بقلم : محمد أمين
كل سنة نخرج مجموعة من الأصدقاء إلى واحة سيوة.. معظمنا صحفيون فى سن المعاش.. بعضنا محامون ومهندسون.. غيرنا يذهب إلى باريس وأسبانيا.. نرتب للزيارة ونذهب فى موسم الغمر بالرمال، من شهر يونيو إلى شهر سبتمبر.. هدف الرحلة الاستشفاء وعلاج الرطوبة والخشونة وآلام الجسد.. وفى خلال رحلة سيوة لا يفوتنا أن نذهب إلى قلعة شالى التاريخية!
يصطحبنا الرحالة حمدى حمادة مكتشف واحة سيوة، يحجز لنا فى أتوبيس غرب الدلتا ونستقله أول الليل ونستريح فى الطريق أربع مرات حتى نصل إلى سيوة، يحجز لنا الفندق وننام أول ليلة.. لكنه فى اليوم التالى يأخذنا إلى بحيرات الملح ثم نتناول الغداء فى جبل الدكرور، وبعد ذلك نذهب إلى قلعة شالى، ونصعد الدرج وصولاً إلى المسجد العتيق!
تضم القلعة المسجد العتيق ومسجد الشيخة حسينة، وهما أقدم أثر إسلامى بالواحة، التى تضم آثارا من مختلف العصور التاريخية، ويطلقون على القلعة حصن شالى وهو أثر أمازيغى مقام على ربوة جبل عال وسط الواحة، ويحيط به سور مرتفع البناء له مدخل رئيسى، يسمى باللغة الأمازيغية التى يتحدث بها أهالى سيوة «الباب إنشال» بمعنى باب المدينة!
وهو أقدم مسجد فى شمال إفريقيا وأعيد افتتاحه عقب ترميمه منذ خمس سنوات، وافتتح الجامع العتيق بعد إعادة ترميمه، ضمن أعمال ترميم حصن شالى الأثرى فى شهر ديسمبر عام ٢٠١٥، ولم تنقطع الصلوات داخل المسجد منذ إنشائه فى القرن الخامس الهجرى حتى الآن، وهو من أقدم مساجد شمال إفريقيا!
الجامع العتيق بسيوة ينفرد بطرازه المشابه للعمارة المغربية والأندلسية، وينفرد الجامع العتيق بطراز معمارى على مستوى العالم، فهو مبنى سنة ٥٠٠ هجرية، من مادة الكرشيف وهى التى تستخدم فى العمارة السيوية، وتتكون من مزيج من الطين والملح، داخل حصن شالى المقام أعلى جبل «إدرار» الذى يضم أطلال المدينة القديمة!
وبالمناسبة، فإن المسجد مستطيل الشكل ومقام على دعامات وسقفه من جذوع النخيل.. ويقع المسجد على مساحة مستطيلة، مقسمة إلى ثلاث بلاطات موازية لجدار القبلة، بواسطة ٦ دعامات عبارة عن أعمدة ضخمة أسطوانية الشكل، وسقفه من جذوع النخيل، وله بابان أحدهما فى الجهة الغربية، والآخر بالجهة الشرقية!
كما يوجد وسط شالى القديمة، مسجد أثرى آخر وهو مسجد الشيخة حسينة أنشئ عام ٦٠٠ هجرية، حيث قامت سيدة مغربية بالتبرع لبناء المسجد أثناء مرورها بسيوة، وهى فى طريقها لتأدية فريضة الحج، وتبلغ مساحة المسجد ٣٠٠ متر مسطح، وله مئذنة مستديرة الشكل، بارتفاع ١٧ مترا، ويضم مصلى سيدات وثلاثة أروقة مقسمة بواسطة دعامات!
المهم أن المسجد ليس فيه مراوح ومع ذلك فهو بارد فى عز الصيف كأنه مكيف الهواء، بسبب طريقة البناء وخامات البناء.. ومادة الكرشيف المكونة من الطين والملح!