بقلم : محمد أمين
نبقى لليوم الثانى مع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.. مازالت كلمات الدكتور زويل ترن فى أذنى.. كان يقول إن مشروع المدينة حلم مصرى، ومشروع قومى لا يختلف عن مشروع السد العالى، الذى أنشأه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر!.
ومازلت أتذكر دعوته للمصريين من أجل أن يبادروا بالتبرع لمشروع مدينة زويل، لإحداث النهضة التعليمية والتكنولوجية، فهى ملك لجموع شعب مصر، فالمشروع يضع قاعدة معلوماتية لمصر.. مازالت هذه الدعوة قائمة وكانت محور حديث الدكتور وائل عقل مع الكتاب والإعلاميين الذين حضروا اللقاء بدعوة منه، إيمانا بدورهم فى التنوير وخدمة مصر!
فمن أهم المخاطر والعقبات التى تواجه مدينة العلوم عجز التمويل.. ولذلك جدد الدكتور عقل الدعوة لرجال الأعمال والمؤسسات المالية لدعم المشروع القومى لمصر.. وحين جلسنا فى قاعة الاجتماعات كان فى الخلفية صورة الدكتور زويل، ما جعلنى أشعر أنه معنا وأنه يرسل رسالته لشعب مصر عبر الزمن، وأظن أنه قال فى وقت سابق إن الاقتصاد العالمى الآن أصبح اقتصادا معرفيا، وليس اقتصادا ماديا، وأضاف أن التعليم فى مصر يحتاج إلى إعادة هيكلة من جديد!.
وأنا معه أجدد دعوة التبرع لمدينة زويل خاصة أنه يقدم نموذجا للتعليم ممتازا ويساهم فى تخريج شباب مختلف يتسلح بالعلم والمعرفة والابتكار، ويساهم فى رفع الكفاءة التعليمية وخلق تخصصات جديدة، وأحدث ثقافة علمية جديدة لم تكن موجودة قبل مدينة زويل!.
الجدير بالذكر أن المدينة تأثرت جدا بعد رحيل الدكتور زويل وتراجع دخلها اللازم للعملية التعليمية، مع العلم أنه صنع مدينة لم يستفد شخصيا منها، لكنه تركها لمصر والمصريين، لينعموا بعوائدها ومخرجاتها، وهو ما ينبغى أن نحرص عليه وتكون لدينا خطة قومية لنجدة المدينة العالمية ودفعها للأمام!.
باختصار نحن فى حاجة إلى استكمال مشروع النهضة العلمية الذى تتبناه مدينة زويل.. وأظن أن الحكومة هى التى عليها استكمال المشروع، وليس غيرها كما أن البنوك ورجال الأعمال عليهم دور كبير قى إطار الدور الاجتماعى والثقافى والعلمى لرأس المال الوطنى.. ومن هنا أدعو الحكومة لتخصيص مليار جنيه على الأقل للمشروع، لدفعه للأمام، من ضمن المليارات التى تنفق على المدينة الأوليمبية ومدينة الملاهى العالمية وغيرهما.. كى يتم تجديد الأجهزة فى المدينة حتى تؤتى ثمارها!.
وأتصور أن زيارة واحدة من الرئيس السيسى لمدينة زويل يمكن أن تغير أوضاعها وتقفز بها للعالمية، وتضعها على خريطة المدن العلمية العالمية، وقد يكون ذلك فى حفل تخرج أبناء جامعة زويل، لتكون فرصة حقيقية للنهضة نحو المستقبل، وهذه دعوة للرئيس، كما زار جامعات أخرى، ليرعى جامعة باسم مصر ويكون خيرها لمصر أولا وأخيرا!.