الأميركي الذي حدَّث القصيدة وشعراء الغجر الجوالين

الأميركي الذي حدَّث القصيدة... وشعراء الغجر الجوالين

الأميركي الذي حدَّث القصيدة... وشعراء الغجر الجوالين

 العرب اليوم -

الأميركي الذي حدَّث القصيدة وشعراء الغجر الجوالين

بقلم : سمير عطا الله

تطورت القصيدة الحديثة في بريطانيا والولايات المتحدة في السنوات التي سبقت الحرب العظمى وبعدها. كان باوند من الشخصيات المركزية. كان هو نفسه أحد الشعراء الكبار (هناك خلاف حول مدى عظمته، لكنه بلا شك كان مميزاً) في الربع الأول من القرن العشرين، عندما انقلبت التقاليد الشعرية في اللغة الإنجليزية بأكملها تحت تأثيره إلى حد كبير. كما كان أيضاً أحد رواد التغيير الكبار، وكان منظماً وصديقاً ومرشداً ومروجاً لكثير من الكتّاب والرسّامين والموسيقيين الجدد الراديكاليين، الذين ظهروا بأعداد ملحوظة في بريطانيا وباريس والولايات المتحدة على مدى السنوات التي تلت الحرب.

كان في لندن قبلها، وفي باريس بعدها، في الوقت الذي وقع فيه كثير من الأحداث الكبرى. وفي كل مكان كان يستدعي الحركات، ويطبع البيانات، وينشئ المجلات ويتولى إدارتها، ويجمع الآخرين حوله، على الطريقة الطليعية المعتادة.

لقد بدا باوند نفسه شاعراً في أجواء الانحطاط الرومانسي، لكنَّ كتاباته أخذت طابعاً جديداً من الغضب، والتمزق خلال الحرب الكبرى، عندما انهارت الثقافة التي جاء من أجلها إلى أوروبا، في دمارٍ جماعي. الشعراء الذين تحدثوا من قبل عن أزمة الكلمة، رأوا الآن أن هناك أزمة عالم أيضاً. وقد استخدم باوند في قصيدته عن الحرب، «هيو سلوين ماغبرلي»، التي نشرها عام 1919، أشكالاً متصدعة للتعبير عن رد فعله الغاضب على الحرب، واستكشاف مشهد ثقافة فنية كانت عظيمة ذات يوم، دمَّرتها النزعة التجارية والقومية، وأنتجت حضارة منهارة «عجوزاً متهالكة». كانت هذه القصيدة وداعاً من باوند للندن، رغم أنها كانت أيضاً مقدمة لقصيدة أخرى، رأت في لندن مثالاً عظيماً للعقم الحديث، والحاجة إلى تجديد روحي، وهي قصيدة إليوت «الأرض اليباب».

في هذه الأثناء بدأ باوند قصيدة أخرى، وهي العمل العظيم الذي أطلق عليه اسم «الكانتو»، وهو عمل آخر عن عصر التفكك والكمال المفقود. كان هذا العمل محاولة لغربلة التقاليد الأدبية، والعثور من بين شظاياها على البقايا الصالحة.

كان الشعور بانهيار الثقافة التقليدية هو ما يفسر الحاجة إلى بناء فن جديد من شظايا وأحاسيس الحاضر. وكما قال رامبو: «من الضروري أن يكون الفن حديثاً تماماً»، لذلك كان لا بد من تفكيك الأشكال القديمة وتقويضها وإعادة بنائها، التي قام بها جيمس جويس في ملحمة هوميروس في رواية يوليسيس.

كان لا بد من إعادة بناء الثقافة على نطاق لم يسبق له مثيل. وكذلك إعادة صياغة التقليد بأكمله. وأصر باوند على أن على الكاتب أن يتعلم ليس فقط كيف يكتب من جديد، بل كيف يقرأ أيضاً. واعترف باوند بأنها تعود جزئياً إلى والت ويتمان الشاعر الأميركي المتفائل. والشاعر الجديد سيكون عالمياً يقرأ في هوميروس وكاتولوس ودانتي وشعراء الغجر الجوَّالين.

arabstoday

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

ملكة القنوات

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان و«ضربة معلم»

GMT 16:35 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

نقش «سلوان» وعِراك التاريخ وشِراكه

GMT 16:33 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان... تحالف جاء في وقته

GMT 16:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

أين تريد أن تكونَ في العام المقبل؟

GMT 16:30 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

افتح يا سمسم

GMT 16:29 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

مأزق الليبرالية البريطانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأميركي الذي حدَّث القصيدة وشعراء الغجر الجوالين الأميركي الذي حدَّث القصيدة وشعراء الغجر الجوالين



نقشات الأزهار تزين إطلالات الأميرة رجوة بلمسة رومانسية تعكس أناقتها الملكية

عمّان - العرب اليوم

GMT 11:05 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

شيرين عبد الوهاب أمام القضاء بتهمة السبّ والقذف

GMT 03:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab