بقلم : فاروق جويدة
خرج نيتانياهو من مغامرته فى غزة دون أن يحقق مكاسب، لقد دمّر غزة ولم يحقق نصرا، وقتل أطفالها وترك للعالم أسوأ صورة لإنسانٍ مجنون.. كان يراهن على البقاء فى السلطة، لكنه سيخرج غير مأسوفٍ عليه.. لقد أوهم العالم بمشروع إسرائيل الكبرى، ولم يحافظ على بقاء إسرائيل الصغرى.. إن هناك مشاعر كثيرة تركها نيتانياهو للشعب الإسرائيلى ما بين الكراهية والرفض، وحشود العالم التى خرجت دفاعاً عن غزة.. لقد اختار نيتانياهو أسوأ صفحات التاريخ فى القتل والدمار والوحشية، وسوف يأخذ مكانه فى قوائم القتلة والمأجورين.. إن الحرب الوحشية التى دمّرت غزة وقتلت شعبها سوف تبقى صفحة تطارد نيتانياهو شخصاً وتاريخاً وحكاية تُروى لأطفال العالم، كيف يكون القتل شريعة حاكمٍ حرّك العالم ضد شعبه..
كان نيتانياهو يسير خلف الرئيس ترامب فى ساحة الكنيست، وتبدو عليه مشاعر الذل والمهانة، وهذا جزاء القتلة والمفسدين.
كانت حرب غزة انتصارا لإرادة شعب تمسّك بأرضه ودافع عن ترابها وقدّم آلاف الشهداء، وحورب عامين كاملين دون أن يهادن أو يستسلم، وبقى على أرضه بكرامة. كانت حرب غزة مواجهة بين أصحاب الحق وسماسرة الموت.
إن انتصار غزة لم يكن حدثا عاديا، ولكنه درس لكل من يفرّط فى وطنه ويدفع الغالى والرخيص، لأن الأوطان لا تُباع.
كان نيتانياهو سعيدا ومنتشيا وهو يسمع كلمات المديح من الرئيس ترامب فى ساحة الكنيست، وتغنّى كثيرا بحبه لإسرائيل والإنجاز العظيم الذى قام به الجيش الإسرائيلى فى غزة، وأنه دخل التاريخ وصنع أسطورة للسلام فى منطقة ملتهبة. لقد بالغ ترامب كثيرا فى احتفالية النصر فى إسرائيل.