الحكومة لم تذاكر

الحكومة لم تذاكر

الحكومة لم تذاكر

 العرب اليوم -

الحكومة لم تذاكر

بقلم : سليمان جودة

ذهبت الحكومة إلى جلسة البرلمان مُتصورة أنها ذاهبة إلى نُزهة، فإذا بها فى مواجهة موقف لم تجد نفسها فيه من قبل.

كانت الحكومة تعرف مُسبقًا أن نواب البرلمان مُتحفزون لها، وكانت تعرف أنهم على حق فى تحفزهم، وكيف لا يكونون كذلك بينما الجلسة مخصصة لمناقشة مشروعى قانون من أخطر ما يمكن أن يمرره مجلس النواب؟.. كانت تعرف ذلك، وكان أولى بها أن تحتاط وأن تأخذ حذرها، ولكنها لم تشأ أن تحتاط ولا أن تأخذ حذرها!.

ولا أحد يعرف من أين جاءتها هذه الدرجة من الثقة فى نفسها، بينما هى تعرف مُقدمًا أن ذهاب الحكومات إلى البرلمان ليس مأمونًا فى كل حالاته!.. فالبرلمانات نشأت فى العالم لتقوم بمهمتين لا ثالث لهما: مراقبة أعمال الحكومة، وتشريع القوانين للناس.

وعندما استقبل مجلس النواب أعضاء من الحكومة تحت القبة كان يمارس مهمته الثانية، وكانت الحكومة تعرف أنها طرحت أمامه مشروع قانون العلاقة بين المالك والمستأجر فى المساكن، ومشروع قانون آخر فى التعليم.. والاثنان حظيا بدرجة غير عادية من الاهتمام والاستنفار لدى قطاعات عريضة من الرأى العام.

وكان هذا كله أدعى إلى أن تذهب الحكومة وهى جاهزة. فالمشروعان من بنات أفكارها، وبالتالى فلابد أن تكون مستعدة، وأن تكون قد تهيأت للدفاع عما ذهبت تمرره تحت قبة البرلمان.. هذه واحدة.. والثانية أن الحكومة تعرف أيضًا أن البرلمان الحالى يلملم أغراضه ليرحل، وأن برلمانًا جديدًا مرتقبًا يتشكل فى الأفق، ومن شأن ذلك أن يجعل كل نائب حريصًا على أن يؤدى بشكل مختلف لعله يلحق بقطار البرلمان المقبل.

هذه بديهيات فاتت على الحكومة، وكانت النتيجة أنها بدت مقصرة أمام المواطنين، ثم بدت وكأنها تذهب إلى البرلمان للمرة الأولى!.. وهذا ما دعا المستشار حنفى جبالى، رئيس المجلس، إلى أن يوجه إليها عبارات إدانة قوية، وإلا فما معنى أن يقول إن الحكومة جاءت غير مستعدة؟، وما معنى أن يضيف أن هذه ليست المرة الأولى؟.

ولم يتوقف الرجل عند هذا الحد وهو يرفع الجلسة، ولكنه ذهب إلى القول بأنه يتمنى لو تكون الرسالة قد وصلت الحكومة!.. الحقيقة أن الذين رصدوا هذا كله لا يكادون يصدقون، كما أنهم لا يعرفون كيف يمكن للحكومة أن تخرج من بعدها على الناس!.. فالإدانة لها قادمة من رأس البرلمان شخصيًا، ثم من النواب الذين صفقوا لرئيس البرلمان فيما يشبه الإجماع!.. إن الحكومة.. أى حكومة.. إذا كانت ذاهبة إلى مناقشة مشروع قانون قدمته، فليس أقل من أن تُذاكر كتاب البرلمان. ولكن.. عندما مرَّرت الحكومة مشروع قانون المالك والمستأجر دون الاستماع للأصوات الناصحة، فإن ذلك أشار إلى أنها لم تذاكر كتاب الحياة.

arabstoday

GMT 08:20 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

جبر.. وفن الحوار

GMT 08:15 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

خطوة بحجم زلزال

GMT 08:07 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

كوزموبوليتانية الإسلام السياسي

GMT 07:58 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

بور سعيد «رايح جاي»!

GMT 07:51 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

سيدة الإليزيه!

GMT 07:43 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

الأسئلة الصعبة؟!

GMT 07:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

العودة إلى الميدان!

GMT 07:22 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

إبادة شاملة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة لم تذاكر الحكومة لم تذاكر



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 05:11 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل والزمن

GMT 06:05 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل... وأوان مواجهة خارج الصندوق

GMT 04:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

ترامب يفرض رسومًا جديدة للحصول على إتش- 1 بي

GMT 13:52 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

هل يوقظ شَيْبُ عبدالمطلب أوهام النتن ياهو ؟!

GMT 03:19 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

النفط دون تغير يذكر وسط مخاوف بشأن الطلب

GMT 03:38 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

سلسلة انفجارات متتالية تهز مدينة غزة

GMT 03:23 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

«أبل» تستعد لإطلاق أرخص «ماك بوك» في تاريخها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab