تلقت «المصرى اليوم» الرسالة التالية: بالإشارة لما سبق ونشرته صحيفتكم الموقرة بعددها الصادر بتاريخ (17) ‏الجارى، متضمناً مقالاً للصحفية (أمينة خيرى) انتقدت خلاله المخالفات المرورية التى ‏يرتكبها بعض قائدى السيارات والتى تزداد تزامناً مع فترة المدارس، لاسيما ‏المخالفات التى يتم ارتكابها بنطاق منطقتى « الشروق – مدينتى» بالقاهرة، مما ‏يشكل خطراً على سلامة المواطنين والطلاب، مطالبةً بتكثيف الحملات المرورية لمنع ‏حدوث تلك المخالفات.. نود الإحاطة بأن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة قامت بتكثيف الحملات ‏المرورية بالمنطقة محل الشكوى لضبط كافة المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية ‏حيال مرتكبيها، وقد أسفرت جهودها خلال الآونة الأخيرة عن الآتى: سحب عدد 202 رخصة متنوعة، تحرير عدد (1660) مخالفة متنوعة، حجز عدد 23 «سيارة – دراجة نارية» مخالفة. كما نود الإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية لا تدخر جهداً فى ‏توجيه الحملات المرورية لمواجهة كل ما يشكل مخالفة.

أشكر إدارة الإعلام فى وزارة الداخلية على الاهتمام والرد. وأشير إلى أن أحد الحلول المستدامة لضمان قدر أوفر من النظام والالتزام بالقانون ومن ثم السلامة على الطريق يتمثل فى الذراعين المتلازمتين: الوعى المجتمعى بالأسباب التى من أجلها تم سن القوانين، والتطبيق المستمر عبر الرقابة التى لا تنقطع على الطرق كلها 24/7 دون استثناء، سواء كانت رقابة بشرية أو إلكترونية عبر كاميرات وأجهزة رادار وغيرها.

ولأن كلتا الذراعين لا غنى لها عن الأخرى، فلا وعى كاف دون قانون، إذ تظل هناك قلة تعتنق مبدأ الفهلوة أو البلطجة أو هواية ضرب عرض الحائط بالقوانين، ولا قانون دون وعى يكون منطقياً أو واقعياً من حيث التطبيق، حيث من يعتقد أن القوانين حمل يكبله، أو سخف يثقل كاهله، أو شكليات لا داع لها لن يلتزم به إلا لو أبلغه أحدهم بوجود تفتيش أو كمين أو ما شابه على الطريق.

وهنا أعيد ذكر مثال الحملات القوية والمستمرة والمنضبطة التى كان قد تم شنها لتوقيف المركبات منزوعة لوحات الأرقام، أو المموهة، سواء عن عمد أو بفعل عوامل التعرية. أتذكر أن المشهد كان مبهجاً. لوحات أرقام المركبات منورة على الطريق. حتى الفهلوية الذين يكتفون باللوحة الأمامية، سارعوا إلى إعادة اللوحة الخلفية خوفاً من المحاسبة.

وأذكر أننى سألت (من باب العلم بالشىء) سائق دراجة نارية «ديليفرى» عن سبب عدم وجود لوحة، فقال إن الترخيص مكلف، ثم أنهى كلامه بـ«وبعدين دى مجرد ماكينة، هنحط عليها أرقام ليه؟ مثلها مثل العجلة».

ولأننا نثمن ونقدر ونحترم جهود رجال المرور، ولأننا نعى أن المهمة بالغة الصعوبة، لا سيما حين تكون قاعدة عريضة من قادة المركبات تعتبر القوانين قيداً أو كماليات لا داعى لها.. أكرر أن الأمر يحتاج إلى تكاتف الجميع لزرع عقيدة السلامة على الطريق لمن لا عقيدة له، مهما كانت كلفة عملية الزرع.