بقلم : سليمان جودة
لا يزال بيننا فريق من الناس يعرف قيمة الشجرة فى حياة الإنسان، ثم لا يكتفى بأن يعرف ولكنه يحرص على نشر هذه المعرفة بين المواطنين.
وفى المقدمة من هذا الفريق تقف المهندسة أسماء الحلوجى، رئيسة جمعية محبى الأشجار، التى دعت إلى جولة فى حى المعادى، حيث توجد الجمعية وحيث تمارس دورها منذ نشأتها فى 1973، وحيث تعمل طول الوقت على أن يكون الوعى بأهمية المساحة الخضراء فى حياتنا هواءً يتنفسه كل مواطن. إنها سيدة مقاتلة من أجل إضفاء شىء إنسانى على حياة المصريين، وهى قد فعلت ذلك وتفعله بينما لسان حالها يقول: الأشجار ضرورة فى حياتنا يا ناس.
الجولة التى دعت إليها يوم 23 من هذا الشهر جولة سنوية، وجولة هذه السنة هى الجولة رقم 40، وكانت لها ثلاثة أهداف: أن يتعرف كل مشارك على أسماء الأشجار فى الحى، وأن يتعرف كذلك على موطنها الأصلى، وأن يحضر إعادة إحياء حديقة القنال فى المنطقة.
وعندما يتعرف المشاركون فى الجولة الأربعين على هذا كله، فلن تتوقف حدود التعرف أو المعرفة عندهم، ولكنها ستصبح من خلال الإعلام معرفة عامة، وسيصبح على كل مواطن فى مكانه بامتداد الجمهورية أن يواصل رسالة الجمعية حيث يقيم، وسوف يكون مدعوًا إلى أن يزرع شجرة أمام بيته، فإذا لم يتمكن فليس أقل من أن يحافظ على الشجرة الموجودة أمام البيت، أو فى الشارع، أو فى أى مكان يذهب إليه.
سوف يكون عليه أن يفعل ذلك متذكرًا توجيهات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لقادة الحروب والغزوات: لا تقطعوا شجرة.
ومما أضاف للجولة الأربعين أن الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، قد ذهب يشارك فيها ويتحدث عن أن الشجرة ليست مجرد فروع نستظل بها، ولا هى مجرد شكل من أشكال الجمال فى الحياه، ولكنها وسيلة إلى إحداث التوازن البيئى، ثم إلى مقاومة تغيرات المناخ التى يصطلى بها العالم ونصطلى بها مع العالم.
ولا شىء أطلبه من المحافظ صابر إلا أن يعمل على نقل تجربة المهندسة الحلوجى إلى كل حى من أحياء قاهرة المعز.. فالعاصمة فى أشد الحاجة إلى جهد يعيد إليها بهاءها القديم، وإذا وضع الرجل فى ذهنه أنها من بعده يجب أن تكون أفضل مما كانت قبل أى يجىء فسوف يقدم ما سوف عليه أن يقدمه.. القاهرة فى أشد الحاجة إلى رجل يراها ويدرك قيمتها، وأتصور أن المحافظ إبراهيم صابر يستطيع كما أن قاهرته تستحق.