أسئلةُ الكِتابةِ هل الكاتبُ مثلُ «شهرزاد» 22

أسئلةُ الكِتابةِ.. هل الكاتبُ مثلُ «شهرزاد»؟! (2-2)

أسئلةُ الكِتابةِ.. هل الكاتبُ مثلُ «شهرزاد»؟! (2-2)

 العرب اليوم -

أسئلةُ الكِتابةِ هل الكاتبُ مثلُ «شهرزاد» 22

بقلم:حبيبة محمدي

للكتابةِ قداسَتُها، كما الرُّوحِ، كما القِيَّمِ، كما المشاعرِ، كما كلِّ شىء جميلٍ، طاهرٍ، وغيرِ مُدنَّسٍ!

وتستمرُ أسئلةُ الكتابةِ، لاهثةً فى دهاليزِ الرُّوحِ، حيث من حقِ كلِّ مبدعٍ أن يطرحَها على نفسِه، لتحديدِ مسارِ ما يكتبُ من تجاربَ خاصةٍ أو مجتمعيةٍ، ومن حالاتٍ شخصيةٍ، وأخرى تُعبِّرُ عن أحوالِ النّاسِ، فى الوقتِ ذاتِه، ما بينَ الرؤيةِ والواقعِ، ما بينَ الفرحِ والحزنِ، الألمِ والأملِ، ما بين الوجعِ والحُبِّ، وكلِّ المشاعرِ الإنسانيةِ التى يعيشُها المبدعُ، بوصفِه إنسانًا يُعبِّرُ عن المعنى الكُلِّى للإنسانيةِ.

أُحبُّ الكتابةَ التى قُدسُها الإنسانُ، كينونتُها جوهرُه، وقضاياه الإنسانيةُ القريبةُ من الرُّوحِ، والفكريةُ والاجتماعية.

أتصوّرُ أنَّ كلَّ كتابةٍ لا تدافعُ عن إنسانيةِ النَّاسِ، لا يُعتدُّ بها ولا بكاتبِها، وكلَّ كتابةٍ لا تجعلُ الإنسانَ فى المقامِ الأعلى من درجاتِ عرفانيتِها، وصوفيّتِها، هى كتابةٌ بلا روحٍ، وكلَّ كتابةٍ لا تجعلُ الإنسانَ هو القيمةُ الأولى فى مراتبِها، لا يُعوّلُ عليها ولا على صدقِها!

وأَقصدُ بالكتابةِ، هنا، كلَّ صنوفِ الكتابةِ (شعر، رواية، قصة، مسرح، مقالات، وغيرها...).

كتبتُ الشِّعرَ، القصيدةَ/ الشذرة، ذاتَ البُعدِ الفلسفى، والتى تحملُ حكمةً ما، والدهشةَ الوجودية، وكتبتُ المقالَ الصحفى، والدراساتِ الفكريةَ، وغيرَها...وفى كلِّ حالاتى، كنتُ أبحثُ ولا أزال، عن جوهرِ الإنسانِ وعلاقتِه بالوجودِ، وكنتُ أرتكزُ إلى روافدَ معرفيةٍ مختلفةٍ، مثل الفلسفة، التصوّف، الفنون، والإبداعِ بشكلٍ عام، (الشِّعر والنثرِ، وغيرهما...)، وفى كلِّ ما أكتبُ، أتأكدُ أنَّ طريقَ الإبداعِ والمعرفةِ، طويلٌ جدًا... وكما قال «غُوته»: (دربُ الإبداعِ شاسعٌ، والعمرُ قصيرٌ !!).

ويبقى الإنسانُ هو قضيةُ الكتابةِ الكبرى!

والإنسانُ والوجودُ، صِنوان للكتابةِ الأنبل!

وفى كلِّ ما كتبتُ، لم أكنْ لأبحثَ عن تغييرِ العالَمِ أو اختراعِ نظرياتٍ فى الحياةِ، أو أكتبُ ليُصفِّقَ النَّاسُ لى، أو لأصبحَ امرأةً مشهورةً، أنا أكتبُ، فقط، لأؤجِّلَ موتى يومًا آخرَ، خوفًا من سيفِ الموتِ، كسيفِ «مَسْرُور»، الذى كانتْ تخشاه «شهرزادُ» !

فالكاتبُ مِثل «شهرزاد»، يخترعُ الحكاياتِ، ويكتبُ، ليؤجِّلَ موتَه، ليلةً أخرى!

أكتبُ، لعلّى، أنفضُ غُبارَ الحزنِ عن روحى! أو أُعبِّرَ عن وجعٍ أشاركُه مع الآخرين!

وليسَ سرًا، إن قلتُ لكم، أشعرُ أننّى لم أكتبْ- بَعْدُ- كلَّ ما أريدُ وأحلمُ بكتابتِه، وفى كلِّ مجالاتِ الكتابةِ، بل أشعرُ أنَّ كلَّ ما كتبتُه- إلى الآن- هو مجرّدُ «بروفة» لكتابةٍ قادمةٍ، أتمناها أجملَ!!.

arabstoday

GMT 08:20 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

جبر.. وفن الحوار

GMT 08:15 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

خطوة بحجم زلزال

GMT 08:07 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

كوزموبوليتانية الإسلام السياسي

GMT 07:58 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

بور سعيد «رايح جاي»!

GMT 07:51 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

سيدة الإليزيه!

GMT 07:43 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

الأسئلة الصعبة؟!

GMT 07:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

العودة إلى الميدان!

GMT 07:22 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

إبادة شاملة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلةُ الكِتابةِ هل الكاتبُ مثلُ «شهرزاد» 22 أسئلةُ الكِتابةِ هل الكاتبُ مثلُ «شهرزاد» 22



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 05:11 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل والزمن

GMT 06:05 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل... وأوان مواجهة خارج الصندوق

GMT 04:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

ترامب يفرض رسومًا جديدة للحصول على إتش- 1 بي

GMT 13:52 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

هل يوقظ شَيْبُ عبدالمطلب أوهام النتن ياهو ؟!

GMT 03:19 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

النفط دون تغير يذكر وسط مخاوف بشأن الطلب

GMT 03:38 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

سلسلة انفجارات متتالية تهز مدينة غزة

GMT 03:23 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

«أبل» تستعد لإطلاق أرخص «ماك بوك» في تاريخها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab