ماذا بعد تحرير الخرطوم
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

ماذا بعد تحرير الخرطوم؟

ماذا بعد تحرير الخرطوم؟

 العرب اليوم -

ماذا بعد تحرير الخرطوم

بقلم : عثمان ميرغني

 

في أسبوع شهد تطورات عسكرية متسارعة، أكملت القوات المسلحة السودانية تحرير مدينة بحري باستثناء جيوب قليلة يجري تمشيطها حالياً، وفي الوقت ذاته لم يعد أمامها الكثير لاستكمال عمليات استعادة الخرطوم التي تتقدم فيها من عدة محاور، وبات متوقعاً صدور إعلان رسمي خلال وقت قريب بتحريرها واستعادة القصر الجمهوري، والوزارات، والمنشآت الاستراتيجية، وتأمينها.

ماذا تعني هذه التطورات؟ من الناحية العسكرية لا يمكن القول إن الحرب حسمت بأي حال، فلا يزال في المشوار بقية، وإن كانت الموازين تغيرت تماماً لصالح الجيش والقوات المشتركة والمستنفرين في صفوفه. بعد معارك تحرير الخرطوم ستنتقل الجبهة، وفق ما أكدته قيادة الجيش، نحو إقليم كردفان ثم إلى دارفور، حيث ستكون طبيعة المعارك مختلفة تماماً، ومعظمها قد يدور في مناطق مفتوحة نسبياً، خلافاً لمعارك حرب المدن والشوارع الصعبة.

الأمر الواضح الآن هو أن الحرب دخلت مرحلة مفصلية، وأن زمام المبادرة بات في يد الجيش والقوات التي تقاتل في صفوفه، وهو ما جعل الحرب الإعلامية والنفسية الموازية تستعر أيضاً. فمقابل أجواء الفرحة في صفوف أنصار الجيش، وبين المواطنين في المناطق التي تحررت، يبث خصومه، الآن، الذين دأبوا على مهاجمته ومحاولة التقليل من شأن الانتصارات التي تحققت، كلاماً أحسبه للتشويش، من شاكلة أن كل ما تحقق منذ تحرير مدني ثم بحري والآن في الخرطوم إنما كان باتفاق لتهيئة أرضية العودة للمفاوضات بعد تحسين الجيش لموقفه العسكري الميداني، وأن «قوات الدعم السريع» لم تنهر وانسحبت تكتيكياً. هذا الكلام لا تسنده الوقائع على الأرض، ولا ينسجم مع حالة التشتت والانسحابات غير المنظمة لـ«قوات الدعم السريع» من مواقعها، وتركها أسلحتها وراءها والهروب باتجاه غرب البلاد حيثما أمكن. كما أنه يقفز تماماً فوق كل التصريحات الصادرة من قيادات الجيش التي أكدت أنها ماضية في طريق «الحسم»، لتغلق بذلك طريق أي مفاوضات الآن.

أيضاً فإن الكلام عن أن الجيش حقق انتصاراته من دون قتال، وأن «قوات الدعم السريع» انسحبت طوعياً «ضمن صفقة»، لا يأخذ في الاعتبار أن قيادات الجيش ظلت تعمل بأسلوب وصفه الفريق عبد الفتاح البرهان بـ«الحفر بالإبرة»، أي أسلوب النفس الطويل لإعادة بناء القدرات، واستنزاف قوة «الدعم السريع» تدريجياً، وصولاً إلى مرحلة محاصرتها بقوات من كل الاتجاهات لمنعها من ممارسة أسلوبها المعروف في الهروب ثم محاولة الالتفاف. فمع هذا الوضع باتت «قوات الدعم السريع» أمام أحد خيارين: إما قتال انتحاري تحت كماشة الحصار، وإما الهروب من مواجهة خاسرة، وهو ما فعلته مخلفة وراءها عتادها العسكري.

ما يدحض أيضاً انسحاب «قوات الدعم السريع» «بصفقة»، أن خلافات دبت في صفوفها أدت إلى تصفية بعض قادتها المعروفين الذين حملتهم مسؤولية خسائرها واتهمتهم بالتخاذل عن القتال. كما لوحظ أيضاً أن مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بمقاطع وتسجيلات عديدة لمجندين في «الدعم السريع» يهاجمون قياداتهم ويحملونهم مسؤولية الهزائم المتتابعة التي لحقت بهم.

بعد كل ما سبق ماذا سيترتب عن تحرير الخرطوم الذي بات قريباً وفق كل الشواهد والمعطيات الماثلة؟

بعيداً عن الجوانب العسكرية والتوقعات بأن تتجه القوات مباشرة من معركة تحرير الخرطوم نحو كردفان ودارفور، فإن معركة أخرى ستنطلق من أجل عودة الخدمات الأساسية وإصلاح البنى التحتية في العاصمة المدمرة، لتسهيل عودة الناس وحياتهم. فعودة الناس إلى بيوتهم تمثل انتصاراً معنوياً ونفسياً، بعدما ذاقوا عذاب التشرد من بيوتهم وأحيائهم التي احتلتها «قوات الدعم السريع» وحولت الكثير منها إلى ثكنات عسكرية ومخازن للسلاح والمنهوبات، ودمرت قسماً منها.

صحيح أن هذه العودة ستفرض تحديات وأعباء للإسراع في توفير الخدمات من كهرباء ومياه وخدمات صحية وبنكية وتجارية، إذ إن الخرطوم بمدنها الثلاث من أكثر مدن السودان اكتظاظاً بالسكان، ما يعني ضخامة حجم الاحتياجات المطلوبة التي تجعل العودة ممكنة، بدءاً من إزالة مخلفات الحرب، مروراً بنشر الشرطة لمواجهة التفلتات الأمنية، وانتهاء بعودة المدارس والجامعات واستئناف التعليم بشكل طبيعي.

إلى جانب ذلك، ينتظر الناس عودة الحكومة لمزاولة أعمالها من الخرطوم. هذه الخطوة تبقى في سلم الأولويات، لا لرمزيتها عسكرياً وسياسياً ومعنوياً فحسب، بل لأن هذه العودة ستكون أقوى مؤشر للمواطنين لكي يعودوا إلى ديارهم، فلا يعقل دعوة الناس للعودة إلى العاصمة، بينما الحكومة موجودة في بورتسودان.

عودة الحكومة سوف تطمئن الناس، كما ستوجه رسالة إلى العالم بأن موازين هذه الحرب تغيرت، وأن الأمور إذا سارت بالوتيرة الحالية، فإنها تتجه نحو نهاياتها. بالتأكيد لن يكون الطريق سهلاً، فهذه الحرب بتشعباتها وكثرة التدخلات فيها، أوضحت ذلك للناس، لكن هذا لا يمنع القول إن الأصعب ربما انقضى، ولعل الناس يتعلمون من مرارة التجربة ودروسها.

arabstoday

GMT 05:42 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

خمسون سنة ألقاً

GMT 05:22 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تأثير العقوبات على روسيا بين أخذٍ وردّ!

GMT 05:21 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استنساخ الماضي يخدشه ويؤذي الحاضر

GMT 05:19 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

نساء السودان... ضحايا وحشية الحرب

GMT 05:13 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

التراث الأثري نعمة أم نقمة!

GMT 05:08 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

«اللوفر» وانتهاك هيبة فرنسا

GMT 05:06 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

من الصمود إلى الجدارة

GMT 05:03 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

شلقم في مذكراته... المثقف الذي أفْلَتَ من الموظف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بعد تحرير الخرطوم ماذا بعد تحرير الخرطوم



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 18:48 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا
 العرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون
 العرب اليوم - الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 01:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب مناطق إسلام آباد

GMT 10:46 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ريال مدريد يصطدم بطموحات يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا

GMT 19:24 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة الفرنسية تؤكد أن حماس تستعيد السيطرة على غزة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 06:24 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك

GMT 08:38 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تصلح أخطر ثغرة أمنية في تاريخها

GMT 15:05 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إعلان قائمة المرشحين لجوائز الكاف لعام 2025

GMT 08:14 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 22 أكتوبر / تشرين الأول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab