توكل كرمان تمساح النيل الأزرق

توكل كرمان... تمساح النيل الأزرق!

توكل كرمان... تمساح النيل الأزرق!

 العرب اليوم -

توكل كرمان تمساح النيل الأزرق

بقلم - مشاري الذايدي

يقال في بعض الأمثال العامية «خذ أخبار القوم من سفهائهم»... يبدو أن ذلك المثل يصلح مع تغريدة اليمنية توكل كرمان، عن أزمة مصر وإثيوبيا حول مياه النيل، وهي أزمة «وجودية» بالنسبة لمصر.

نشرت اليمنية الإخوانية، المروّجة للدعايات التركية الإخوانية، توكل كرمان، على حسابها بـ«تويتر»، صورة لها مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قائلة بكل ثقة، لست أعلم مصدرها: «أثق وأراهن أن المناضل آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز جائزة نوبل للسلام سيعمل على إنجاز حلاً عادلاً لأزمة سد النهضة». طبعاً الصحيح نحوياً: حلٍ عادلٍ.

ملف التفاوض بين مصر وإثيوبيا والسودان أيضاً، دول حوض النيل، حول سدّ النهضة العملاق المشيّد على مياه النيل الأزرق، حيث ينبع من إثيوبيا، ملف شائك قديم، به جوانب فنية واقتصادية وزراعية وشعبوية أيضاً... لكن الأهم الآن، مع عهد السياسي الإثيوبي آبي أحمد، اكتسب هذا الملف بعداً سياسياً تعبوياً.

على فكرة، الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية الحالي، تيدروس أدهانوم، الذي أشغل العالم برهاب «كورونا»، سبق له حين كان وزيراً لخارجية إثيوبيا أن توعد مصر عسكرياً، على خلفية أزمة «سد النهضة» هذه!

لكن دعونا منه، ومن الماضي القريب، ولنرَ اليوم، الأزمة؛ لن نتحدث عن جوانبها الفنية والاقتصادية وكلام الخبراء عن حصص المياه واتفاقيات المياه الدولية... إلخ، بل عن «التوظيف السياسي» للأزمة ضد مصر.

مصر هي الطرف الأكثر تضرراً من التعنت الإثيوبي، الذي يبدو هو المسارع لإحباط كل محاولة للحل، فمن أين له قوة الرفض والعناد هذه، حتى للحل الآتي من واشنطن؟!

يقال إن آبي أحمد يمرّ بجو سياسي متوتر في بلاده التي تشهد مشكلات إثنية، وغيرها، كما تجلَّى ذلك في حوادث العنف التي أعقبت اغتيال الفنان هاشالو هونديسا، نجم قومية الأورمو، الأكبر في البلاد، وما زالت البلاد تشهد غلياناً بسبب هذا الاغتيال. وآبي أحمد قال صراحة، إنَّ ثمة يداً خارجية في هذه الحوادث، ومعروف ما يرمي إليه.

التصعيد في الموقف السياسي الإثيوبي حول «سد النهضة»، ربما يصلح للتعبئة السياسية العامة ضد مصر، خصوصاً أن ثمة جذوراً لهذه الثقافة.

يحدثنا التاريخ أنه في عام 1513 دخل القائد البرتغالي البوكيرك البحر الأحمر، واتفق مع ملك الحبشة على تحويل مجرى النهر، ليحرم مصر من الماء ضمن حملته الاقتصادية - الصليبية الشهيرة.

في نوفمبر (تشرين الثاني) 1856، هدّد الإمبراطور الإثيوبي تيودور، بتحويل مجرى النيل نحو البحر الأحمر ضمن الصراع مع مصر الخديوية.

وحوادث أخرى كثيرة بعد ذلك في العهد المصري الجمهوري - العسكري، مروراً بالعهد الإخواني، ثم عهد السيسي و«تحيا مصر».

الحق أنه مهما وجد من يحرّض سلطات إثيوبيا على التعنت - ربما النظام القطري والتركي، من يدري، أو غيرهما - لكن في نهاية المطاف لا بد من الحل المنطقي، الذي يكفل مصالح الكل، يكفل لإثيوبيا حقَّها في توليد الطاقة من مشروع السد، ويكفل حق بقية الدول، مصر والسودان، في الحصول على نصيبها العادل والكافي من الماء.

غير ذلك لن يرضى به أحد، فالماء... أصل الحياة، وقد يكون أصل الحرب.

arabstoday

GMT 12:32 2025 الأحد ,08 حزيران / يونيو

أي رسالة إسرائيلية للعهد بعد غارات الضاحية؟

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توكل كرمان تمساح النيل الأزرق توكل كرمان تمساح النيل الأزرق



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:36 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تستيف المشهد الانتخابي

GMT 15:35 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

الرسالة الأصلية

GMT 16:19 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

بسمة بوسيل تكشف سراً جديداً عن روتينها اليومي

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab