مسمط «نابليون»

مسمط «نابليون»

مسمط «نابليون»

 العرب اليوم -

مسمط «نابليون»

بقلم - د. محمود خليل

فى منطقة الناصرية انتعشت العديد من المحلات التى كانت تبيع «الحلويات» أو «الفواكه» -سقط الحيوانات سابقاً- من «سجق» و«لحمة رأس» و«كوارع» و«فتة» و«لسان» و«زور» و«عيون» و«عكاوى» وغير ذلك.

أصبح لهذه الأشياء ثمن بعد أن كانت تباع قبل هوجة الانفتاح بأرخص الأسعار، واشتهرت بين سكان القاهرة أسماء العديد من المسامط (جمع مسمط) التى كانت تقبع هناك فى «الناصرية»، تلك المنطقة التاريخية التى تقع داخل حى السيدة زينب.

والمسمط هو المكان الذى يتولى تنظيف وإعداد وعرض سقط الحيوانات للبيع.

خلال العقود الماضية بات حى «الناصرية» عاصمة الكوارع وفتة الكوارع وكافة لوازمها، والناصرية من أقدم المناطق الشعبية، وفوق صفحتها تفاعلت العديد من الأحداث التاريخية المهمة، منذ عصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون وحتى عصر الحملة الفرنسية.

ظل حى الناصرية مسرحاً للعديد من الأحداث الفارقة فى تاريخ المصريين، لم يكن يتصور أحد من الذين شاركوا فيها أن هذا المكان سيتحول فى يوم ما إلى عاصمة لأشهر المسامط التى تعمل فى مصر.

فبالأمس احتضنت الناصرية المجمع العلمى الذى بناه نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر (1798- 1801)، واختار له عدداً من بيوت المماليك بهذا الحى.

رسم الروائى القدير «صنع الله إبراهيم» مشهداً فى روايته «العمامة والقبعة» استدعى فيه صورة المجمع العلمى، كما حكى عنها «الجبرتى» فى «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار».

توقف أمام بيت «قاسم بك» الذى خصصه الفرنساوية لأهل المعرفة، والعلوم الرياضية، والكتبة والحساب، وبيت حسن كاشف جركس، اليونانى الأصل، الذى شيده وزخرفه وصرف عليه أموالاً عظيمة من مظالم العباد، وقد أفردوه لصناعة الحكمة والطب الكيماوى، وفيه آلات تقاطير عديدة، وآلات تقاطير للمياه، وبيت إبراهيم كتخدا السنارى، وهو نوبى من أهالى دنقلة، كان بواباً بالمنصورة، ثم اتصل بالأمير مراد بك وتقرب إليه وأصبح من أعيان القاهرة، وخصص الفرنساوية البيت للمصورين (الرسامين) ومنهم أريجو الذى يصور الآدميين تصويراً يظن من يراه أنه بارز فى الفراغ مجسم.

شاء الله أن يرث الفرنسيون تلك البيوت الفارهة التى شيدها المماليك -كما يصف صنع الله إبراهيم- من مظالم العباد، ليستفيدوا من هذا الزخرف والمخملية، ولكن بشكل علمى، إذ استفادوا منها فى تشييد مجمع علمى أجروا فيه العديد من التجارب فى شتى المجالات، بما فى ذلك تجارب تتعلق بزراعة الأرض وتربية الطيور والحيوانات وغير ذلك.

ورغم استفادة مصر والمصريين من هذه التجارب والجهود العلمية -فى أزمنة لاحقة- ولا يعنى ذلك أن الفرنسيين أسسوا المجمع العلمى لخدمة مصر والمصريين، بل لخدمة مشروعهم الاستعمارى للبلاد، ليس أكثر.

وبعد خروج الفرنسيين من مصر، انتقل مقر المجمع إلى الإسكندرية لعدة سنوات، ثم عاد إلى القاهرة، ليحتضنه شارع قصر العينى، وقد شاء الله بعد خروج الفرنسيين بما يقرب من 180 عاماً أن يرث الموقع الأصلى للمجمع العلمى فى الناصرية أشهر بائعى «سقط الحيوانات» التى بات المهذبون يسمونها «حلويات» فى حين يطلق عليها الشعبيون «السمين».

a

arabstoday

GMT 00:11 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

قمة مفصلية لا تحتمل بيان جدب وإدانة فقط

GMT 00:08 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

ضرب قطر… شنّ حرب على السّلام

GMT 00:06 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

قطر.. بعد الضّربة ليست كما قبلها

GMT 00:05 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

من سمّ عمانَ إلى صواريخ الدوحة

GMT 00:00 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

...عندما تبدو النجوم

GMT 23:59 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

بحيرة طبريا ونهاية الزمان

GMT 23:58 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

تبعات العدوان الإسرائيلي على قطر

GMT 23:57 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

أين هي أميركا من التهور الإسرائيلي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسمط «نابليون» مسمط «نابليون»



هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 03:47 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

إسرائيل تعلن طلب مسؤولين بحماس مغادرة غزة

GMT 01:56 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

شأن ما جرى في قطر!

GMT 12:17 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

هل يمكن العودة للسلام؟

GMT 03:52 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

جيش الاحتلال يعتقل شابًا سوريًا بريف القنيطرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab