بقلم : فاروق جويدة
لا أحد يدرى ماذا سيكتب التاريخ عن الفترة التى يعيشها العالم الآن، ماذا سيقول عن الأوطان والأحداث والكوارث التى أصابت البشر .. إن أخطر ما حدث أن كل الأشياء مصورة ومسجلة، أشخاصًا وأرضًا.. منذ زمان بعيد لم يشهد العالم تلك الأحداث الدامية فى دنيا البشر.
ماذا سيقول التاريخ العربى عن مأساة غزة، وكيف تواطأت قوى الشر على أهلها قتلًا وجوعًا ودمارًا. فى أى الصفحات سوف يتوقف التاريخ؟ وكل شيء تم تسجيله دمارًا وموتًا. ماذا سيقول التاريخ عن تكنولوجيا الموت والجوع والدمار؟ فى التاريخ القديم لا توجد الصور والأشخاص، ولكن التاريخ الآن سوف يحفظ كل شيء..
ماذا سيقول عن عصابة تل أبيب وتآمر أمريكا وسكوت الغرب، وهناك شعب يُقتل كل ساعة، والعالم يقف صامتًا أمام المجازر الآدمية؟ ماذا سيقول التاريخ عن الشهداء من الأطفال والنساء؟ ماذا سيقول عن مواكب الجوع التى تحولت إلى قبور للأحياء؟
إن التاريخ لن يترك شيئًا، وسوف يقف العالم أمام محكمة للعدل الحقيقي. سوف يكتب الطغاة مذكراتهم ولن يقرأها أحد، وسوف يكون مصيرها مزابل التاريخ .. سوف يكتب التاريخ فصولًا: من شارك، ومن تآمر، ومن ارتكبوا الجرائم. لن يفلت أحد من حساب التاريخ، كل من أصدر قرارًا، ومن قتل طفلًا، ومن كتب سطرًا، ومن حرّض على الباطل، ومن قتل العدل، واستخف بالحق، واستباح كرامة الإنسان.
سوف يكتب التاريخ كل شيء، ولن يُخفى الحقيقة، وسوف يجد كل إنسان صفحة سوداء أو بيضاء، وهناك من لم يُكتب سطرٌ عنه.. التاريخ لا يرحم، والعالم الآن يعيش مرحلة من أسوأ اللحظات: قتلًا ودمارًا وموتًا، والشواهد على ضحايا غزة وثيقة إدانة لن تسقط بالتقادم.