العاطلون الجُدد

العاطلون الجُدد

العاطلون الجُدد

 العرب اليوم -

العاطلون الجُدد

بقلم : سليمان جودة

حدث ذات يوم أن استقبلت الملكة اليزابيث ضيفاً أجنبيًّا فى بريطانيا، فلما قدمت إليه زوجها الأمير فيليب أشارت إليه وقالت: زوجى فيليب. رد الضيف بتلقائية متسائلًا فى دهشة: أعرف يا جلالة الملكة.. ولكن ماذا يعمل بالنهار؟.

وكان المعنى أن «زوج الملكة» صفة لا عمل، وأنه لا بد له من عمل فى النهاية، وإلا، فإنه يصبح من العاطلين!.

وفى مصر عرفنا كثيرين يقال عنهم إنهم «عاطلون بالوراثة» وكان القصد أن كل واحد منهم قد ورث عن الآباء والأجداد ما يكفيه فى حياته، وأنه عاش ينفق مما ورثه ولا يعمل!.

وعندما ظهرت مواقع التواصل الاجتماعى ثم انتشرت، فإنها جاءت معها بكثيرين لا تعرف ماذا يفعل الشخص منهم بالضبط، ولا ماذا يشتغل فى حياته على وجه الدقة؟.. فهو طول الوقت موجود على هذه المواقع، وهو لا عمل له سوى التعليق على كل حدث أو تشييره إلى الآخرين، ولا فرق بين أن يكون هذا الحدث يستحق أو لا يستحق.. فالمهم أن يعلق عليه، والمهم أن يكتب عنه، حتى ولو تبين فيما بعد أن ما يعلق عليه من الأخبار وما يكتب عنه ليس صحيحًا!.

وقديمًا كانت العرب تقول: «ليست النائحة الثكلى كالنائحة المُستأجَرة». ولا شىء يصور عاطلى مواقع التواصل كما تصورهم هذه العبارة القديمة، فالنائحة المستأجرة لم تكن سوى امرأة تنوح وتنتحب على الميت الذى لا تعرفه ولم تقابله فى حياتها، ولكنها كانت مدعوة إلى أن تمثل دور النائحة الثكلى، أى التى تعرف الميت وتربطها به صلة من صلات القرابة!.

تمتلئ مواقع التواصل بالنائحين والنائحات الذين لا صلة تربطهم بما ينوحون عليه، أو يعلقون على شىء يتصل به، أو يكتبون عنه ذمًّا بغير علم. والمشكلة أن روح القطيع هى المسيطرة فى كل الحالات تقريبًا، فلا يكاد أحد يبدأ الهجوم على شخص من الأشخاص حتى يتبعه الآخرون بغير أن يعطوا أنفسهم فرصة ليتبينوا.. والقرآن الكريم يقول: يا أيها الذين آمنوا إنْ جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا.

إن كل المطلوب هو أن نتبين ما إذا كان ما نسمعه أو نطالعه صحيحًا، أم أنه أبعد ما يكون عن الصحة والصواب.. ثم نعلق بعد ذلك أو نكتب.. ولكن لأن التواجد على مواقع التواصل صار نوعًا من الإدمان، فلا وقت فى الغالب ليتبين المدمن المتواجد عليها ولا ليتأكد من شىء!.

عرفنا الأمير فيليب العاطل، وعرفنا من قبله ومن بعده العاطلين بالوراثة، ولكننا نعرف اليوم عاطلين بلا عدد على مواقع التواصل!.

arabstoday

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العاطلون الجُدد العاطلون الجُدد



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab