بقلم : فاروق جويدة
أصبح من الصعب على إسرائيل أن تُعلن أمام العالم أنها انتصرت على إيران، لأن إيران لم تخسر الحرب حتى الآن. وربما تصورت إسرائيل حين أعلنت الحرب أنها مجرد نُزهة سريعة سوف تُعلن إيران استسلامها فى ساعات، ولكن إيران قلبت الموازين وغيّرت الحسابات، واقتحمت سماء تل أبيب وحيفا، ودمّرت آلاف البيوت والمنشآت الهامة والمراكز البحثية.
لقد تورّطت أمريكا فى هذه الحرب، وتصورت أن إسرائيل سوف تحسم المعركة فى ساعات، وأن الرئيس ترامب سوف يحتفل مع نيتانياهو بهذا النصر التاريخي. لقد تجاوز الرئيس ترامب وأساء إلى الشعب الإيرانى حين طلب من إيران الاستسلام، وحين طالب بإسقاط المرشد العام وهو رأس الدولة، وحين شارك فى الخديعة تحت ستار المفاوضات بينما إسرائيل تُعلن الحرب على إيران.
إن أمريكا هددت بدخول الحرب إلى جانب إسرائيل، ثم ترددت بعد أن ظهر تيار من الرافضين فى أمريكا يرفض الاشتراك فى الحرب، لأن إيران لم تُعلن الحرب على أمريكا. هناك أزمة كبيرة تواجه أمريكا أمام تفوق صواريخ إيران، وهناك خوف من أن تنتقل الحرب إلى المصالح والقواعد الأمريكية فى المنطقة. والأهم من ذلك أن صواريخ إيران غيّرت حسابات كثيرة فى موازين القوي، وجعلت إيران حتى الآن فى موقع المنتصر، رغم التفوق الإسرائيلى والدعم الأمريكي.
وما زال العالم ينتظر نهاية هذه المواجهة: من المنتصر ومن المهزوم؟ ويبدو أن الحرب سوف تطول.
لقد استطاعت صواريخ إيران أن تغيّر حسابات الحروب، بل إنها أضافت أساليب جديدة، ربما تفوّقت على كل أنواع السلاح التقليدية، وربما تظهر مفاجأة أخطر عن امتلاك إيران سلاحاً نووياً وتجرى أول تجربة نووية.