خيتا وأعوانها الخاسئون صفحات مضيئة من تاريخ العسكرية المصرية 3

خيتا وأعوانها الخاسئون.. صفحات مضيئة من تاريخ العسكرية المصرية (3)

خيتا وأعوانها الخاسئون.. صفحات مضيئة من تاريخ العسكرية المصرية (3)

 العرب اليوم -

خيتا وأعوانها الخاسئون صفحات مضيئة من تاريخ العسكرية المصرية 3

بقلم: دكتور زاهي حواس

نستكمل فى هذا المقال التقرير الرسمى الذى سجل بعد أحداث المعركة الحربية الشهيرة والمعروفة باسم موقعة قادش بين الجيش المصرى بقيادة فرعون مصر رمسيس الثانى وبين جيوش دولة خيتا والدويلات المتحالفة معها والتى ذكرها التقرير بالتفصيل وننصح من لم يقرأ المقال السابق بالرجوع إليه حتى يسهل عليه فهم ما حدث خلال تلك الموقعة الحربية. وقد وصلنا إلى لحظة القبض على اثنين من جواسيس الحيثيين واللذين أطلعا الفرعون بالخدعة التى دبرها الحيثيون ومن معهم للإيقاع بالكتيبة العسكرية التى يقودها فرعون بنفسه وهى كتيبة آمون، وقبل انضمام باقى كتائب الجيش المصرى إليه. ونواصل التقرير:

عندئذ أمر جلالته (رمسيس الثانى) أن يتم استدعاء القادة ليجعلهم يسمعون الكلام كله الذى قاله جاسوسا خيتا المخادعة وهما فى المجلس وفى حضرته. هنا قال جلالته لهم: انظروا إلى هذه الخطة الخاصة بأولئك الرؤساء على البلاد الأجنبية وكذلك كبار الموظفين المشرفين على أراضى فرعون له الحياة والعافية والصحة، حيث وقفوا قائلين لفرعون له الحياة والعافية والصحة يومياً؛ إن زعيم خيتا الخاسئ فى أرض حلب فى الجهة الشمالية من تونب، ولقد هرب من أمام جلالته؛ حينما سمع من يقول إن فرعون له الحياة والعافية والصحة قد جاء. هكذا تحدثوا إلى جلالته يومياً ولكن انظروا لقد عقدت جلسة فى هذه الساعة مع جاسوسى خيتا الخاسئة فاعترفوا أن زعيم خيتا الخاسئة قد جاء مع ممالك عديدة ومعه ناس وخيول كعدد الرمال. انظروا لقد عسكروا مختبئين خلف قادش المخادعة دون أن يعلم حكام بلادنا الأجنبية مع عظمائنا. ولم يقولوا لنا أين هو؟! هنا قال القادة الذين كانوا فى حضرة جلالته إنه خطأ عظيم ذاك الذى ارتكبه أمراء البلاد الأجنبية مع كبار موظفى الفرعون له الحياة والعافية والصحة بعدم الإخبار بما سمعوه عن زعيم خيتا الخاسئة، وأنه بالقرب من فرعون هنا! لقد كان عليهم أن يقدموا تقريراً لفرعون له الحياة والعافية والصحة يومياً!

عندئذ أمر الوزير أن يسرع بجيش جلالته (الكتيبة الثانية). الذين كانوا يسيرون جنوبى مدينة شبتونا لكى يحضرهم إلى المكان الذى فيه جلالته. ولكن بينما كان جلالته جالساً يتحدث مع القادة هجم زعيم خيتا الخاسئ مع مشاته وعرباته الحربية وكذلك جيوش البلاد الأجنبية العديدة التى كانت معه. وقد عبروا القناة الواقعة إلى الجنوب من قادش. عندها اقتحموا منتصف جيش جلالته الذين كانوا يسيرون وهم لا يدرون ومن ثم تراجع مشاة وعربات جلالته فى مواجهتهم متجهين شمالاً نحو المكان الذى كان فيه جلالته. عندئذ أحاط الأعداء من خيتا الخاسئة بحرس جلالته الذين كانوا معه وعندما حقق جلالته النظر فيهم انقض عليهم غاضباً مثل أبيه مونتو (إله الحرب) وقد دجج بعتاد الحرب ولبس درعه. وأصبح مثل سوتخ فى ساعته (إله الصحراء). وعندئذ أسرع بجواده العظيم المسمى «المنتصر فى طيبة». ثم انقض بسرعة وحيداً منفرداً. وكان جلالته شجاع القلب؛ وقد سقط أمامه كل إقليم ووجهة جذوة نار تحرق كل البلاد الأجنبية بلهبه. وقد أصبح مثل الأسد الهصور فى قوته وغضبه يرسل إليهم شواظا من لهب. من الصعب وصف كيف هجم على الأعداء عندما رآهم. وقد اقتحم جلالته فى قلب أعدائه؛ هؤلاء الذين كانوا مع زعيم خيتا الخاسئ. مع العديد من البلاد الأجنبية الذين كانوا معهم. بينما كان جلالته مثل سوتخ (إله الصحراء) عظيم القوة ومثل الإلهة سخمت (إلهة الحرب) فى وقت غضبها. وقد أخذ جلالته فى تذبيح إخوة زعيم خيتا الخاسئ إلى آخرهم وبالمثل كل عظماء البلاد الأجنبية كلها التى جاءت معه ومشاتهم وعرباتهم الحربية فقد سقطوا على وجوههم الواحد فوق الآخر وقد قتلهم جلالته فى أماكنهم. وقد خروا صرعى أمام سنابك خيله. وقد كان جلالته وحده لا أحد معه لقد أطاح جلالته بالأعداء من خيتا الخاسئين على وجوههم الواحد فوق الآخر كما يسقط التماسيح فى مياه نهر العاص وكنت وراءهم مثل المارد الخارق وكنت وحيداً بعد أن تفرق مشاتى وعرباتى الحربية ولم يقف واحد من بينهم يلتفت. وإنى أقسم بحب رع وبقداسة أبى أتوم بأن كل شىء قاله جلالتى فعلته حقاً أمام مشاتى وعرباتى الحربية. وقد كنت مثل مونتو فى قوته.

إلى هنا ينتهى التقرير الرسمى عن المعركة التى نعرف أن فرقة رمسيس المتقدمة كاد يقضى عليها بعدما فاجأها العدو من مكان غير متوقع وقبل انضمام باقى الفرق إلى فرقة آمون التى كان يقودها رمسيس الثانى ونعرف من مصادر مصرية أخرى الموقف الرهيب الذى كان فيه رمسيس الثانى والذى أنقذه منه فى اللحظات الأخيرة فرقة الصاعقة المصرية التى تحدثنا عنها من قبل. ونعرف أيضاً أن موازين معركة قادش قد انقلبت فى صالح الجيش المصرى بعد وصول باقى الفرق إلى قادش. ولكن هناك من الباحثين من حاولوا التشكيك فى نتائج المعركة متعللين بالمعاهدة التى وقعها رمسيس الثانى مع الحيثيين!.

«وللحديث بقية بإذن الله».

 

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيتا وأعوانها الخاسئون صفحات مضيئة من تاريخ العسكرية المصرية 3 خيتا وأعوانها الخاسئون صفحات مضيئة من تاريخ العسكرية المصرية 3



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab