جمهورية صغار الموظفين ‎وتعطيل التصنيع والتصدير

جمهورية صغار الموظفين.. ‎وتعطيل التصنيع والتصدير

جمهورية صغار الموظفين.. ‎وتعطيل التصنيع والتصدير

 العرب اليوم -

جمهورية صغار الموظفين ‎وتعطيل التصنيع والتصدير

بقلم : عماد الدين حسين

الحكومة تبذل جهودا مستمرة لدعم الصناعة الوطنية، وهناك تأكيدات وتطمينات مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل على ضرورة دعم وتوطين الصناعة وتذليل كل الصعوبات والعراقيل التى تعترض ذلك.

وقد رأينا مؤشرات عملية على جدية الحكومة فى مساندة الصناعة مثل دعم الصادرات وتخفيض سعر الفائدة على قروض الصناعة إلى 15%  لمدة خمس سنوات، والاستمرار فى دعم أسعار الطاقة للمصانع وجدولة ديون المصنعين لدى وزارة البترول، ومبادرات متنوعة كثيرة.

‎لكن  ــ وآه من لكن ــ فرغم كل هذا التشجيع والخطوات الجادة على أعلى المستويات فإن فئة من الموظفين، تنسف معظم هذه الجهود بحسن أو سوء نية.

‎هذه الفئة أسماها مصطفى مدبولى «جمهورية صغار الموظفين» حينما التقى عددا من رؤساء تحرير الصحف وكبار الإعلاميين فى مقر مجلس الوزراء بالعلمين فى الصيف الماضى، وتشرفت بأننى كنت أحد هؤلاء الصحفيين.

‎يومها تحدث مدبولى مطولا عن أن الحكومة المصرية جادة فى دعم القطاع الخاص وتنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة نحو المزيد من تمكين القطاع الخاص خصوصا فى الصناعة ونسف الروتين.

‎ومنذ تولى الفريق كامل الوزير مهام وزارة الصناعة وهو يلتقى بالعديد من المستثمرين والمصنعين وممثليهم بصورة شبه يومية لتسهيل عملهم وحل مشاكلهم.

‎لكن مرة أخرى فإن هناك عقبات كثيرة يتسبب فيها صغار الموظفين، مما يجعل العديد من المستثمرين والمصنعين يصابون باليأس والإحباط ويقللون عملهم أو يوقفونه تماما، مما يجعل الاقتصاد الوطنى يخسر فرصا كبيرة للنهوض والتقدم.

‎لا أتحدث فى العموميات بل استمعت لبعض الوقائع مؤخرا التى تقول إن بعض هؤلاء الموظفين يعتقدون أنهم يؤدون خدمة عظيمة للدولة والمجتمع، حينما يوقفون «المراكب السايرة»  ويعطلون مشاريع ومصانع كثيرة، ولا يدركون أنهم بهذا السلوك أخطر من الجواسيس على الاقتصاد القومى المصرى.

‎أعرف واقعة محددة يكاد يتم فيها تجاهل أحكام قضائية نهائية والفهم المغلوط للوائح، والخوف من اتخاذ قرارات صحيحة وسريعة، مما يهدد بإيقاف عدد من المصانع وتشريد عمالها وموظفيها، علما بأن بعض هذه المصانع تقوم بالتصدير للخارج وتوفر للاقتصاد الوطنى عملات صعبة نحن فى أمس الحاجة لها هذه الأيام.

‎بعض هؤلاء الموظفين يفعل ذلك بحسن نية شديد، وبعضهم يفعله بجهل وعدم فهم حقيقى للمصلحة العامة، وبعضهم خوفا من المساءلة والمحاسبة والمحاكمة، وبالتالى لا يوقع على الورق قبل توقيع المسئول الأعلى، وبعضهم يكره أى شخص أو مشروع ناجح وبالتالى يجد لذة شديدة وغريبة فى وضع العقبات أمامه.

‎لا يعنى كلامى السابق من قريب أو بعيد التعميم أو ضياع حقوق الدولة. بل بالعكس فأنا مع كل الخطوات واللجان والمؤسسات الهادفة لاسترداد حقوق الدولة المهدرة لكن فى حدود القانون، وعدم ظلم آخرين والأهم عدم تعطيل مشروعات ومصانع منتجة بالفعل، وكذلك الشفافية والالتزام بالقانون والبحث عن حلول منصفة بدلا من الاستقواء على المنتجين الفعليين بقرارات عشوائية وغير مدروسة بل ظالمة أحيانا ومنها مثلا التقديرات الجزافية أو التحفظ على الأموال من دون أحكام قضائية نهائية أو حتى تفاوض جاد وعادل.

‎أدرك تماما أن كبار المسئولين لا يمكنهم متابعة كل كبيرة وصغيرة فى هذا الملف، وأدرك أيضا أن «جمهورية صغار الموظفين» يمكنها إغراق المصنعين والاقتصاد بأكمله فى دهاليز وروتين الأوراق والإجراءات والقوانين والأحكام والدعاوى القضائية. لكن الأغرب أيضا أن هناك تفسيرات خاطئة وغير مفهومة لتعطيل مشروعات ومصانع تعمل بما يرضى الله وتسدد كل ما هو مطلوب منها للدولة خصوصا الضرائب ولم تخالف قانونا ولم تسرق أرضا للدولة أو حتى تضع يدها عليها بل اشترت الأرض بموجب عقود شرعية وأحكام قضائية نهائية باتة.

‎أعرف أننا قطعنا شوطا طويلا فى دعم الصناعة وتشجيع القطاع الخاص، لكن ماتزال هناك جيوب مقاومة كثيرة تتصور أن محاربة القطاع الخاص وتعطيل عمله هى واجب قومى، وهم لا يدركون أننا فى حاجة لكل مصنع ولكل مشروع ولكل شركة يمكنها أن تنتشل ولو مصريا واحدا من طوابير البطالة، ولكل شركة تصدر للخارج بأى مبلغ من الدولارات.

فما البال بمن يعطل مشروعات ومصانع توظف آلاف العمال والموظفين وتصدر بالفعل للخارج؟!

‎إحدى هذه الوقائع موجودة معى بكل مستنداتها لمن يريد أن يطلع عليها من المسئولين، وبطلتها موظفة صغيرة تهدد العديد من المصانع العاملة بالتوقف التام.

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمهورية صغار الموظفين ‎وتعطيل التصنيع والتصدير جمهورية صغار الموظفين ‎وتعطيل التصنيع والتصدير



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 01:53 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
 العرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 09:06 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يوقف حفله في دبي بسبب نيللي كريم وأحمد السقا

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 20:43 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab