لماذا أزعج طه حسين حراس المعبد وسماسرة السماء

لماذا أزعج طه حسين حراس المعبد وسماسرة السماء؟

لماذا أزعج طه حسين حراس المعبد وسماسرة السماء؟

 العرب اليوم -

لماذا أزعج طه حسين حراس المعبد وسماسرة السماء

بقلم : خالد منتصر

أبدأ باعتذار متأخر لطه حسين الذى تحالف ضده سماسرة السماء والكهنة وحراس المعبد وأصحاب بازارات وبوتيكات تجارة الدين، اجتمعوا على هدف واحد وهو إجهاض مشروع هذا الشاب الذى جاء بزلزال فكرى سبب لهم الرعب، خافوا على كساد تجارتهم، وبوار خرافاتهم، فشنوا الحرب عليه، وبلغة العامة «دبحوا له القطة»، إنقاذاً لمشروعهم الأصولى السياسى من الدخول فى الموت الإكلينيكى.

منعوا طه حسين من منح مشروع النهضة المصرى قبلة الحياة، السؤال، ماذا لو لم يُجهض مشروع الشاب طه حسين الفكرى فى كتابه «فى الشعر الجاهلى»؟، ماذا لو انتصر الشك الديكارتى على الانسحاق الأصولى؟، ماذا لو دخل التاريخ المعمل وخرج من المعبد، وصارت مصداقية الحفريات أقوى من رهبة النص، وأصبحت المرجعية للدليل الموثق وليس لعنعنة المقدس.

كارثتنا الفكرية أن طه حسين مد لنا حبل التمرد والمدهش حيث كنا فى قاع البئر، فجذبناه معنا إلى أسفل حيث البركة الآسنة من المألوف والمعتاد والمخدر والعادى، الفرص الفكرية الثورية لا تأتى كثيراً فى حياة الأمم، ونحن أمهر أمة فى فقدان وخسارة تلك الفرص، حتى فى رحيلك يا طه، فقدنا فرصة الاحتفاء ونفخ الروح فى مشروعك، فقد رحلت فى صمت لا يليق بك، بعميد الأدب العربى.

رحلت بعد يومين من نهاية حرب أكتوبر، فكانت الجنازة خافتة الصوت، وكان الخبر فى زاوية مهملة ليست على مستوى الحدث، ليست ببريق طاقة النور التى أطللنا منها على الضفة الأخرى من العالم الذى كان يخطو إلى الحداثة، بينما كانت الغالبية ما زالت تردد «يا خفى الألطاف، نجنا مما نخاف»، ماذا فعل طه ليكرهه حراس المعبد كل تلك الكراهية؟!، ما الذى أتى به طه حسين ليكون حصاده هذا الغل والسواد من تيار الإسلام السياسى والسلفيين والأصوليين؟!.

ببساطة لأنه خلخل الأرضية الفكرية لهم، دخل على الجذور العفنة التى نخرها السوس، ولم يلتفت فقط كمثقفين كثيرين آخرين إلى الثمار والأوراق، نظر خلف الجدار راغباً فى ردم المستنقع، ولم يكتف برش البيروسول النقدى على الذباب والبعوض والهوام، سأل بجسارة هل المرويات التى تقدسونها صادقة تاريخيًا لأنها بالفعل منقوشة ومدونة ومحفورة وموثقة وأجريت عليها التحليلات النقدية والأشعات السينية الكشفية التشكيكية، أم هى صادقة لأنكم تريدون تصديقها، تناقلتموها فصنعت لكم درعا نفسية تحتمون بها، وشكلتم بها جماعة وعصبة لها مصالح وأهداف وغايات.

لا يستطيعون أن يلتفوا حولها إلا إذا صدقوها؟!، وهنا مصدر إزعاج طه حسين، طه حسين جاء ليقول لهم هاتوا برهانكم، فكان الرد برهاننا هو نصنا المكتوب أمامك، قال لهم مع كامل الاحترام، أريد دليلاً تاريخياً، المفروض أن رد سؤاله، واكتمال مشروعه الفكرى، كان بمد الخط على استقامته، ببحث فى نقوش المعابد، فى رصد الكتابات على الأحجار وورق البردى، فى عمل بحوث وحفريات فى أماكن الأحداث، والخروج بنتيجة ملموسة، نستطيع أن نبنى عليها ذاكرة تاريخية، لا ظناً إيمانياً عقائدياً.

كيف لطه حسين أن يتجرأ ويطلب دليلاً تاريخياً على النبى إبراهيم وإسماعيل فى كتابه؟!، لم يستطع المهاجمون الذين كادوا أن يفتكوا به، التفرقة بين طه حسين أثناء الصلاة أو التلاوة، وبين طه حسين الباحث الأكاديمى عندما يتصدى لكتابة علمية حول تاريخ الشعر الجاهلى، طلبه كان بسيطاً، الشك كمنهج بحث، لكنه كان مزلزلاً لهؤلاء السماسرة و«ديلرز» مخدر اليقين المغلف بسيلوفان الانسحاق والرضوخ، فى ذكراك يا طه نعتذر نحن جوقة العميان لصاحب البصيرة، فمثلك لا يتكرر مرتين، فى حين أنهم يتناسخون كالسرطان.

arabstoday

GMT 20:23 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة إلى سموتريتش: السعودية دولة تملك التاريخ والجغرافيا

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

يتيمة العصر

GMT 09:54 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك... المُطلق

GMT 09:52 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نحن وتاريخنا...

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نوارة الغزاوية... وفلسطين الدُمية

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ممرٌ ترابي في اتجاهين

GMT 09:47 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب ــ آسيا... بين المواجهة والتفاوض

GMT 09:46 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

«حماس» تفاوض على استبعادها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا أزعج طه حسين حراس المعبد وسماسرة السماء لماذا أزعج طه حسين حراس المعبد وسماسرة السماء



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي
 العرب اليوم - اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يوجّه رسالة لمنة شلبي ويكشف عن مفاجأة
 العرب اليوم - عمرو سعد يوجّه رسالة لمنة شلبي ويكشف عن مفاجأة

GMT 01:56 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس السوري أحمد الشرع يجتمع بمسؤولين سعوديين في الرياض

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نوارة الغزاوية... وفلسطين الدُمية

GMT 08:03 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يصعد بعد تراجع مخزونات الخام الأميركية اليوم الأربعاء

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 14:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ساناي تاكايتشي تستعد لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يوجّه رسالة لمنة شلبي ويكشف عن مفاجأة

GMT 12:49 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يمتدح إيلون ماسك بعد خلاف طويل ويؤكد حبه الدائم له
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab