«مكان ما تآمن حرَّص»

«مكان ما تآمن حرَّص»

«مكان ما تآمن حرَّص»

 العرب اليوم -

«مكان ما تآمن حرَّص»

بقلم - د. محمود خليل

دائماً ما يأتى التحول من حيث لا يحتسب الإنسان. وقديماً كان المثل المصرى يقول: «مكان ما تآمن حرَّص».

تلك قاعدة إنسانية أساسية يتوجب أن يلتفت إليها المطمئن إلى أنه لا شىء يتغير فى الحياة، ما دام الإنسان يسد الثغرات التى تهدد استمرارية ما يمسك به فى يده.الإنسان يمكن أن يؤتى من حيث يطمئن، والله تعالى يقول: «فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا».

من المعانى الملفتة فى القرآن الكريم ذلك المعنى الذى تحمله الآية التى تقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ».

فهل يمكن أن يؤتى الإنسان من ناحية زوجته أو أولاده؟

مؤكد أن ذلك يحدث فى أحوال، وهو ابتلاء صعب للغاية.

الأب الذى يحاول على سبيل المثال أن يجمع المال من كل الطرق الممكنة ويُهلك صحته من أجل أن يوفر لزوجته وأولاده ما يلزمهم أو لا يلزمهم، يمثل نموذجاً للإنسان الذى يؤتى من زاوية أقرب الناس إليه.

السعى على ما يلزم الأسرة واجب وضرورة، ولكن أن يضيع الأب عمره ويفنى صحته فى سبيل تحقيق أوجه الترف والمخملية للأسرة، فهذا ما لا يقبله عاقل، لأن الصحة لا تعوض، والأب داخل الأسرة لا يعوض.

طموحات الزوجات أو الأبناء أحياناً ما تطيح بالآباء، بل وقد تضر بالأسرة ككل أشد الضرر. تجارب التاريخ زاخرة بنماذج عديدة لزوجات أو أبناء كانوا السبب فى تدمير الآباء.

فى التاريخ، جلس خليل بن قلاوون على عرش أبيه، لم يكن الأب راضياً عن توليته لأنه كان يرى فيه قدراً كبيراً من الرعونة والاندفاع، ويفتقر إلى الحكمة والاتزان، لم يوقِّع الأب «قلاوون الكبير» على عهد توليته، وقد اكتشف قصر السلطنة ذلك بعد وفاته، وكان الكل يعلم أن السلطان الراحل لم يكن ميالاً لأن يرثه «خليل» فى الحكم، وكان يفضل ولده «الناصر» عليه لولا أنه قاصر.

كان «خليل» يعلم أن والده لم يكن يراه جديراً بالحكم من بعده، ويفهم أن كل من فى القصر يفهمون أن «قلاوون» كان يريد تولية الحكم من بعده لولده «الناصر»، لذلك فقد أعمل فيهم آلة انتقامه، فأبعدهم عن المناصب، وأضمر السوء لكل أتباع والده، فأبعدهم عن مناصبهم ونصّب مكانهم شباباً محدودى الخبرة من إخوانه وسُمّاره، ولم يكن يعبأ بالتنكيل بأى خصم له من حاشية أبيه، وكانت النتيجة أن تآمر عليه مجموعة من الأمراء الذين استذلهم وأهدر مقامهم وقيمتهم، وانقضوا عليه وتخلصوا منه بسبب قسوته وغطرسته، وبقيت جثته ملقاة على الثرى لمدة يومين حتى واراها أحد القرويين التراب، ثم نقلها بعض أتباعه إلى قبة مسجد ومدرسة السلطان «قلاوون».

لقد كان خليل قلاوون المسئول الأول عن ضياع حكم أسرته وتشتيتها وتدميرها، وظنى أن قلاوون الأب لم يكن يأتى على باله على وجه الإطلاق أن ملكه وسلطانه سيؤتيان من ناحية ولده «خليل».

القاعدة العلمية تقول: «لكل فعل رد فعل مساوٍ له فى القدر ومضاد له فى الاتجاه».

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مكان ما تآمن حرَّص» «مكان ما تآمن حرَّص»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
 العرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 00:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
 العرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:06 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
 العرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab