بقلم : فاروق جويدة
كانت أمريكا تعتقد أنها وصلت إلى قمة الجبل، وجلس الرئيس ترامب يحرك العالم كما أراد، يفرض الجمارك ويحتل الدول ويخيف الشعوب في كل بلاد الدنيا. منذ زمان وهناك شعب يستعد للمواجهة، ليس لأنه أكبر شعوب الأرض عددًا، ولكن لأنه كان يدرك قدراته ويعلم ما لديه من الإرادة. إنه الشعب الصيني الذي استطاع أن يغير كل الحسابات ويضع أمريكا أمام تحديات لم تشهدها من قبل.
لم يكن غريبًا أن يعترف ترامب أنه خسر المواجهة مع الصين. وقد لعبت الصين المعركة على ثلاث جبهات: ترسانة للسلاح تفوقت على البنتاجون، وأنتجت أنواعًا من الصواريخ المدمرة لا مثيل لها في العالم، وأبرمت اتفاقية دفاع مع روسيا وكوريا الشمالية جعلت منها أفضل وأقوى جيوش العالم.
دخلت في معركة مع أهم أسلحة أمريكا الاقتصادية، وهي الدولار، وجعلت من الذهب قوة جديدة اهتزت بها أركان العالم. ودخلت الصين واجتاحت مناطق كثيرة في إفريقيا ودول عربية وإيران والهند، واستطاعت أن توقف المد الأمريكي الذي حلم به الرئيس ترامب في أن يكون زعيمًا للعالم..
إن الصين سوف تتجه قريبًا إلى أوروبا وتسقط آخر مناطق النفوذ الأمريكي، لأن الصين الآن تتصدر واجهة العالم اقتصاديًا وعسكريًا وجغرافيًا، لأنها تسيطر على نصف العالم. ولا بد أن تعترف أمريكا أنها سوف تغرق مع إسرائيل في دماء غزة، وعلى الباغي تدور الدوائر..
إن الصين لعبت المعركة بذكاء أكبر ووضعت أمريكا، بل والعالم، أمام حسابات جديدة..
الرئيس ترامب يعلن إنشاء وزارة للحرب، والصين تعلن حلفًا مع روسيا وكوريا الشمالية وربما الهند وإيران ودول أخرى. هل هو تمهيد للمواجهة الكبرى؟ العالم ينتظر.
يبدو أن زلزال غزة سوف يجتاح العالم كله، وقد يصل إلى مناطق شاركت فيه.