هذا ليس والدك

هذا ليس والدك

هذا ليس والدك

 العرب اليوم -

هذا ليس والدك

بقلم - سمير عطا الله

عندما كان البريطانيون في بلادنا، كنا نسميهم «الإنكليز»، وننعتهم بنعوت كثيرة، أشهرها «البرودة»، والحقيقة أنهم كانوا، بعكسنا كلياً، لا ينفعلون. يتدربون منذ صغرهم على التأمل والتأني، لكي لا يندموا على كلمة متسرعة، أو خطوة ناقصة. وكلاهما قد يسبب ندماً دائماً.

ومعروف في سمات الشعوب أن جيرانهم الفرنسيين عبر القتال عصبيون، يغضبون بعجلة، ويثورون لأي شيء، ثم يندمون بسرعة أيضاً. والاثنان لا يتغيرون. سافرت بين لندن وباريس عشرات المرات. نصف ساعة بين العاصمتين بين الإقلاع والهبوط، وعالمان من الطباع بين الرجل الذي يدقق في جواز سفرك في الذهاب والإياب. خسر نابليون معركة مصر أمام «الإنكليز»، لأن قائدهم نلسون، كان أكثر «برودة»، ثم خسر أمامهم كل شيء آخر، برغم عبقريته العسكرية. كانوا يعرفون أنه على عجل، وإن سلاحهم الأشد مضاءً هو «البرودة». لكنها ليست دائماً الخيار الأصوب. أصعب المعارك والمدارك في الحياة أن تعرف معنى اللحظة الحاسمة.

في تصنيف الشعوب نحن بين الشعوب الانفعالية. لذلك نسبة الخسارة عندنا أعلى من نسبة الربح. ولذلك دامت حرب داحس والغبراء أربعين عاماً. ثم عمّت، ثم شملت حتى بلغت الجزائر والمغرب، وطرابلس، وبنغازي في ليبيا.

لو تأنّى صدام حسين قليلاً، لكان وفّر على العراق مليون قتيل في أقل تقدير. ووفر على نفسه واحدة من أردأ النهايات في التاريخ. عندما تعتمد على قناعتك وحدها في مصائر الأمم والشعوب، الويل لك، وللشعوب، والأمم.

مضت سنوات لم أقرأ خلالها شيئاً عن برودة «الإنكليز» إلى أن وقعت على تحفة من تحف البرودة التي لا تصدّق إلا في بلاد الإنكليز. وفي شيء من الصعوبة أيضاً. يكتب ج. ف. تشابل أن والده كان أحد الذين شاركوا في أكبر سرقات العصر عام 1983، عندما سطت عصابته على 3 أطنان من الذهب، وغيره من المعادن الثمينة. «ذات صباح داهم منزلنا شرطياً للقبض عليه. شكت إحداهنَّ إلى أمي من أنها خرجت من منزلها بسرعة دون تناول الشاي والفطور. فسارعت الوالدة إلى إعدادهما لها. أحيطت عملية السطو بضجة إعلامية هائلة. وفي العام الماضي عرضت (بي بي سي) مسلسلاً عن الحدث بعنوان (الذهب) يقدم صورة لوالدي غير دقيقة وفيها مبالغات كثيرة عنه».

حسناً. وماذا كانت ردة فعل الزوجة التي أعدت الشاي للشرطية التي شاركت في اعتقال الزوج المتهم؟ يخبرنا المستر تشابل بما حدث «بعد مشاهدة الحلقة الأولى من المسلسل، غضبت الوالدة غضباً شديداً وقالت لي: لا. هذا ليس والدك على الإطلاق. وتوقفت عن مشاهدة المسلسل».

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا ليس والدك هذا ليس والدك



إليسا تتألق بفستان مرصع بالكريستالات وتخطف الأنظار بإطلالات فاخرة

جدة ـ العرب اليوم

GMT 10:57 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

سرين طافش تعود للغناء بعد غياب خمس سنوات
 العرب اليوم - سرين طافش تعود للغناء بعد غياب خمس سنوات

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

تغيير في المزاجين الأميركيّ والعربيّ

GMT 07:25 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

الدولة الفلسطينية!

GMT 09:27 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

السعودية والنهوض بسوريا وفلسطين

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

عبدالناصر ومشروعه.. الصراع على المستقبل

GMT 10:40 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

جيرونا يضع شرطين لضم روميو مدافع برشلونة

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

أن تعمل مع بدر عبدالعاطي

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

منتخب النخبة التاريخي في كرة القدم

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

النفط وتسعير مشتقاته أحجية أردنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab