«كشكش بك»

«كشكش بك»

«كشكش بك»

 العرب اليوم -

«كشكش بك»

بقلم - د. محمود خليل

شخصية "كشكش بك" أشهر شخصية فنية قدم بها "نجيب الريحاني" نفسه إلى الجمهور، ويحكي الفنان المبدع في مذكراته أن صورة هذه الشخصية الكاريكاتورية قفزت في ذهنه في ظرف عانى فيه من سوء الأحوال، حيث طردته العديد من الفرق المسرحية من جنتها، وصرخ المسئولون عنها في وجهه بأنه لا يصلح للتمثيل.

رسم الفنان الشخصية المبتكرة في خياله لتقدم عمدة من أثرياء الريف، أتى إلى القاهرة فبهرته أضواء المدينة، والتفت حوله الحسناوات طمعاً في ماله، وأخذن يسحبن ما في جيبه، الجنيه تلو الآخر، حتى تركوه على الحديدة.

كتب "الريحاني" اسكتش مدته 20 دقيقة يشتمل على هذه الحدوتة، ويحكي، في مذكراته، أنه حادث نفسه -قبل أن يرفع الستار عن الرواية- قائلاً: "أحسست حينذاك أن روايتي هذه تعتبر مثلاً أعلى في السخافة، وأنني لو كنت بين الجمهور أثناء تمثيلها لما وسعني إلا أن ألعن أبو خاش المؤلف، والمؤلف بالطبع هو أنا، والمخرج برضه أنا.. والملحن أنا".

فوجىء "الريحاني" بعد تمثيل الرواية أن الجمهور أعجب بها أشد الإعجاب، وعلّمت في رأسه شخصية كشكش بك، وإفيهاته، وحواديته.صاحب أي عمل إبداعي لا يستطيع أن يتوقع أثر عمله على الجمهور.

فالعمل من وجهة نظر صاحبه قد يكون جيداً بل ومتميزاً، ورغم ذلك لا يصادف قبولاً أو إعجاباً من جانب الجمهور. وقد يراه عكس ذلك ضعيفاً لا يضيف شيئاً ذا قيمة، لكنه يجد صدى كبيراً لدى متابعيه، فيعجبهم كل الإعجاب، كما حدث مع نجيب الريحاني.

فكل جديد ملفت.. وقد كانت شخصية "كشكش بك" جديدة كل الجدة على ساحة المسرح في ذلك الوقت، وكل ما هو إنساني يجد طريقه إلى الإنسان، والبشر جميعاً شركاء في العدو وراء متع الدنيا، وإنفاق ما يملكون على ما يرغبون، حتى إذا فرغ مالهم عضوا أصابع الندم على ذلك.

وبالتالي فقد حملت شخصية "كشكش بك" خلطة إنسانية تسكن أخاديد نفس الكثيرين.

وكل ما كوميدي يكتسب قيمة خاصة في الظروف الصعبة، وقد تعاصر ظهور شخصية "كشكش بك" مع الأوجاع والأزمات التي عاناها المصريون أثناء الحرب العالمية الأولى.

في كل الأحوال يبقى الوعي بالجمهور جوهراً من جواهر نجاح المبدع، أياً كان مجال الإبداع، بل قل إن الوعي بالجمهور يمثل الأساس الأهم لنجاح أي فرد أو جهة تتعامل معه.

واحترام اتجاهات الجمهور ورغباته وتفضيلاته واجب على من يقدم عملاً جماهيرياً، سواءاً في دنيا السياسة أو الاقتصاد أو الفن، و غيرها.

ولا يوجد شىء اسمه: إيقاع الجمهور مضبوط على ساعة يد فلان، أو أن علاناً يمتلك راداراً أو حساساً خاصاً يستشعر به اتجاهات الجمهور ورغباته.

ولنا في عم نجيب الريحاني مثل، فرغم أن الرجل كان مندمجاً كل الاندماج مع الناس العاديين في المسارح والمقاهي، والقرى والمدن، ومنغمساً بين أبناء الطبقة العليوي والشعبيين، والمصريين والأجانب الذين يعيشون في مصر، والكتاب والفنانين، والصعاليك والكبراء، وغير ذلك، إلا أنه لم يجرؤ على القول بأنه يستشعر نبض الجمهور، وحين أبدع شخصية "كشكش بك" بتوليفتها الشهيرة داخله خوف من ألا تلفت الانتباه، وتشكك في نجاحها في لحظات.

ادرسوا الجمهور واستطلعوا رأيه، وتعرفوا على اتجاهاته بشكل علمي، بعيداً عن الفهلوة وأحاديث الرادارات والحساسات، وغير ذلك.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كشكش بك» «كشكش بك»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 00:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
 العرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:06 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
 العرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab