راهنوا على قوة المرأة تكسبوا

راهنوا على قوة المرأة تكسبوا

راهنوا على قوة المرأة تكسبوا

 العرب اليوم -

راهنوا على قوة المرأة تكسبوا

بقلم - خالد منتصر

لم أندهش من أن التى أنقذت المجند من براثن الكمسارى الإخوانى هى امرأة بسيطة، سيدة مثل أمهاتنا الطيبات، ولم أندهش أيضاً من صمت وخرس وخذلان رجال القطار، الركاب أصحاب الشوارب، وحاملى هورمون التستوستيرون!!، فأنا دائماً أراهن على المرأة المصرية، فهى الأجدع والأكثر مبادرة والأسرع تفاعلاً والأعلى إحساساً، ولذلك ومن نفس الزاوية يراهن عليها الإخوان أيضاً ويريدون ضمها إلى جانبهم لاستخدامها كحصان طروادة للعودة وركوب البلد ودس سمومهم فى بئر أحلام الناس، فى ٣٠ يونيو كانت المرأة فى طليعة الصفوف، وكانت الأيقونة هى صورة سيدة مناضلة تصفع إخوانياً جذبها من شعرها وحاول دفعها بعيداً، وصورة أخرى لسيدة شجاعة واجهت ضابطاً ملتحياً من خلايا الإخوان النائمة صارخة فى وجهه أن الرجولة ليست باللحية وإذا كان يريد تعلم معانى الرجولة الحقيقية من كرامة وعزة نفس فليتعلمها منها، من تلك المرأة، انتبه الإخوان إلى تلك المعادلة السحرية المصرية، فجندوا ستات غلابة فى معسكرات رابعة، فى رهان على جسارتهن، ومحاولة صد جحافل ياسمينات وزهرات وتاءات تأنيث مصر اللاتى هتفن لـ٣٠ يونيو وخرجن لمواجهة خفافيش الظلام وضباع الإسلام السياسى، لم يجد الإخوان الذين قبلوا بل وشجعوا الفلاحات البسيطات على أن يقمن فى خيام داخل ميدان رابعة، وهم الذين زيفوا عقولنا وصدعوا أدمغتنا بعدم الاختلاط، لم يجدوا إلا السخرية من خروج المرأة ضد الإخوان، ووصفوا المتظاهرات بالراقصات، وبلسانهم العفيف الذى نعرفه جيداً من خلال قراءة صفحاتهم وتعليقاتهم، أطلقوا صفات العهر والدعارة على البنات الفضليات اللاتى خرجن فى ٣٠ يونيو، من يتخيل أن المرأة ضعيفة هو إنسان واهم وشخص مخدوع. «هاتوا لى راجل»، على رأى الداعية السلفى، يستطيع احتمال آلام الحمل والمخاض والولادة، الرجل لا يستطيع مواصلة الليل بالنهار فى رضاعة وتغيير بامبرز وتهدئة بكاء وصراخ ومتابعة مراحل نمو.. إلخ، راقبوا الفلاحة التى تحمل ابنها على كتفيها وفوق رأسها البلاص أو صفيحة المياه أو مشنة العيش أو حصيلة التموين، وتمشى عدة كيلومترات على هذا الوضع بدون تعب ولا كلل ولا ملل، اسألوا سيدات البيوت وحتى المرأة العاملة كيف تخرج من العمل ثم تطبخ الطعام وتنظف البيت وتوصل أولادها للدروس وتتابع مذاكرتهم ودروسهم، هل هناك رجل فى العالم يحتمل مثل هذا؟!، تابعوا المطلقات اللاتى لديهن أولاد، ٩٩٫٩٪ من الرجال يرفضون بقاء الأولاد معهم، وتتحمل الأم المطلقة كل الأعباء بكل حب وكل أمانة وكل قوة وكل إخلاص، المرأة يا سادة عمود خيمة البيت، وأقوى من الرجل، وأكثر احتمالاً، وعطفاً وتعاطفاً، لذلك يحاول الإخوان والسلفيون اختطافها ونزع كل أنوار البهجة والفرح والقوة من عقلها، وتحويلها لمجرد جارية أو سبية أو خدامة أو إكسسوار أو دمية جنسية، المرأة أكبر وأقوى وأعظم من كل تلك التفاهات وكل هذا التهميش والقمع، وقريباً ستتحرر من أفكار الفاشية الدينية التى أحياناً تدافع عنها بعض النسوة مغسولات الأدمغة على أنها أفكار ستوصلها للجنة التى ستكون فيها، حسب أقوال الدعاة الذين ينومونها مغناطيسياً، مجرد متفرجة فى قاعة انتظار حتى ينتهى زوجها من مضاجعة سبعين حورية، كل واحدة لها سبعون وصيفة، والمدهش أنهن فى منتهى السعادة بهذا المصير، بل وتؤسس بعضهن جمعيات لتشجيع تعدد الزوجات!!، يا بنت مصر اكتشفى طاقاتك المدفونة تحت ركام التقاليد التى تعفنت وقتلت أجمل ما لديك، أنت فراشة البهجة والفرح فى حياتنا، فلا تتركى الضباع يفرضون قانون غابتهم ويقصقصون جناحيك ويسودون ألوان تألقك وإبداعك.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راهنوا على قوة المرأة تكسبوا راهنوا على قوة المرأة تكسبوا



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:29 2025 الجمعة ,16 أيار / مايو

لماذا سعت السعودية لرفع العقوبات؟

GMT 06:22 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

أخذ العلم بالتوازن الجديد في المنطقة

GMT 00:51 2025 الأربعاء ,14 أيار / مايو

إجراءات أمنية جديدة في مطار بيروت

GMT 06:09 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

السعودية وأميركا... فرص العصر الذهبي

GMT 12:04 2025 الأربعاء ,14 أيار / مايو

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

GMT 06:17 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

حقاً للتاريخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab