ماذا حدث في اللوفر 1

ماذا حدث في اللوفر؟ (1)

ماذا حدث في اللوفر؟ (1)

 العرب اليوم -

ماذا حدث في اللوفر 1

بقلم: دكتور زاهي حواس

استيقظ العالم كله فى صباح يوم الأحد 19 أكتوبر الجارى على خبر سرقة متحف اللوفر!، وتوالت الأخبار المؤسفة عن السرقة، والتى مفادها أن مجموعة- تم وصفها بالمحترفة- من ثلاثة أو أربعة لصوص استطاعوا فى حوالى الساعة التاسعة والنصف صباحاً تسلق رافعة ونش يستخدم فى نقل الأثاث المنزلى من وإلى الشقق السكنية التى تقع فى الأدوار العليا. بعدها قاموا باقتحام قاعة أبوللو المخصصة لعرض مجوهرات التاج الفرنسى من عصر نابليون وذلك من خلال إحدى النوافذ، ليقوموا بعدها بكسر ثلاث من خزائن (فتارين) العرض ونهب تسع قطع من المجوهرات، قبل أن يفروا من نفس النافذة ويختفوا عن الأنظار. تقول الشرطة الفرنسية إن السرقة لم تستغرق سوى 7 أو 8 دقائق، منها أربع دقائق فقط داخل رواق أبوللو الذى تمت سرقته!. وفى بيان لاحق، تم الإعلان عن العثور على تاج الملكة أوجينى، الذى يحتوى على 1500 ماسة، محطماً، بأحد الشوارع القريبة من المتحف، بعد أن سقط من اللصوص أثناء هروبهم!. وللأسف الشديد لم يتم نشر أى معلومات أو صور عن مدى الإصابات التى لحقت بالتاج، الذى من المؤكد أنه ستتم إعادة ترميمه مرة أخرى. وأتمنى أن يكون قد تعرض لبعض الخدوش البسيطة نتيجة السقوط من اللصوص وأنه لم يتحطم.

مجرد ساعات قليلة بعد الحادث، وكانت وزارة الثقافة الفرنسية قد نشرت بياناً مفصلاً بالمسروقات، وهى عبارة عن عقود وتيجان وأقراط كلها من الذهب والألماس والزمرد وغيرها من الأحجار الكريمة النادرة. وقد تم وصف القطع المسروقة بأنها لا تقدر بثمن نظراً لقيمتها التاريخية. ولكن كان آخر تقييم مادى لما تمت سرقته من اللوفر فى ذلك مبلغا يقدر بـ 102 مليون دولار!، وهنا يجب التنويه بأن ذلك قيمة الألماس والأحجار الكريمة حسب عدد القراريط وليس هذا تقديرا لقيمة المجوهرات التاريخية التى لا تقدر بثمن. بمعنى آخر أن اللصوص فى حال تمكنوا- لا قدر الله- من بيع فصوص الألماس والزمرد منفصلة فهذا هو المبلغ الذى قد يحصلون عليه.

بمجرد أن تمت السرقة، قام المتحف بإخلاء الزوار الذين كانوا موجودين بالفعل داخل المتحف، الذى ظل مغلقاً لثلاثة أيام كاملة، قبل أن يعود ويفتح أبوابه مرة أخرى أمام الزائرين. ومما لا شك فيه أن الحادث تسبب فى إحراج كبير للحكومة الفرنسية وللدولة الفرنسية، ناهيك عن المتحف وإدارته، والمسؤولين عن تأمينه. وبالطبع فإننى كأثرى أتفهم هذا الشعور المرير، وعلينا جميعاً تقديم كافة أشكال الدعم لبلد بيننا وبينه علاقات ثقافية وطيدة، والشعب الفرنسى هو عاشق حقيقى للآثار والتاريخ المصرى القديم وللآثار الإسلامية كذلك، وفى فرنسا أرقى مدارس وجامعات لتدريس مناهج وعلوم الآثار تخرجت فيها أجيال من علماء الآثار المصريين.

لا يزال هناك الكثير من الغموض حول ما وقع فى اللوفر، وهل بالفعل مَن قام بالسرقة عصابة محترفة؟، وكيف لعصابة من اللصوص المحترفين أن يسقط منهم تاج بحجم تاج الملكة أوجينى؟، ليس هذا فقط!، هل حاول اللصوص حرق الرافعة التى استخدموها لإخفاء أى أثر لهم، قبل أن يفشلوا بسبب ملاحقة الشرطة لهم؟. وهل هذا دليل على أنهم محترفون؟. بالطبع لا أعتقد ذلك، ولكن كل ما أتمناه هو أن يتم كشف اللصوص، وإعادة المجوهرات إلى المتحف سليمة، وعندى أمل كبير فى أن ذلك ما سوف يحدث فى القريب العاجل، وربما قبل تاريخ نشر هذا المقال.

أما إذا عدنا إلى تاريخ السرقات فى متحف اللوفر فإن أشهرها على الإطلاق هى الحادثة التى وقعت فى يوم 21 أغسطس عام 1911، عندما اختبأ عامل صيانة إيطالى الجنسية يسمى فيتشينزو بيروجا كان قد سبق له العمل فى اللوفر ويعرف المكان جيداً، لذلك قام فى ذلك اليوم بعد انتهاء الزيارة بالاختباء خلف إحدى خزائن العرض ولم يغادر المتحف، وفشل رجال التأمين فى العثور عليه أثناء التفتيش الروتينى الذى يتم بعد إجلاء الزوار. كان اليوم التالى هو يوم الاثنين وهو يوم العطلة بالنسبة للوفر، وبالتالى كان المتحف خالياً تماماً من الزائرين، وكان لدى بيروجا الوقت الكافى ليقوم بإنزال لوحة الموناليزا التى رسمها فنان عصر النهضة الشهير ليوناردو دافينشى، بعدها قام بيروجا بفك إطار (برواز)، وإعادة تركيبه مرة أخرى، بعدما أخذ الموناليزا، وأعاد الإطار فارغاً إلى الحائط مرة أخرى، وفى الصباح التالى، وبعد أن دخلت المتحف مجموعة من الزائرين ومر بعض الوقت كان بيروجا فى طريقه إلى الخروج من اللوفر دون أن يشك أحد من حراس اللوفر بأن تحت طيات ملابسه واحدة من أغلى الأعمال الفنية التى يمتلكها المتحف. عاد بيروجا إلى بلده إيطاليا، وظلت الموناليزا مختفية لمدة عامين تقريباً، إلى أن قرر بيروجا عرضها للبيع على تاجر عاديات فى مدينة فلورنسا ليتم اكتشاف أمره، وتعود الموناليزا إلى اللوفر مرة أخرى بعد اختفاء عامين. المثير أنهم عندما قاموا باستجواب بيروجا عن السبب الذى دفعه لسرقة الموناليزا قال إنه لا يتصور وجود عمل فنى شهير لفنان إيطالى مثل ليوناردو دافينشى خارج إيطاليا.

 

 

arabstoday

GMT 04:54 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

فوق سور الصين

GMT 04:53 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

المُتنبّي ولامين يامال!

GMT 04:51 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هل ما زال ممكناً تلافي تجدّد الحرب؟

GMT 04:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ديمقراطية الاستعراض والترفيه

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن والاستراتيجية المنتظرة لمكافحة الإرهاب

GMT 04:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مروان البرغوثي... في حالة السلم والحرب

GMT 04:45 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وشي... قمة مستقبل الصراع

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القوى الثلاث بعد خروج إيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا حدث في اللوفر 1 ماذا حدث في اللوفر 1



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة
 العرب اليوم - علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack
 العرب اليوم - نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 21:52 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طقوس صباحية بسيطة لدعم صحة الكبد تشمل احتساء القهوة

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى

GMT 15:25 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدولة الفلسطينية وعبث الدولة الإسرائيلية

GMT 15:13 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

من مهابة القمة إلى مهاوي السفح

GMT 15:18 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

انتخابات فرعية تغيّر المشهد السياسي البريطاني

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab