مغرب لا يسير بسرعتين

مغرب لا يسير بسرعتين

مغرب لا يسير بسرعتين

 العرب اليوم -

مغرب لا يسير بسرعتين

بقلم : سليمان جودة

 

ينتظر الأشقاء فى المغرب خطاب عيد الجلوس للملك محمد السادس من السنة إلى السنة، وعندما يأتى الخطاب فى موعده المعتاد آخر يوليو، فإنه يظل وكأنه برنامج عمل يمشى البلد على هُداه إلى أن يجيء خطاب السنة اللاحقة.

وقد اختار الملك مدينة تطوان فى أقصى الشمال ميداناً لاحتفالات عيد الجلوس على العرش، ولم يشأ أن يجعلها فى الرباط العاصمة، ولا فى مدينة من المدن الكبرى الأخرى، كأن تكون مراكش مثلاً، أو الدار البيضاء، أو طنجة على شاطئ المحيط.

وليست هذه هى المرة الأولى، ففى كل سنة تقريبًا يخرج ملك البلاد إلى الأقاليم البعيدة عن العاصمة، ومن هناك تنطلق الاحتفالات وتستمر يومين، ولا يكون ذلك إلا عن رغبة ملكية فى الإشارة إلى أن الذين يقيمون فى أطراف الدولة لابد أن يشعروا بأنهم حاضرون لدى صانع القرار، وأن قضاياهم ماثلة أمامه على المائدة.

وحين خطب محمد السادس خطاب العرش هذه السنة، فإن سطراً فى خطابه قد استوقفنى أكثر من سواه من السطور. ففيه يقول: لا مكان اليوم ولا فى الغد لمغرب يسير بسرعتين. ومن قبل هذا السطر كانت هناك عبارة مُمهدة تقول ما معناه إن غطاء التنمية لا بد أن يشمل الجميع بالتساوى، وألا يفرق بين منطقة فى العاصمة حيث مقر الحكم، وبين أخرى فى الجنوب، أو فى الشمال، أو فى غيرهما حيث يحيا ويعيش آحاد الناس.

عربياً، أتمنى لو يسود هذا المبدأ المغربى المهم فى التنمية ثم يستقر، لأنه يؤسس لقضية العدالة فى توزيع الثروة بين المواطنين على أحسن ما يكون، ولأنه يحرص على أن تكون الرعاية الصحية المتاحة للمواطن فى أقصى شمال البلاد، هى نفسها المتاحة للمواطن الذى يعيش بالقرب من الحكومة فى العاصمة، وكذلك بقية الخدمات العامة التى يكون على الحكومة أن تقدمها لمواطنيها.

وكان المغرب قد شهد ما أطلق عليه الإعلام «حراك الريف» فى السنوات التالية لما يسمى الربيع العربى، وكان الذين يئسوا من أن يطول «الربيع» أرض المغرب من خلال العاصمة والمدن الكبرى، قد راحوا يجربون حظهم من خلال الريف، لكنهم لم ينجحوا فى شىء. فالمؤسسة الملكية الحاكمة كانت منتبهة لذلك، وكان مبدأ «السرعة الواحدة لا السرعتين» مبدأً معتمداً لدى الملك، ثم لدى الحكومة من بعد الملك فى واقع الناس.

هذا مبدأ مهم للغاية فى قضية التنمية فى أى بلد، وأهميته أنه يرسخ إحساساً لدى البعيدين عن العاصمة، بأن بُعد المسافة لا يُقصيهم من دائرة الاهتمام، وأن الحكومة تتطلع بإحدى عينيها إلى عاصمة البلاد، وتتطلع بالعين الأخرى إلى حيث تقع بقية الأقاليم على الخريطة.

 

arabstoday

GMT 08:20 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

جبر.. وفن الحوار

GMT 08:15 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

خطوة بحجم زلزال

GMT 08:07 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

كوزموبوليتانية الإسلام السياسي

GMT 07:58 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

بور سعيد «رايح جاي»!

GMT 07:51 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

سيدة الإليزيه!

GMT 07:43 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

الأسئلة الصعبة؟!

GMT 07:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

العودة إلى الميدان!

GMT 07:22 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

إبادة شاملة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغرب لا يسير بسرعتين مغرب لا يسير بسرعتين



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 05:11 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل والزمن

GMT 06:05 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل... وأوان مواجهة خارج الصندوق

GMT 04:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

ترامب يفرض رسومًا جديدة للحصول على إتش- 1 بي

GMT 13:52 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

هل يوقظ شَيْبُ عبدالمطلب أوهام النتن ياهو ؟!

GMT 03:19 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

النفط دون تغير يذكر وسط مخاوف بشأن الطلب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab