دعاء «الأسانسير»

دعاء «الأسانسير»

دعاء «الأسانسير»

 العرب اليوم -

دعاء «الأسانسير»

بقلم - د. محمود خليل

يعالج فيلم "بين السما والأرض" للمخرج المبدع الراحل "صلاح أبو سيف" فكرة قديمة متجددة، حول ردود فعل الإنسان الذي يوضع في مأزق، والتحولات التي تطرأ عليه، خلال حظات المحنة، والانقلابات التي يمكن أن تقع له، حين يمن الله عليه بالخروج منها.

مجموعة من الشخصيات المثيرة اجتمعت في لحظة قدرية داخل مصعد تعطل بهم فجأة، وباتوا جميعاً مهددين بالموت بداخله: لص سارق، وزعيم عصابة، ومجنون هارب، وزوجة خائنة، وصديق استحل عرض صديقه، وعجوز متصاب يبحث عن زيجة جديدة، ومتحرش، وفتاة هاربة من أهلها إلى حبها، وثري سابق يحتقر العصر الذي انتصر للفقير.

تعيش هذه المجموعة من الشخصيات المتنافرة محنة مشتركة، تذكّر كلاً منهم بعلته والمرض الذي سكن نفسه فساقه، إلى هذا الموقف العصيب، يعاندون في البداية، أملاً في الخروج، لكن مع مرور الوقت يبدأ اليأس في التسرب إلى قلوبهم، فيأخذ كل منهم في مراجعة نفسه وتذكيرها، فيدرك خطأه ويثوب إلى عقله، ويعزم على أن يصبح شخصاً جديداً إذا أنجاه الله تعالى من المحنة التي يعيشها.

وشاء الله أن يخرج الجميع من المأزق، وبمجرد الخروج، وجدت كل شخصية منهم نفسها في الأتون من جديد، فكرت في التوبة التي تابتها داخل الأسانسير، والدعاء الذي دعته لله، والعزم الذي أبدته على عدم العودة إلى ما كانت عليه، لكن سرعان ما نست كل شىء، وعادت إلى سيرتها الأولى.إنه المعنى الذي تشتمل عليه الآية الكريمة التي تقول: "وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون".

فيلم بين السما والأرض ضم مجموعة متلألئة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت، وهو من تأليف صاحب جائزة نوبل "نجيب محفوظ"، وسيناريو وحوار واحد من أبدع وأنجب من عملوا في هذا المجال، وهو السيد بدير، وإخراج "صلاح أبو سيف"، ولست بحاجة إلى أن أقول لك من هو صلاح أبو سيف، ورغم ذلك فقد رسب الفيلم عند عرضه في دور السينما عام 1959، ولم يقبل عليه أحد.

وكان حظه أفضل نوعاً ما حين عُرض في التليفزيون.

ويبدو أن السبب في عدم استيعاب الأفلام التي تحمل أفكاراً كبرى، مثل فيلم "بين السما والأرض" في البدايات، يتعلق بصعوبة امتصاص أو هضم محتواها، لكن الناس تستوعبها بمرور الوقت، خلافاً للأفلام التي تحمل أفكاراً استهلاكية، إذ يمكن التهامها وهضمها بسهولة، لكنها لا تعيش.

ويبدو أن الشخصية المصرية -خلال النصف الأول من القرن العشرين- كانت أقدر على استيعاب العديد من الأفكار الكبرى التي ظهرت في أفلام تصف التحولات التي يمكن أن تطرأ على الشخصية الإنسانية، تحت ضغوط معينة -مثل فيلم "النائب العام" على سبيل المثال، ثم أصيبت بعد ذلك بعسر هضم فيما يتعلق بالأفكار الشبيهة، رغم رشاقة النص السينمائي الذي قدمه "صلاح أبو سيف"، رحمه الله.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعاء «الأسانسير» دعاء «الأسانسير»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 06:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة فتح مطار بروكسل بعد توقف مؤقت نتيجة رصد طائرات مسيرة
 العرب اليوم - إعادة فتح مطار بروكسل بعد توقف مؤقت نتيجة رصد طائرات مسيرة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 12:44 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يعلن عن خوضه تجربة البطولة السينمائية
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلن عن خوضه تجربة البطولة السينمائية

GMT 06:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إنقاذ السودان تأخر كثيرا

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:03 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 30 امرأة بمسيرة استهدفت "تجمع عزاء" شرق الأبيض بالسودان

GMT 06:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 03:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطرح مشروع قوة في غزة بإشراف إسرائيلي

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 06:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ظاهرة فاروق حسنى!

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء ديكور يكشفون عن 5 ألوان يجب تجنّبها في خزائن المطبخ

GMT 17:35 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد قوة الرضوان في حزب الله

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الممثلة الأميركية ديان لاد عن 89 عامًا

GMT 13:47 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 18:36 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام شاهين تكشف حقيقة خلافها مع لبلبة بطريقتها الخاصة

GMT 09:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصرع 3 مواطنين مصريين بصواعق رعدية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab