سرطان العلم الزائف

سرطان العلم الزائف

سرطان العلم الزائف

 العرب اليوم -

سرطان العلم الزائف

بقلم - خالد منتصر

العلم الزائف أو الـpseudoscience مصطلح تبدو تركيبته ظاهرياً متناقضة وكأننا نقول الأبيض الأسود!!، فالعلم الحقيقى الجاد يتميز دائماً بالصدق العلمى الأكاديمى، فكيف يكون مزيفاً؟!، لكن العلماء الحقيقيين اضطروا لاختراعه وقبول تناقضه لتوصيف الدجل الذى يتمحك فى مجرد اسم نظرية علمية بدون أى منهج علمى، وصار الإعلام مهتماً بتوضيحه لوضع الحدود الفاصلة بين العلم الحقيقى بصرامته والعلم الزائف بأوهامه وأساطيره.

من أدوات العلم المزيف المصطلحات الكبيرة، والرطانة اللاتينية، والبهارات الإعلامية، والغيبيات الدينية، أسلحته جهل المستقبل وكاريزما المرسل، وجمهوره شعوب فقدت المناعة العلمية وأصيبت بالإيدز، فأصبح من السهل اختراق عقلها المشوش باختراعات بهلوانية، مثل أطباء الفلبين الذين يجرون جراحات بدون مشارط، أو تجار بول الإبل المصريين الذين يعالجون مرضى فيروس سى بفضلات الناقة، أو علماء باكستان الذين يستخرجون الطاقة من الجان!!

من الممكن عزيزى القارئ أن ترد قائلاً «ما العلم الزائف فى كل مكان، حتى أمريكا وأوروبا»، وأنا موافق، لكن العلم الزائف عندنا تيار وهناك استثناء، العلم الزائف هناك يقف على حدود المعمل، ولا يستطيع الدخول من باب الجامعة، وإلا كُسرت ساقاه، لكن عندنا للأسف تقدم فيه رسائل ماجستير ودكتوراه، ويقتنع به أساتذة جامعة وتروج له مؤسسات ويرعاه مسئولون!!.

هذه معركتى منذ أكثر من ربع القرن، دخلت فيها معارك كثيرة، جرجرت فيها إلى المحاكم، واتُّهمت بسببها أبشع الاتهامات، لكنى احتملت كل غبار وجراح تلك المعارك، لأننى مؤمن بأن قارب نجاة هذا البلد الوحيد ينتظرنا على شاطئ العلم، ولا قارب غيره، ولذلك لا بد من تيار فكرى فى مصر لتوضيح ماهية العلم المزيف، ولماذا انتصر على العلم الحقيقى فى مصر، وللأسف الشديد فى مجالات كثيرة؟

إنها دراما مصرية فيها ميلودراما الفواجع، وفيها أيضاً الكوميديا الفارس، لكنها كوميديا سوداء نضحك فيها حتى نختنق بالدموع، تكلمنا كثيراً عن أعراض المرض، لكن العلاج يحتاج جهد كل مسئول وكل مواطن، ولا يمكن أن تحله مقالات ولا جريدة ولا إعلام، من الممكن أن تكون أنت الحل عزيزى القارئ، بداية طريق الحل، إذا استطعت فقط أن تتساءل لماذا؟، بداية انتصار العلم الحقيقى وهزيمة العلم الزائف هى السؤال والدهشة والفضول، فلتقرأ أى معلومة تصل إليك من أى شخص مهما كان بتلك العدسات المتسائلة المندهشة الفضولية واطرح التلقين والبديهى والموروث جانباً، واستمع إلى أى شخص يقول عن نفسه «خبير استراتيجى» أو يسبق اسمه حرف الدال بتشكك العقل النقدى الذى يضع كل الأفكار على طاولة التشريح، والحقيقة عندك لا بد أن تستقل عن قداسة الماضى وقداسة الشخص وقداسة الأغلبية الشعبوية الجماهيرية، فليس كل ما هو جماهيرى صادقاً علمياً، احذروا العلم المزيف، فهو أخطر أنواع السرطان.

arabstoday

GMT 18:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 05:17 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 05:14 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

GMT 05:10 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

بورصة أسماء الوزراء

GMT 05:07 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

الرد على الرد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرطان العلم الزائف سرطان العلم الزائف



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»
 العرب اليوم - دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»

GMT 20:07 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

سماع دوي انفجار في رفح جنوب قطاع غزة

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 16:30 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

رئيس الإمارات يستقبل سلطان عمان في أبوظبي

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 18:53 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

اعتقال 3 ألمان للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab