ضحية ومسرحية

ضحية.. ومسرحية!

ضحية.. ومسرحية!

 العرب اليوم -

ضحية ومسرحية

بقلم - سليمان جودة

من أول يوم دارت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا، كانت أكثر العبارات تداولا عنها فى الإعلام أن الحقيقة ستكون ضحيتها كما كانت ضحية فى كل
حرب سابقة!.
ورغم أن الحرب بدأت فى ٢٤ فبراير، إلا أن معنى هذه العبارة لم يجد ترجمة حية له بيننا، كما وجدها فى بلدة اسمها بوتشا تقع غرب العاصمة الأوكرانية كييف!.

والمتابع لمراحل الحرب منذ بدايتها يعرف أن الروس دخلوا بوتشا ثم خرجوا منها، ولم يكن دخولهم هو المشكلة ولا كان خروجهم كذلك.. وإنما المشكلة كانت بعد خروج قواتهم، عندما اكتشف الأوكرانيون أن البلدة ممتلئة بالقتلى، وأن القوات الروسية قتلت فيها العشرات ودفنتهم معا فى مقابر جماعية!.

وقد سارعت الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤهما إلى تكثيف الاهتمام الإعلامى بالقضية، وقال أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، إن بلاده تعمل على جمع معلومات عما جرى، وإنها توثق ما حدث، تمهيدا للذهاب به إلى محكمة العدل الدولية وجرجرة الرئيس الروسى بوتين
إلى هناك!.

لكن الروس ينفون ارتكاب الجريمة تماما، ويقولون إن الأمر كله مسرحية من تأليف الأمريكان، وإن لديهم فى موسكو عن زيف الموضوع معلومات كثيرة، وإنهم يطلبون عقد جلسة لمجلس الأمن لعرض ما عندهم من معلومات عليه أمام العالم!.. والغريب أنهم فشلوا فى عقد الجلسة، رغم عضويتهم الدائمة فى المجلس، واتهموا بريطانيا بأنها وراء رفض انعقاد مجلس الأمن، وقالوا إن البريطانيين فعلوا ذلك من خلال رئاستهم الحالية للمجلس، وإن تآمرا تم بين لندن وبين واشنطن لإفشال الانعقاد!.

وحين لاحظ الروس اشتداد الحملة الإعلامية قالوا كلاما آخر، وكان هذا الكلام الآخر أن قتلا جماعيا جرى بالفعل فى بوتشا، لكن الذين ارتكبوه هُم القوميون الأوكرانيون الذين يقول عنهم بوتين إنهم نازيون، وإن القضاء عليهم هدف من بين أهداف دخوله أوكرانيا!.

وما بين عمليات توثيق المعلومات على يد الأمريكيين والأوربيين وحلفائهما، والنفى الروسى الذى يصف الجريمة بالمسرحية مرة، وبأن القوميين هُم مرتكبوها مرةً ثانية، تاهت الحقيقة وتحولت من عبارة كانت تقال شفهيا، فى بداية الحرب، إلى ضحية نراها أمامنا عمليا على الأرض!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضحية ومسرحية ضحية ومسرحية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab