كفر ناحوم

كفر ناحوم

كفر ناحوم

 العرب اليوم -

كفر ناحوم

بقلم - خالد منتصر

تأخرت مشاهدتى لهذا الفيلم سنتين، لكنى أنصح كل من لم يشاهده أن يسارع بمشاهدته، «كفر ناحوم» للمخرجة اللبنانية نادين لبكى، فيلم مهم وقوى وجميل ويناقش أكثر من قضية فى منتهى الخطورة، أهميته ليست فى أنه رشح للأوسكار كأفضل فيلم أجنبى وللسعفة الذهبية فى مهرجان كان وحاز على العديد من الجوائز، ولكن أهميته فى أنه عالج تلك القضايا وتناولها ورصدها وعراها بجمال الفن، بالكادر والإيقاع والضوء، من الممكن أن يكون زحام القضايا، ورغبة المخرجة فى تغطية عشرين قضية فى ساعتين، أثر نوعاً ما على كثافة وعمق التناول، فقد ناقشت المخرجة قضية العشوائيات والتناسل السرطانى واللاجئات وتجارة الهجرة وأطفال الشوارع وعمالة الأطفال وزواج القاصرات.. إلخ، لكن فى وسط كل هذا الخضم، لم تفقد المخرجة أبداً بوصلتها الفنية، الفيلم يبدأ بالشخصية المحورية الطفل «زين»، هذا الممثل المذهل الذى سيأسرك بأدائه، وستسحبك عيناه إلى دائرته المغناطيسية رغماً عنك، وستندهش أنه يقف أمام الكاميرا لأول مرة، وأنه فى الواقع لاجئ سورى، فى أول مشهد الطبيب الشرعى يكشف على أسنانه فيجدها كلها مسوسة ويخمن سنه، ١٢ سنة، لنذهب معه بعدها إلى المحكمة كمتهم بمحاولة قتل زوج أخته «سحر» بالسكين، فى المحكمة يقف مطالباً بمحاكمة والده ووالدته لأنهما أنجباه، لأنهما خلّفاه!!، مهمة الأم الأساسية هى إنجاب أطفال يعيشون فى بيئة لا تصلح للهوام والحشرات، لن أحرق لكم الفيلم، لكنكم ستلمسون كم هى الحياة قاسية وظالمة على هؤلاء، مشاهد بكر طازجة لم تشاهدوها من قبل بمثل هذا الصدق، «زين» الذى أنضجه الفقر والغلب قبل الأوان، وهو يعلم شقيقته كيف تتعامل مع مفاجأة الدورة الشهرية، وهو يدافع عنها ضد اغتصابها من صاحب السوبر ماركت الذى يغريها بوجبة الإندومى، هروب «زين» ومقابلته بـ«صرصار مان» ذلك العجوز الذى يرتدى ملابس «اسبايدر مان» الممزقة ويؤدى دوره فى الملاهى، لقاء «زين» مع اللاجئة الإثيوبية التى انتهى تصريحها وتخفى طفلها الرضيع فى كوخ حقير على أطراف المدينة، كيف تحارب بكل ما أوتيت من قوة لتنتزع السعادة بمخالبها من هذا الزمن البخيل والحياة الضنينة، تسرق «تورتة» لتحتفل بعيد ميلاد ابنها لترسم ابتسامة، وفى السجن تعصر ثديها حتى لا يخزن اللبن على أمل العودة لإرضاعه، مطاردة سمسار تهريب اللاجئين لها لكى تبيع رضيعها لأحد الأسر التى لا تنجب، علاقة المسئولية التى نمت بين «زين» والرضيع، رحلتهما معاً التى هى ذروة إثارة وجمال الفيلم، كيف حركتهما المخرجة بهذه الدقة والمهارة؟، كيف نقلت إحساس الفقر المدقع من خلال عدسة صادقة وجميلة أيضاً؟! «كفر ناحوم» فيلم لن تنساه من فرط صدقه وجماله وبكارة وطزاجة أداء أبطاله.

هو متعة فنية مكتملة الأركان.

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كفر ناحوم كفر ناحوم



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:30 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

إسرائيل تعتقل 40 فلسطينيا في الضفة الغربية

GMT 18:04 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.6 يضرب ولاية توكات شمال تركيا

GMT 02:31 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

سماع دوى انفجارات في أصفهان وسط إيران

GMT 06:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تحطم طائرة في إحدى أقاليم جنوب روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab