كيف انقلبت الآية ومَن الضحية ومن الجلاد
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

كيف انقلبت الآية ومَن الضحية ومن الجلاد؟

كيف انقلبت الآية ومَن الضحية ومن الجلاد؟

 العرب اليوم -

كيف انقلبت الآية ومَن الضحية ومن الجلاد

بقلم - سوسن الشاعر

لم يسبق للفلسطينيين أن حصلوا على هذا الزخم من التعاطف الدولي والتأييد الشعبي، وذلك موقف لم ينجح الفلسطينيون ولا العرب، بما كانوا يملكون، من الحصول عليه طوال الثمانين عاماً الماضية.

كما لم يسبق لإسرائيل، منذ نشأتها إلى اليوم، أن حصلت على هذا الحجم من الاعتراض والاحتجاج عليها وعلى سلوكها، بعد أن كانت محصَّنة تماماً ومحمية، ويظلّل عليها الغرب بشكل منحاز، وكأنه يحاول التكفير عن «الهولوكوست» عن طريق هذا الدعم الذي بلا حدود؛ فكيف انقلبت الآية؟

من قال إن هذا كله بفضل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أي بفضل ما فعلته «حماس»، نقول إنما ذلك حصل بفضل غباء إسرائيل وحكومة نتنياهو تحديداً، وبفضل منافذ إعلامية لم تكن موجودة سابقاً بهذا الانتشار (كمنصة «إكس») ساهمت بتجاوز الظلال الإعلامية المسيطَر عليها، الاثنان ساهما في إسقاط القناع الإسرائيلي، ورأى العالم وجهاً آخر لإسرائيل لم يظهر سابقاً، وجهاً مناقضاً للصورة التي روّجت وسوقت لها لأجيال، ولولا غباء حكومة نتنياهو لما انكشف هذا الوجه، ولما رآه الناس.

اعتمد الدعم الغربي لإسرائيل طوال العقود الماضية على تصويرها «كضحية»؛ حَمَل ديمقراطي وديع وسط غابة من الهمج والوحوش العربية البدوية البربرية التي تتضافر عليها تريد أن تفترسها وتلقيها في البحر، والسابع من أكتوبر أكد ووثق هذه الصورة، ووقف العالم كله متعاطفاً ومؤازراً إسرائيل في اليوم الأول، وكانت الأصوات التي تبرِّر لـ«حماس» مقموعة ولا تجد لها منفذاً، إلى أن قررت إسرائيل الرد، وهنا ارتكبت أكبر خطأ في تاريخها منذ 1948؛ فجميع المجازر التي ارتكبتها سابقاً لم تكن بهذا التوحُّش، ولم تحظَ بمنصات إعلامية تنشرها، وهذا ما حظيت به مجازر غزة هذه المرة.

لو كان نتنياهو ذكياً، ولم تغلب عليه طبيعته المتوحشة العنصرية، وتمالك نفسه، وأبقى على الصورة التي حظيت بها إسرائيل في السابع من أكتوبر؛ صورة الضحية الوديعة التي كان سكانها يحتفلون بنسائهم وأطفالهم وبسلام، ثم هجم عليهم متوحشون قتلوا النساء والأطفال، وخطفوا العديد من المدنيين رهائن، لبقي الوجه الحقيقي لإسرائيل مغطّى، ولساهَم الإعلام في إبراز صورة الضحية، ولكان التعاطف الدولي لصالحها.

ولكن شاء القدر أن يكون خصمك غبياً؛ ففضح نفسه بنفسه، ولم تعد إسرائيل تلك الضحية المعتَدى عليها، بل برز الوحش الذي كان متنكّراً، وظهرت قسوته وظلمه بشكل غير مسبوق ومنقول على الهواء مباشرة لم يترك له فرصة للتعتيم والتغطية، رأى الناس صور جثث الأطفال وصوراً مروّعة لفلسطينيين لم يشهدوها حتى في أكثر الأفلام رعباً، رأى العالم الخوف والهروب الجماعي عند مَن صُوّروا على أنهم رعاع وهمج ومتوحشون، أصبح الفلسطينيون ضحايا (وهم كذلك)، إنما للمرة الأولى تُنقل الصورة الحقيقية للوضع الواقعي في إحدى مدن الاحتلال، بفضل غباء نتنياهو وحكومته، وتلك رمية من غير رامٍ سددها الله للفلسطينيين والعرب.

لأول مرة تُعاد صياغة التاريخ من جديد، ويبحث الرأي العالم الغربي عن نشأة إسرائيل، وعدم الاكتفاء بما ينقله إعلامهم... لأول مرة ساهمت منصتان؛ الأولى «إكس» والثانية «التيك توك»، وهما خارج سيطرة التيارات والمؤسسات الحزبية، فيكتشف الرأي العام الغربي الحقيقة المروّعة، وينقلب السحر على الساحر، وتنقلب الآية؛ فيصبح الحمل الوديع متوحشاً، والوحش ليس سوى ضحية.

التعاطف الدولي وصل إلى درجة غير مسبوقة، وذلك مكسب وفرصة على الفلسطينيين الحفاظ عليها وعدم إهدارها أو «تغييرها»، بل عليهم توظيفها.

البقاء في خانة الضحية ضرورة ملحَّة من أجل الإبقاء على هذا الضغط الشعبي الدولي على الحكومات الغربية... تلك ورقة تفاوضية مهمة ساعدت الإسرائيليين سابقاً، وحصل عليها الفلسطينيون الآن، فإن فقدها الفلسطينيون بسبب تهور «حماس» مرة أخرى فسيضيع هذا المكسب ويُهدَر من جديد.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف انقلبت الآية ومَن الضحية ومن الجلاد كيف انقلبت الآية ومَن الضحية ومن الجلاد



يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن
 العرب اليوم - فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا
 العرب اليوم - أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 11:15 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

5 أطعمة يجب تجنبها عند تناول أدوية لضغط الدم

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 17:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بوتين يتوعد برد جاد وساحق على أي استهداف لروسيا في عمقها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab