ساعة في العجوزة

ساعة في العجوزة

ساعة في العجوزة

 العرب اليوم -

ساعة في العجوزة

بقلم : سليمان جودة

لايزال المسرح «أبوالفنون».. كان وسوف يظل.. وإذا كانت هناك أسباب لذلك، فالسبب الأهم أن العلاقة فيه بين الفنان والجمهور علاقة مباشرة لا يقف دونها حجاب.

ولو أنت خطفتك رجلك إلى مسرح البالون فى العجوزة فسوف ترى مثالا حيا على ما أقول، وسوف ترى أن الفنان تامر عبدالمنعم، رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، يعرف كيف يشد جمهور المسرح إليه.

أمام المسرح على النيل وجدتُ طابورا وزحاما، ولم يكن الطابور ولا الزحام إلا على شباك التذاكر، وكانت هذه علامة لا تخطئها العين على أن الجمهور إذا سمع عن عمل فنى جيد، فإنه سرعان ما يتوجه إلى مكان هذا العمل ليراه. والذين يقدمون أعمالا فنية رديئة بحجة أن «الجمهور عايز كده» إنما يضحكون على الناس لغرض فى نفس يعقوب، أو لأغراض فى نفوس الذين يقدمون أعمالا لا تليق، ولا دليل على ذلك إلا هذا العمل الفنى الممتاز الذى يقدمه تامر عبدالمنعم كل ليلة على البالون.

العمل اسمه «نوستالجيا 80 / 90» ورغم أنه يبدو من اسمه كأنه يخاطب النخبة، إلا أن تكرار كلمة «نوستالجيا» مؤخرا فى مناسبات متعددة جعلها قريبة من العقل العام.

وإذا كانت هذه الكلمة تعنى الحنين إلى ما كان، فهذا بالضبط ما أجاد تامر عبدالمنعم اللعب على الوتر الحساس فيه، وليست (٨٠-٩٠) فى العنوان سوى إشارة إلى الأعمال الفنية الرفيعة التى تابعها الجمهور فى الثمانينيات والتسعينيات.

فلا يمكن للأُذن أن تُخطئ ناى عفت وهو يقدم برنامج «العلم والإيمان» للدكتور مصطفى محمود إلى المشاهدين، ويستحيل أن تتوه الأُذن المتذوقة عن موسيقى العبقرى بليغ حمدى وهو يزف مسلسل «بوابة الحلوانى» إلى مُشاهديه، ومن الصعب أن تختلط عليك كلمات سيد حجاب وهو يقدم «ليالى الحلمية» للناس.. وغيرها وغيرها من عشرات الأعمال الفنية التى يستدعيها رئيس البيت الفنى ويبعث فيها الحياة.

الأصالة والرقى عنوان للسهرة التى تنتظرك فى العجوزة، ولا يوجد عمل فنى جمع الأصالة والرقى إلا وقد عاش فى وجدان كل مصرى وكل عربى. ولهذا، لا يكاد شىء من ذلك يظهر على خشبة البالون، إلا ويتجاوب معه جمهور القاعة بتلقائية لا يد له فيها.. تلقائية تحمل صاحبها إلى أجواء كل عمل فنى عاش الناس يتابعونه بشغف، لأنهم يجدونه قريبا منهم، ومُعبرا عما فى أعماق كل واحد فيهم من شوق إلى الفن الجميل.

اذهب إلى هناك وسوف تقضى ساعة مع الفن الذى يقدم مصر كما يجب أن نقدمها لأنفسنا وللعالم فى كل الأوقات.

arabstoday

GMT 09:34 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

هل يمتلك الغَزّيون قرار الاستسلام ؟!

GMT 09:17 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

لماذا فاز البلشى فى نقابة الصحفيين؟

GMT 09:14 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

الأديان.. والقضية الفلسطينية

GMT 02:44 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

من غرينلاند إلى دبي

GMT 02:42 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

الشيوخ حائرون... يتساءلون

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

وجدانية حجيلانية برسم الأجيال

GMT 02:37 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

محمد حسنين هيكل... نهاية أسطورة

GMT 02:35 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

سوريا وتحديات نجاح المسار الانتقالي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعة في العجوزة ساعة في العجوزة



أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:09 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

لا تطمئنوا كثيرًا..!

GMT 00:44 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

اعتقال قيادي بـداعش في ريف دير الزور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab