الكبير في العالم ومنطقة الشرق الأوسط مستمرٌ على قدمٍ وساقٍ، لا يهدأ ولا يتباطأ، وهو في تقلّبات وتناقضات صغيرة لا تنتهي، تقوده أميركا بطبيعة الحال وتشارك فيه غالبية الدول دولَ المنطقة بشكل أو بآخر، ويكفي استحضار محاولة ترمب على الهواء مباشرة نزع فتيل النزاع بين إسرائيل وتركيا عسكرياً في الأجواء السورية.

واضحٌ أن ثمة قراراً استراتيجياً وتاريخياً قد اتُّخذ بتوازناتٍ دوليةٍ بين الدول العظمى لإنهاء «محور المقاومة»، وقد تمّ القضاء على «حزب الله» اللبناني، وحركة «حماس» في طريقها إلى المصير ذاته بطرقٍ مختلفةٍ، وميليشيا «الحوثي» في اليمن تواجه ضربات عسكرية أميركية جوية صاخبة ومستمرة ومتوالية ونوعية في أهدافها، وللمفارقة فقد كان «التحالف العربي» يقوم بشيء من هذا، وحقّق نجاحات مهمة، ولكن أميركا، وقتها، كانت تحت قيادة اليسار الليبرالي الذي أفشل كل الجهود وأجبر الجميع على استمرار الميليشيا، وتلك قصة أخرى، يمكن أن تُروى لاحقاً.

التفاوض المباشر بين أميركا وإيران ليس جديداً، ولكن من الجيد رصد الاختلافات بين تفاوض أوباما الذي منح إيران هدية تاريخية لم تكن تحلم بها عبر «الاتفاق النووي» سيئ الذكر الذي أرادت منه إدارة أوباما تبرير فشلها في السياسة الخارجية، وتبرير انحيازها للجماعات الأصولية ضد الدول في العالم العربي، ومنح إيران فرصةً تاريخيةً للتوسع على حساب الدول العربية، عبر التحالف مع «جماعات الإسلام السياسي» و«تنظيمات الإرهاب» و«الميليشيات الطائفية»، وتمكين «الأقليات المتوحشة» من خلال إبقاء نظام الأسد وعدم مواجهته أو مواجهة أتباعه في المنطقة.

كان ذلك هو تفاوض أوباما، وقد أكد مسؤولو إدارته أنه منح إيران الحق في التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، ولم يمنعها من تطوير سلاح نووي، ومنع حتى وضع السلاح على طاولة التفاوض لتحسين شروطه، فهو فشلٌ مضاعفٌ سياسياً، وإن كان أوباما معروفاً بالحديث المنمّق والخطب الرنانة، ولكن تفاوض ترمب يبدو مختلفاً، فهو يريد الوصول لحل حقيقي ودائم يُرضي جميع الأطراف في المنطقة، ويمنح العالم فرصةً للتركيز على الاقتصاد والتنمية والازدهار، ولهذا فهو نسف «الاتفاق النووي» الذي وقّعه أوباما، وسعى بايدن لاستعادته، نسفاً، وقضى على غالب أتباع إيران في المنطقة، في فلسطين ولبنان وسوريا، ويصنع الأمر ذاته في اليمن، ويهدّد الأتباع في العراق.

ولكن ترمب وضع القوة العسكرية على طاولة التفاوض هذه المرة، ووضعها بشكل يُجبر الخصم على التعامل بواقعيةٍ وحذرٍ شديدَيْن من أي خطأ يمكن ارتكابه في هذه المرحلة الحسّاسة، وهو ما قد يُشعل حرباً شرسة في المنطقة تقضي على محورٍ كاملٍ تم السماح له بالتمدد على مدى أربعة عقودٍ من الزمن، وهذا الضغط الكبير أدى إلى رسائل متناقضة تخرج من ذلك المحور، فالأتباع في العراق يختبئون ويرفضون إبداء أي تعاطفٍ مع أي تابعٍ آخر تم ضربه، ولكن المحور سيستجيب بالتأكيد هذه المرة لشروط أميركا ومن خلفها غالبية دول العالم، لأنه لا يريد أن ينتهي ويخرج من التاريخ.

ومن المهم أن يكتشف الأتباع المؤدلجون كم هم صغارٌ في صراعات الدول، بحيث يقدّمهم محورٌ قرباناً لمحرقة التاريخ والآيديولوجيا وإرضاء أميركا في سبيل نجاته وحماية نفسه من «الشيطان الأكبر». وبهدف تحسين شروط التفاوض المباشر مع أميركا بات يجبر أولئك الأتباع على إرسال «صواريخ» بهلوانية لا تضر ولا تنفع ضد إسرائيل، ليظهر نفسه قوياً، مع علمه الأكيد واليقيني أنه يحرقها إلى غير رجعة، ويرميها كارتاً صغيراً في محرقة الواقع الشرس والحروب التي تنعقد غيومها في المنطقة.

كل دول المنطقة، والعربية منها تحديداً، والخليجية منها على وجه الخصوص، وعلى رأسها السعودية، تسعى لتثبيت الاستقرار ونزع فتيل الحروب في المنطقة، ورفض التصعيدات غير المبررة والدعوة إلى التفاوض العادل، والدفاع عن القضايا المستحقة مثل القضية الفلسطينية العادلة، وغيرها من القضايا المهمة التي قدمت فيها السعودية سياسات مهمة، للتواصل وبناء العلاقات الدبلوماسية المتزنة، مثل الاتفاق مع إيران برعاية صينية، ودعم استقرار الدولة في سوريا الجديدة ولبنان المتحرر، وفي مراعاة الشعب اليمني وحكومته الشرعية ودعمهما للوصول إلى استقرار الدولة، والمشاريع الكبرى بالتنسيق مع الدولة العراقية، ورعاية عملية سلام كبرى تحمي حقوق الفلسطينيين.

أخيراً، فقراءة الأحداث الواقعية الكبرى وفهم السياسات التي تقف وراءها والغايات التي تسعى إليها؛ تُمكّن كثيراً من تفسير ما يبدو متناقضاً أو غير قابل للفهم.

arabstoday

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة

GMT 05:42 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

خمسون سنة ألقاً

GMT 05:22 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تأثير العقوبات على روسيا بين أخذٍ وردّ!

GMT 05:21 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استنساخ الماضي يخدشه ويؤذي الحاضر

GMT 05:19 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

نساء السودان... ضحايا وحشية الحرب

GMT 05:13 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

التراث الأثري نعمة أم نقمة!

GMT 05:08 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

«اللوفر» وانتهاك هيبة فرنسا

GMT 05:06 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

من الصمود إلى الجدارة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وإيران التفاوض وإحراق الأتباع أميركا وإيران التفاوض وإحراق الأتباع



يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن
 العرب اليوم - فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن

GMT 11:15 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

5 أطعمة يجب تجنبها عند تناول أدوية لضغط الدم

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab