بقلم : محمد أمين
الحياة مراحل لابد أن تكون جاهزاً لكل مرحلة فى حياتك.. فأنت مثلاً تستعد لترتيبات سن الشباب والزواج.. وتجهز بيتك لأنك تحلم بالزواج من فتاة تحبها، وتريد أن توفر لها حياة سعيدة.. هذه مرحلة نعرفها جميعًا، وهناك مرحلة أخرى، حينما تبلغ سن الستين يجب أن تتغير.. وأولى خطوات التغيير أن تتقاعد.. وحينما تبلغ سن الستين يجب أن تعيد اهتماماتك وترتب حياتك وتبدأ فى توجيه نفسك للستين التالية.. فالحياة لا تنتهى عند الستين ولكنها تبدأ بعدها!.
وحينما تبلغ الستين قل للعالم كله: لم يبق لى من نفسى إلا سنين أقل كثيرًا مما مضى.. وإنى لن أحمل هموم العالم.. سوف أبتعد عن تتبع الأخبار فلم يعد العالم من مسؤوليتى ولا اهتمامى.. فهو ورائى الآن ولن ألتفت إليه!
اطلب من أبنائك ألا يزعجوك بالأخبار السيئة ولا مشاكلهم.. وأن يحلوها بأنفسهم دون إقحامك فيها.. فقط أعطهم من خبرتك فى الحياة وعليهم أن يختاروا ما يناسبهم.. وتجنب الدخول فى جدال مع أى أحد.. وإذا اشتريت بضاعة فلا ترهق نفسك بالدخول فى مفاوضات ومفاصلة فى السعر، اشتر راحتك بفارق السعر الذى دفعته.. واستمتع بالأجواء الجميلة والجيرة الطيبة وتسامح مع الناس على قدر المستطاع وأرح دماغك، ولا تدخل فى منغصات سياسية تخسر بسببها أقرب الناس لك!.
وإذا كنت فى حالة يسر، فاجعل من عاداتك أن تهدى أو تكرم من هم أقل منك يسرًا، أو لمن أردت أن تقول له شكرًا.. اترك وَهْم أنك ذو خبرة وأنك مسؤول عن تصحيح أخطاء الآخرين فلن تغير الكون.. وتذكر أن المتبقى لك فى الحياة لا يكفى لتقاسمه غيرك.. فراحة بالك اليوم أهم كثيرًا من تصحيح أخطاء الآخرين!.
تخفف من الضغوط وحافظ على صحتك النفسية والبدنية وركز فقط على الجانب المشرق فى حياة الناس، فالكلمة الحلوة الطيبة تسعدك أنت أولاً قبل أن تسعد الآخرين، وقلل من انتقاد الآخرين وأكثر من الثناء وابتسم فى وجوه الناس، فهذا سوف يعدل مزاجك ويحسن حالتك النفسية والمزاجية! ولا تدخل فى منافسة مع أحد.. تذكر أنك متقاعد، والتقاعد هو أن تتفرغ لحياتك أنت وحدك.. لذلك اهتم بصحتك.. كما ينصحك الطبيب!
ينصحنى الدكتور صلاح الغزالى حرب ألا أدخل فى مهاترات وأن أحافظ على الضغط فى معدلات طبيعية، وألا أدخل فى نقاش يجعلنى متوترًا فالصحة هى أهم شىء عند الإنسان وأغلى من أشياء أخرى.. وعليك أن تدرك أنك لست فى مجال التحدى أو الانتصار للنفس!
فلا تقطع علاقاتك بالآخرين حتى لا تنهى حياتك وحيدًا.. واجعل غايتك أن تكون سعيدًا وتخفف من المناصب القيادية فى أى مؤسسة، وتقرب إلى الناس بالمعروف وشاركهم أحزانهم وأفراحهم.. ولا تحمل أى ضغينة فى نفسك.. وهنا تعيش بسلام وتشكر االله على فضله!.