سلطان «المصالح»

سلطان «المصالح»

سلطان «المصالح»

 العرب اليوم -

سلطان «المصالح»

بقلم - محمود خليل

استند محمد على فى وصوله إلى الحكم إلى نظرية «قدرية الملك»، واختار من تراث الحكم فى الإسلام ما يناسبه وهو يؤسس للنظرية. ووجد فى تجربة الحكم الإسلامى منذ العصر الأموى ما يسند رؤيته ويدعم نظرته، وذلك فى نماذج الخلفاء الذى جلسوا على كراسى الملك بالغلبة، واعتمدوا على توريث الحكم لأولادهم من بعدهم.

وقد شاء الوالى، بعد أن استتب له أمر البلاد، وتخلص من كل خصومه السياسيين، من مماليك وزعامات شعبية، أن يسير بها نحو نظم العمل والإدارة فى المجتمعات الغربية، فنظّم الدواوين، وأنشأ الديوان الخديوى، وأعد الأدوات التى تساعده على خدمة أهدافه الخارجية فى التوسع، ومد ظلال ملكه إلى ما وراء وادى النيل، وتمكنه على المستوى الداخلى من السيطرة على كل صغيرة وكبيرة فى البلاد، وأوجد التعليم المدنى والمدارس التى تلقنه للأجيال الجديدة، إلى جوار المدارس الدينية الموروثة عن العصرين المملوكى والعثمانى، والتى استخدمت كأداة للسيطرة الناعمة على الأهالى، من خلال من تخرجهم من علماء دين يغدق عليهم نظام الحكم المال كى يوظفهم فى بناء الشعبية.

موقف محمد على من الدين كان موقفاً معتدلاً. يقول إلياس الأيوبى فى كتابه عن «محمد على»: «كان الوالى مسلماً مخلصاً فى دينه، يقوم بأداء فرائضه بكل نشاط، لكنه لم يكن بالمغرق فى عبادته، ولا بما يدعوه الغربيون متعصباً، بل كان واسع الصدر جداً لجميع الأديان». وحقيقة الأمر أن الوالى لم يكن يحكمه إلا مصالحه، ينسى مسألة الدين حيث حضرت المصلحة، ويستدعى تدينه وإسلامه حين يكون فى ذلك خدمة لمصالحه. بعبارة أخرى تمتع محمد على بـ«نظرة عملية إلى الدين» كأداة من أدوات إدارة الدولة.

يشهد على ذلك على سبيل المثال تغذيته للاتجاه المعارض لتحالف المماليك مع الإنجليز خلال حملتهم على مصر عام 1807. كان الأمير محمد بك الألفى الضرس السياسى والعسكرى الشهير فى ذلك العصر قد استدعى الإنجليز -وكانت علاقته بهم قوية- لدخول مصر ومعاونته فى الإطاحة بمحمد على، لكنهم حضروا بعد وفاته فبادر المماليك الألفية إلى محاولة إقناع غيرهم بضرورة التعاون مع الإنجليز ضد الوالى، لكن موقفهم هذا وُوجه من جانب أكبر طرف مؤيد لمحمد على فى ذلك الوقت وهو طرف المشايخ.

يحكى الجبرتى أن المشايخ نصحوا المماليك بعدم الانخداع بالإنجليز وبكلامهم عن أنهم جاءوا لنصرتهم باستدعاء من «الألفى» وقالوا إن حالهم ليس كحال الفرنساوية، فإن الفرنساوية لا يتدينون بدين، ويقولون بالحرية والتسوية (المساواة)، وأما هؤلاء الإنجليز فإنهم نصارى على دينهم ولا تخفى عليهم الأديان، ولا يصح الانتصار بغير المسلمين على المسلمين.

استمع المماليك الألفية إلى كلام المشايخ ودفاعهم عن محمد على كاملاً ثم علقوا قائلين: «كل ما قلتموه وأبديتموه نعلمه، ولو تحقق الأمن والصدق من مرسلكم -يقصدون محمد على- ما حصل منا خلاف ولحاربنا وقاتلنا بين يديه ولكنه غدار لا يفى بعهد ولا بوعد ولا يبر فى يمين ولا يصدق فى قول».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطان «المصالح» سلطان «المصالح»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 23:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير
 العرب اليوم - نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab