مَن سرق الشتاء

مَن سرق الشتاء؟

مَن سرق الشتاء؟

 العرب اليوم -

مَن سرق الشتاء

بقلم : سليمان جودة

 

جمهور الشتاء فى المحروسة يشعر بأنه «انضحك عليه» هذه السنة، ويشعر بأن الشتاء الذى عاش جمهوره يراهن عليه طول الصيف قد أخلف معه المعاد!.. وعندما جاء شهر فبراير فإن الذين يحبون الشتاء قد حزنوا لأن هذا الشهر هو فرصتهم الأخيرة فى فصلهم المفضل!.

صحيح أن الشتاء ينتهى فى ٢١ مارس حسبما يقول أهل الفلك والجغرافيا، ولكن العادة جرت على أن مارس إذا جاء فإنه يجىء بينما الصيف فى يده.. أما الكلام عن بدء الربيع فى هذا التاريخ فهو كلام على الورق لأن السنة لم تعد أربعة فصول كما درسناها فى المدارس، ولكنها إما صيفًا ممتدًّا، وإما شتاءً يطرق الباب على استحياء!.

فلا أمطار مما نعرفها حتى الآن، ولا برد يسدد شيئًا من فاتورة الصيف الحارقة، ولا رياح تسمع صفيرها كما كنا نسمعه، أو تعصف بالأشجار وتضرب النوافذ والأبواب.. لا شىء من هذا كله، وإنما شتاء رقيق، ومعه برد لطيف، ومعهما رياح تغيب ولا تحضر!.

لا يزال فصل الشتاء فصل النشاط والحيوية، ولا يزال أجمل الفصول، ولا يزال فصلًا للدفء والحركة والعمل.. ولا يزال مُحِبّوه ينتظرونه من السنة إلى السنة، ولا يزال كلما أطل كانت إطلالته موعدًا مع الخير. وإلا.. فهل هناك ما هو خير من حبات المطر وهى تغسل الأرض والشجر؟.

ولا أحد يعرف ما إذا كانت تغيرات المناخ التى نتابع أخبارها كل يوم هى التى جعلت الشتاء يأتى كالضيف الخفيف هكذا، أم ماذا بالضبط جرى فى طقس العالم؟.. فلقد صرنا نرى فى أحوال الجو ما لا نفهمه.. صرنا نستيقظ على حرائق تأكل ولايات بكاملها تقريبًا فى الولايات المتحدة الأمريكية دون أن نقرأ لها تفسيرًا يقتنع به العقل، وأصبحنا نتابع فيضانات تُغرق ثلث مساحة باكستان دون سبب ظاهر يبرر هذا الغضب الطارئ من جانب الطبيعة.

ومن سوء الحظ أن ساكن البيت الأبيض الجديد عدو للطبيعة بالفطرة منذ دخل البيت الأبيض هذه المرة أو فى المرة السابقة.. فما كاد يستقر فى مكتبه البيضاوى حتى كان قد سارع إلى الإعلان عن انسحاب بلاده من اتفاقية المناخ، ولم يكن هذا هو الانسحاب الأول لأنه ما كاد يتسلم السلطة فى ٢٠١٦ حتى كان قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاقية نفسها، فكأن ثأرًا بينه وبينها.. ولم يهنأ العالم بقرار بايدن إعادة واشنطن إليها.. وإذا كان أحد قد سرق منّا الشتاء، ومن غيرنا أيضًا لأن الشكوى من الجفاف تكاد تكون فى كل مكان، فهذا الأحد هو الرئيس الأمريكى بانسحابه من الاتفاقية مرتين.

يراقب كل مُحِبّ للشتاء هذا كله ثم يأسَى ويأسف، ولكنه يعيش على أمل أن يبقى أجمل الفصول بيننا ما استطاع فيما بعد فبراير.. فما أجمل الشتاء وما أجمل أيامه.. ولو كان هناك فصل للحياة فلن يكون إلا الشتاء.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن سرق الشتاء مَن سرق الشتاء



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab