شعرة فى يد الرجل

شعرة فى يد الرجل

شعرة فى يد الرجل

 العرب اليوم -

شعرة فى يد الرجل

بقلم - سليمان جودة

كان الاثنين ١ يناير هو مُفتتح هذه السنة، وكان هو أيضًا اليوم الذى ذكر فيه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ما لم يذكره من قبل.. وإذا شئنا الدقة أكثر قلنا إنه لم يذكره منذ أن أطلق عمليته العسكرية فى أوكرانيا يوم ٢٤ فبراير من السنة قبل الماضية.. قال بوتين إن أوكرانيا ليست عدوة فى المطلق، وإن الغرب يستخدمها لتسوية مشكلاته مع روسيا وإلحاق هزيمة استراتيجية بها.

أما الجزء الثانى من العبارة الواردة على لسان القيصر الروسى فهى ليست جديدة تمامًا لأنه سبق أن قالها بصيغ مختلفة، ولأنه تقريبًا يرددها منذ أن أطلق عمليته العسكرية، ومنذ أن اكتشف أنه يحارب الغرب فى الحقيقة، ولا يحارب أوكرانيا كما يكون قد تخيل قبل إطلاقه العملية، أو كما قد يظن الذين يتابعون الحرب منذ بدايتها.. وليس الغرب المقصود فى عبارته إلا الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلفاؤهما على امتداد هذا الكوكب.

والغرب نفسه لم يشأ أن يدارى هذه الحقيقة، وكان الدليل على ذلك أنه راح يحتشد ويحشد وراء الأوكرانيين، الذين إذا كانوا قد صمدوا كل هذه المدة أمام الروس، فليس إلا لأن خزائن الغرب كانت مفتوحة أمامهم طوال السنتين، ولم يكن هناك فرق بين خزائن السلاح وخزائن المال، فكلها كانت مفتوحة أمامهم، ولا تزال، وسوف تظل بدرجات.

وليس هذا بالطبع من أجل سواد عيون الأوكرانيين، وإنما لأن الأوروبيين يجدون أنفسهم طرفًا فى الحرب بشكل مباشر، ولأن الأمريكيين يجدون أنفسهم طرفًا غير مباشر فيها، وبالتالى، فالمعركة معركتهم فى كل الأحوال، وليست أوكرانيا سوى رأس حربة فى الموضوع، وهذا لا بد أنه لا يخفى عن العين المجردة منذ البداية.

وأما الجزء الأول من عبارة بوتين، التى يصف فيه أوكرانيا بأنها ليست عدوة فى المطلق، فهذا تقريبًا هو الجديد فى حديثه لأنه لم يسبق أن وصفها على هذه الصورة، بل إنه كان قد جاء عليه وقت وصف أوكرانيا فيه بأنها جزء من بلاده!.

ويمكن النظر إلى هذا الجديد فى نبرة كلامه على أنه من تأثير واقع الحال الذى يراه أمامه، فالواقع دائمًا له أحكامه، ولا بد أن ما يراه بوتين اليوم ليس هو الذى كان يراه يوم إطلاق عمليته أو قبل إطلاقها.

ويمكن النظر إلى نبرته الجديدة هذه على أنها أقرب ما تكون إلى نظرية شعرة معاوية، التى وضعها معاوية بن أبى سفيان فى القرن السابع الميلادى، ثم بقيت صالحة إلى القرن الحادى والعشرين، وستظل صالحة لأزمان أخرى مقبلة. كان معاوية يقول إن بينه وبين الناس شعرة، وإنه يُرخيها إذا شدوها، ويشدها إذا أرخوها، وإن العلاقة بينه وبين الناس تظل قائمة لهذا السبب.

وهى نظرية فى العلاقة ليست فقط بين الحاكم والشعب منذ أيام معاوية، ولكنها بين الدول أيضًا، وقد كان بوتين يتحدث بها وبمنطقها وهو يصف أوكرانيا بأنها ليست عدوة فى المطلق.. كان يفعل ذلك دون أن يدرى، ودون أن يسمع ربما عن معاوية!.

 

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعرة فى يد الرجل شعرة فى يد الرجل



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 03:55 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع في واشنطن ضمن زيارة رسمية يجتمع خلالها مع ترامب

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 11:15 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفا يطلق جائزة للسلام وسط توقعات بفوز ترامب

GMT 11:55 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوبن أيه آي" تسارع لطمأنة المستثمرين بشأن وضعها المالي

GMT 14:33 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 وصفات طبيعية لإزالة السموم ودعم وظائف الكلى

GMT 19:39 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab